[ لا تعليق ] مزمار جامعة المؤسس وسمسميتها

[:: Abdullah ::]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما وصلني حرفياً عبر الإيميل والله أعلم


مزمار جامعة المؤسس وسمسميتها


عنوان هذا المقال هو مقدمة كاشفة لمضمونة ، وقبل أن أدخل في تفاصيله أبدأ بسؤال أوجهه لكل عاقل : هل سمعت في يوم من الأيام أن جمعية الثقافة والفنون أقامت دورة في متن الجزرية ،أو شرح الزاد أو البيقونية ؟ لم يحدث هذا ولن يحدث ولا يُتصور عند العقلاء أن يحدث . ولكن العجيب الغريب أن عكسه حدث في صرح علمي كبير يحمل اسم مؤسس هذه البلاد ،وأعني بذلك جامعة الملك عبد العزيز بجدة ، والتي أقامت في الأسبوع الماضي دورة في تعليم المزمار والسمسمية !!! أيُصدق عاقل هذا ؟ دورة في المزمار والسمسمية! ولعلك أيها القارئ الكريم تتبسم ساخرا أو تضحك متعجبا وحق لك ذلك ، فشر البلية ما يضحك ، كيف وقد أصبحنا في زمن العجائب والغرائب ، فهل هذا هو دور الجامعة العريقة صرح العلم والأدب والأخلاق والتربية؟ إن لم يكن عند مسؤولي الجامعة بأس في مسألة الحلال والحرام ولا تعنيهم شيئا فأين احترام التخصص وتوقير المكان ؟ أين هيبة العلم وتعظيمه في النفوس ؟ أين تقدير العلماء والأساتذة الأجلاء والطلاب النجباء الذين تحتضنهم هذه الجامعة العريقة ؟ إنها لجرأة عجيبة من عميد شؤون الطلاب الذي تولى كبر هذا الأمر دون اكتراث لعواقب هذا الأمر وتبعاته وكأن جامعة المؤسس ملك له خاص يفعل به ما يريد. ويبدو أن هذا داء ليس له دواء عند مسؤولي إداراتنا المبجلين الذين نسأل الله أن يسلّمهم من هذا

الداء أو يسلّمنا منهم.

ختاما أبعث بثلاث رسائل عاجلة

أولاها لمسؤولي الجامعة وأذكرهم فيها
بقوله تعالى ( واتقوا يوما تُرجعون فيه إلى الله )
وقوله عز شأنه ( ولا تحسبنّ الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )

والرسالة الثانية لزملائي أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وأذكرهم فيها بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )

ولا أظن أن أحدا منّا يخرج عن الثانية . وأذكر نفسي وإياهم أيضا بقول إمام المتقين صلوات ربي وسلامه عليه

( من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله الناس ، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس )

والرسالة الثالثة والأخيرة

لطلابنا الكرام الذين هم عدة الوطن وسواعد الأمة وقيادات المستقبل ، أقول لكل واحد منهم :


قد هيّؤوك لأمر لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل


والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.



د.عبدالعزيز بن حميد الجهني


عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة