~~ هلاّ نملة واحدة..؟!!~~

[بحر الحرية]

السلام عليكم جميعا..

بصراحة فكرت في كتابة الموضوع هذا بعد الحرب اللي شفتها بين أعضاء المنتدى حول الدفاع عن أم الؤمنين عائشة –رضي الله عنها- والتي أصبحت فيما بين الإخوة المسلمين مع الأسف الشديد الذين يجتمعون تحت كلمة واحدة:

لا إله إلا الله.

الكثير ينكر ما حصل من ياسر الحبيب وبعض من هم على طريقته حول سب أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، لكن أن نجعل غضبنا هذا يجعلنا نتجاوز على الآخرين بظلم وتعدي، فهذه مشكلة أخرى يجب أن نحاول إصلاحها، ويجب أن نؤمن بأنها مشكلة ونعترف بها.

فقبل الإنكار على الخطأ يجب أن نعرف من هو صاحب الخطأ، وعند معرفة صاحب الخطأ يجب ألا يتجاوز هذا الخطأ صاحبه إلى غيره، حتى وإن كانوا يتسمون بنفس الاسم، أو كانوا ينتمون لنفس الطائفة مادامنا لم نر هذا الخطأ إلا منه.

ما رأيته من بعض الأعضاء هو ذلك التجاوز والتعدي باللعن والشتم والسب، ولا أعتقد أن هذه من أخلاق الإنسان المسلم أولا، وقبل ذلك ليس من خلق المسلم أن يعمم الخطأ على الجميع لوجودهم في مسمى واحد، وليس من خلق المسلم التعدي بظلم، سواء أكان سني أم شيعي ما دام يؤمن بالقرآن.

كما أن هناك أخطاء من طائفة الشيعة، فهناك أيضا أخطاء من طائفة السنة، ولكن تعود الإنسان على أن يرى أخطاء الغير قبل رؤية أخطاء نفسه، وتعود أيضا على أن يرى نفسه صوابا دائما وغيره مخطئ، وهذه منتشرة في جميع الطوائف إلا أهل العقول منهم.

فليس بصواب أن نأتي ونقول بعد فعل ياسر الحبيب:

اللهم العن الشيعة الحاقدين!!

الشيعة أيضا طوائف، انقسمت تحت هذا المسمى، فمن التعدي والظلم أن نرمي الجميع باللعن، ومن التعدي أن نقذف الجميع، خصوصا وأن الخصم معروف!!

والمشكلة بعد هذا التعميم هناك من يأتي ويقول:

نحن نقصد من شتم عائشة –رضي الله عنها- ولا أدري هل أصبحنا لا نفهم العربية أم ماذا؟!!

ففرق بين اللهم العن الشيعة وفرق بين اللهم العن من شتم، وإن كنت لا أؤيد الأولى ولا الثانية، ولكن على الأقل أن نكون منصفين قليلا.

نحن العرب متناقضين دائما، بالأمس القريب كنا نلعن محاكم أمريكا وأقمنا حملة نطالب فيها الرئيس الأمريكي أوباما بالالتفات لهذا الظلم الممقوت من محاكمه، وأنهم لم ينصفوا القضية وأنهم ظلمة!!

واليوم؛ نقيم حملة أخرى نريد فيها الإنصاف من محاكمهم في أوربا ومقاضاة وردع الظالم وإيقافه عند حده!!!

والأغرب من ذلك؛ أنه في شريط حملة مطالبة أوباما جمعنا بين أعدى الطوائف الدينية لبعضها:

الشيخ السني سلمان العودة، والشيخ الشيعي حسين الصفار، واليوم وهنا من الأعضاء - وأجزم أنه من غيرهم - يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا!!!

أخي وأختي..

قبل أن تعتدي وقبل أن تلعن وقبل أن تشتم وقبل أن تظلم: اعرف خصمك، وابحث عنه، فليس بصواب أن تعمم وتظلم وتجعل شعارك هذا الشعار الطاغي: الخير يخص والشر يعم.
اجعل شعارك ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام:

"نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج ، ثم أحرق قرية النمل ، فأوحى الله إليه:

أمن أجل أن لدغتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح؟!! فهلا نملة واحدة!!"

وهلا كنا إخوة وعرفنا من هو خصمنا؟!!

هلا ابتعدنا عن لعن الجميع بفعل أفراد؟!!

هلا تركنا الحقد بيننا من أجل ثورة الغضب؟!!


تحياتي لكم؛؛