InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > الساحة العامة
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


الساحة العامة قسم مخصص لـ الفعاليات والنقاش و المواضيع التي لا تندرج تحت الأقسام الآخرى .

الصدق منجاه

الساحة العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 20-02-2012, 02:52 PM

waleed287291 waleed287291 غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ادارة اعمال
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: ذكر
المشاركات: 72
افتراضي الصدق منجاه


وقف المدير في الاجتماع السنوي لموظفي المؤسسة وقال لهم: (أمام كل منكم علبة فيها بذرة. أريد منكم أن يأخذ كل واحد منكم بذرة، ويزرعها بطريقته الخاصة، على أن يعتني بها ويعرضها أمامنا في الاجتماع القادم من السنة المقبلة إن شاء الله تعالى. ومن ستكون نبتته الأفضل سيربح مكافأة كبيرة من الشركة)…مرت السنة بسرعة واجتمع الموظفون ومع كل منهم الوعاء الذي زرع فيه البذرة التي رباها طوال عام حتى صارت نباتا يافعا. إلا أن واحداً من بين الموظفين كان يقف بجوار وعائه فارغا من أي نبتة بينما تعلو وجهه علامات الخجل والإحساس بالفشل.

طلب المدير من هذا الموظف التقدم بوعائه وسأله: (لماذا لم تزرع البذرة التي أعطيتك إياها العام الماضي؟)، فقال الموظف: (لقد حاولت أن أزرع البذرة طيلة عام كامل، ورغم أني أمارس هواية الزراعة، وأزعم أنني على دراية بطرق الزراعة المختلفة إلا أن البذرة لم تنبت، وحتى الآن لا أدري ما هي المشكلة).

عندها قال المدير مخاطباً الموظفين: (الآن أعلن لكم الفائز… إنه هذا الموظف الذي لم يزرع شيئاً!!!) اندهش الحاضرون من هذه النتيجة، قبل أن يستكمل المدير حديثه قائلاً: (إن البذرة التي أعطيتكم إياها العام الماضي كانت مطبوخة، بمعنى أنها لن تنبت أبدا مرة أخرى. وكان حرصكم على نيل الجائزة الموعودة قد دفعكم للكذب على وعلى أنفسكم واستبدال البذرة بأخرى. أما هذا الموظف فالآن أعلن أنه أصبح نائباً للمدير).

يقول ابن القيم: (الصدق هو الطريق الأقوم الذي من لم يسر فيه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه، من صال به لم ترد صولته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته. فهو روح الأعمال ومحك الأحوال والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال، وهو أساس بناء الدين، وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة «النبوة» التي هي أرفع درجات العالمين).

والصدق غير قاصر على صدق القول فقط، بل يشمل أيضا صدق الفعل والحال…. وصدق الحال أن يتطابق ما بين ظاهر المرء وباطنه، فلا يكون مرائيا أو متظاهرا بما ليس حقيقته وواقعه، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «المتشبع بما لم يُعْطَ كلابس ثوبي زور» [صحيح الجامع6675] وأصل المتشبع الذي يظهر أنه شبعان وليس بشبعان، ومعناه هنا كما قاله النووي وغيره: أنه يظهر أنه حصل له فضيلة وليست بحاصلة «كلابس ثوبي زور» أي ذي زور، وهو من يزور على الناس فيلبس لباس ذوي التقشف وزيي أهل الزهد والصلاح والعلم وليس هو بتلك الصفة.

قال عمر بن الخطاب: (من تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانه الله). وقال عبد الواحد بن زيد البصري: (كان الحسن البصري إذا أمر بشيء كان أعمل الناس به، وإذا نهى عن شيء كان من أترك الناس له، ولم أرَ أحداً قط أشبه سريرته بعلانيته منه).


ومن اعتاد الصدق حظي بالثناء الجميل من سائر الناس وثقتهم، قال تعالى: { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }[مريم: ٥٠]. قال على بن أبي طالب - رضي الله عنه - : (من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث: من إذا حدثهم صدقهم، وإذا ائتمنوه لم يخنهم، وإذا وعدهم وفى لهم، وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم، وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم، وتظهر له معونتهم).

وكثير من الناس يعمد إلى أسلوب التلون والتمثيل والتصنع لكي يحصل مكاسب مادية أو يصل إلى مرتبة سنية ، لكنه بهذا الصنيع يخسر نفسه ومروءته ويخسر ثقة الناس به، فإنه يظن أن الناس مغفلين لا يقدرون على التمييز بين معادن الرجال وبين لابسي الأقنعة.. وقبل هذا كله فإن إظهار الجميل وإضمار السوء والخبث هو من أخلاق المنافقين، ومن عادات الضعفاء من الناس.

إن الصدق مع الناس أمرا في غاية الأهمية؛ إذ به تحصل الطمأنينة، وتُبنى جسور الثقة، والصدق معهم يكون بما يلي:

- صدق الحال: بعدم المخادعة والمخاتلة بالمظاهر الكاذبة والأحوال الزائفة، بل كن معهم كما أنت على حقيقتك في بساطتك، وبحسب قدرتك وإمكانياتك. ويندرج تحت هذا الأمر أن تكون صادقا في مشاعرك نحو الآخرين، فلا تجعلهم كالكرة كلما مللت ركلتها بأقوى ما لديك، حتى في ابتساماتك مع الآخرين يدخل مدخل الصدق، فلا تكن كالمنافق يبتسم وفي داخله بركان من الحقد والكره والبغض، فعبوسك في وجه مخالطك أهون من ابتسامة خبيثة. والصدق أيضا يكون في مودتك للناس فلا توادهم لأنهم يشاركونك المنفعة المتبادلة، وبمجرد أن تتجرد أعناقهم من خدمتك تتجرد نفسك من مودتهم وحبهم، فقط لأن خدامتهم انتهت الآن، وكأنك رحلت مودتهم للتقاعد الإجباري لأنهم لم يعودوا يفيدوا مصالحك.

- صدق القول؛ فلا تروج عليهم كذبا، ولا تنشر بينهم شائعة، بل أصدقهم القول، وتحرّ الصواب فيما تخبرهم به، وتثبت فيما تنقله إليهم ولا تكن كحاطب ليل؛ فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» [صحيح الجامع 4482]، فلا تكن بوقا ينقل الكلام بلا بصيرة ولا أناة، ولا تكثر من القول فيما لا نفع فيه.


- صدق النصح والإخلاص لهم؛ وذلك بأن تحرص على تحصيل مصالحهم وجلبها لهم، وأن تعمل على تعطيل مفاسدهم وتدفعها عنهم، كن لهم أصدق من يدلّهم على الخير، ويكشف لهم الشر؛ وأصدقهم فيما ينفعهم، وكن معهم فيما فيه الخير.

إن من علامة الصدق سلامة القلب، وخلوه من الغش والحقد والحسد للمسلمين، فالعبد المؤمن الصادق في إيمانه لا يضمر في قلبه غلاً للمؤمنين ولا شراً، بل إن حب الخير والنصح لإخوانه هو طبعه وعادته ، وهذه الحالة الإيمانية تظهر علاماتها على الأعمال، وذلك بتجنب الظلم والعدوان والاستطالة على الأعراض، والحرص على العدل والقسط مع الناس، والانطلاق بما في الوسع لقضاء حاجات المسلمين، وإغاثة الملهوفين، ودفع الظلم عنهم، والحزن على مصابهم، والفرح لفرحهم.

وليس بين الصدق والكذب إلا أن الصدق ملكة بعد الجهد، والكذب استرسال عفوي لا يحتاج إلى أكثر من ترك النفس وهواها، وكل خلق جميل يمكن اكتسابه بالاعتياد عليه، والحرص على التزامه، وتحري العمل به، حتى يصل صاحبه إلى المراتب العالية، يرتقي من واحدة إلى الأعلى منها بحسن خلقه….يحكى أن رجلا كان يعصي الله – سبحانه - وكان فيه كثير من العيوب، فحاول أن يصلحها، فلم يستطع، فذهب إلى عالم، وطلب منه وصية يعالج بها عيوبه، فأمره العالم أن يعالج عيبًا واحدًا وهو (الكذب)، وأوصاه بالصدق في كل حال، وأخذ من الرجل عهدًا على ذلك، وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرًا فاشتراها وملأ كأسًا منها، وعندما رفعها إلى فمه قال: ماذا أقول للعالم إن سألني: هل شربتَ خمرًا؟ فهل أكذب عليه؟ لا، لن أشرب الخمر أبدًا. وفي اليوم التالي، أراد الرجل أن يفعل ذنبًا آخر، لكنه تذكر عهده مع العالم بالصدق. فلم يفعل ذلك الذنب، وهكذا كلما أراد أن يفعل ذنبًا امتنع عن فعله حتى لا يكذب على العالم، وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق.

إن الصدق نظام عقد المجتمع السعيد، ورمز خلقه الرفيع، ودليل استقامة أفراده ونبلهم، والباعث القوي على طيب السمعة، وحسن الثناء والتقدير، وكسب الثقة والائتمان من الناس.


من روائع الحكم

· الصدق عالما لا يفهمه إلا الصادقون، وجوهرة لا يُثمنها إلا ذو العقول الحكيمة.

· الصدق منجيك وإن خفته، والكذب مرديك وإن أمنته.

· من أقوال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : عليك بالصدق وإن قتلك….لأن يضعني الصدق ـ وقلّ ما يفعل ـ أحب إلى أن من أن يرفعني الكذب، وقلّ ما يفعل….. قد يبلغ الصادق بصدقه ما لا يبلغه الكاذب باحتياله.

· (عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك. واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك) الشعبي.

· (ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه) على بن أبي طالب - رضي الله عنه- .

· (ما كذبت مذ علمت أن الكذب يشين صاحبه) عمر بن عبد العزيز.

· قيل للإمام أحمد : (كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق؟ فقال: لو وُضِع الصدق على جرح لبرأ ).
.

منقول

 


توقيع waleed287291  

{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}

 

رد مع اقتباس

 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 10:02 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2025