InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الملتقيات الجامعية > ملتقى السنة التحضيرية > ملتقى المسار العلمي إنتظام
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


جامعة الملك سعود.. "تهيئة أم تصفية؟"

ملتقى المسار العلمي إنتظام

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 05-12-2011, 07:22 PM
الصورة الرمزية Dr.Ammar

Dr.Ammar Dr.Ammar غير متواجد حالياً

الحمدلله على كل حال ♥

 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الكلية: كلية الطب
التخصص: طِـب وجِــرَآحَـة
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: العاشر
البلد: جــــدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 260
افتراضي جامعة الملك سعود.. "تهيئة أم تصفية؟"


جامعة الملك سعود.. "تهيئة أم تصفية؟"

كررت القول بأن السنة التحضيرية مشروع طموح ونبيل، والمشكلة فقط هي أننا في كل مرة نقول فيها هذا القول نضطر لإلحاقه بكلمة: ولكن....
وما تأملت في شأن هذه التجربة بوضعها الحالي إلا وخرجت بتساؤل جوهري هو: هل هذه السنة هي لتهيئة الطلاب أم لتصفية الطلاب؟!
فارق بين التهيئة كما نجدها في تجربة جامعة الملك فهد مما يختلف عن التصفية، وهو ما نقدم عليها في جامعة الملك سعود، ولنأخذ الأرقام التالية ليتبين لكم مرادي:
حصلت كلية الآداب على "173" طالباً في أقسامها السبعة كلها، هذا كل ما جاءها من السنة التحضيرية، ونصيب قسم اللغة العربية "29" طالباً، أي أقل من عدد هيئة التدريس فيه، ويجب أن نعرف أن هذا القسم يبلغ من العمر أكثر من خمسين عاماً، وفيه طاقات كبيرة جداً وخبرة عريضة جداً، وهو يبدو الآن شبه خالٍ وقاعاته تسمع فيها أزيز المكيفات أكثر مما تسمع همهمات الطلاب، ومع ذلك فأمر قسمنا أفضل بمئات المرات من قسم التاريخ وقسم الجغرافيا، وسيعجب كل من يقرأ مقالي هذا إذا قلت له الرقم الذي حصل عليه كل من القسمين: وهو صفر، نعم صفر، وأكررها: صفر.

ولك أن تتصور السؤال التالي: هل الجامعة تبيت النية بإغلاق القسمين؟! لا يمكننا أبداً إلا أن نتصور هذا السؤال؛ لأن البدائل له هي أن نقول إن الجامعة تتعسف الأحكام وتظلم الطلاب وتظلم المؤسسة الأكاديمية؛ لذا فأحسن الظنون ستكون بالقول إن الجامعة تخطط لإغلاق عدد من الأقسام العلمية والكليات، خاصة إذا قلنا إن قسم الفيزياء مثلاً لم يحصل إلا على ستة طلاب، وكأن الفيزياء ليست من علوم العصر وأخطر منجزاته، ونسب الفائزين في نوبل في الفيزياء والرياضيات والآداب يفوقون النسب العالمية كلها، وجامعتنا في المقابل غافلة عن هذا كله.

وقبل هذا فإن السؤال يأتي عن حال الطالب الداخل للجامعة عبر بوابة السنة التحضيرية، كيف هي حالته وحالها، وأنا أقسم بالله والله عالم بسريرتي: أقول أقسم لو أنني وضعت في سنة تحضيرية وأنا تحت مغبة التصفية وليس التهيئة فإن أدائي سيتأثر بسبب هذا التحسيس التعسفي، من جهة، ثم بسبب هذا التقتير الخانق من جهة ثانية، وهو تقتير مخيف فعلاً، ولقد طلبت الكليات العلمية ما يقارب ثلاثة آلاف من الطلبة، ولكن الجامعة لم تعطهم سوى "1300" طالب، أي أقل من النصف، وهنا يأتي السؤال: ما دامت الكليات لديها طاقة استيعابية، وما دام الطلبة موجودين في محطة الانتظار في السنة التحضيرية فلماذا هذا التعسف؟!

يقولون إن التركيز في الأعداد يؤدي إلى رفع المستوى، ونقول لهم: نعم هذه نظرية واردة وقابلة للنقاش، ولقد قلت بها أنا مراراً على مدى عشرين سنة مضت، ودخلت فيها بنقاش تأزم في بعض حالاته مع معارضي الفكرة، ولكنني ما كنت أصر وأفرض رأيي وكنت أستمع إلى آراء الناس، وفي الوقت ذاته كنت أتخوف من مغبة فكرتي من الناحية الاجتماعية ومردود ذلك على المجتمع والناس، فيما لو قلصنا القبول في الجامعة إلى حد مبالغ فيه.

وهكذا دارت الأيام لأرى خطر هذه النظرية إذا بالغ فيها منفذها مبالغة كأنما هي انتحار اجتماعي ومعنوي وتخطيطي.

هذا التقتير يقع في مأزق التكبر السيكولوجي؛ لأنه يؤدي إلى معاملة البشر وكأنه مكاين "مثل مكاين علي حسن المجيد كما في المقال الأول"، ومن ثم إجبارهم على ما لا يطيقون، وفي الوقت ذاته نتجاهل حقهم الإنساني وحق المجتمع على الجامعة في أن تتحرك بإيقاع إيجابي وليس بسرعة كسرعة المفحطين، وحقاً إني أشعر بأن الجامعة "تفحط" ولا تنظر في المرايا أبداً، وليس عندي أي دليل على أنها تستخدم أي مرايا للنظر غير مرآة واحدة، وربما تكون مرآة وهمية، لا أدري، ولكنني أدري أنها ليست مرآة واقعية.

ثم تعالوا لنرى الأمر العجاب: هذه الجامعة التي تقتر على نفسها في أعداد طلبة البكالوريوس، هاهي تسرف إسرافاً متهوراً في أعداد الدراسات العليا، وقسم اللغة العربية جاءه في الماجستير والدكتوراه ما يقرب من "200" طالب بما في ذلك الموازي، أي سبعة أضعاف ما جاءه في البكالوريوس، تقتير هنا وإسراف هناك، وهنا تسأل: أين التخطيط وأين الوعي المعرفي والنظري؟ وكأنك أمام تخبط يشبه فكرة "التفحيط" مرة أخرى.

وإذا تكلمنا عن الدراسات العليا فأنا عملت في الجامعة خمساً وثلاثين سنة، لم أشرف فيها إلا على سبع رسائل دكتوراه وماجستير؛ وذلك لخطورة هذه المهمة وحاجتها إلى جهد جبار مع الطالب والطالبة، فكيف بنا إذن نشرف دفعة واحدة وفي وقت واحد على مئتي بحث ورسالة أكاديمية، وما نتائج هذا التصرف؟!

إن قلنا إن لدينا طاقة لأداء ذلك، فالسؤال لماذا إذن لا نقبل مزيداً من طلاب البكالوريوس؟ وإن قلنا إن الجامعة أدرى وأبخص، إذن: أين درايتها مع الإسراف في الدراسات العليا؟ وإن كان التقتير سيجعلنا مثل هارفارد، فالإسراف سيجعلنا مثل ماذا؟!

ستظل الأسئلة بلا أجوبة لأن مدير الجامعة قرر عدم الرد، وسنظل نحن نقول إننا نرتكب آثاماً في حق طلابنا ومجتمعنا؛ لأننا نجرب عليهم ولا نلتفت لأي شيء سوى هوسنا المبالغ فيه في المكابرة والمعاندة والإصرار، على أن شخصاً واحداً في الجامعة على حق ومن عداه لا يفهم.

لا شك أن السنة التحضيرية دربت الطلاب على الانضباط وإجادة التواصل والبحث في المراجع، ولا شك أن الجامعة صرفت عليها بسخاء، ولكنها في المقابل حاصرت الطلاب؛ بسبب فكرة التصفية بدلاً من التهيئة، وصار همها تقليص الرقم وليس إعداد الطلاب، وهنا ضيقنا على الطلاب وضيقنا على البرامج في التحضيرية، وهددنا أقساماً وكليات في الجامعة بأن يأتي يوم تنتهي فيه؛ لأننا نعطيها صفراً ونعطي ذلك ستة طلاب، ونقتر على الطب ونحسب على الطالب حتى الجزء من العلامة، وما ذا سيحدث للأطباء في المستقبل إذا كانوا بالقطارة حسب خطة جامعة الملك سعود وتصورها المبالغ فيه؟ وكأن الرقم وحده هو القيمة، أما الإنسان صانع الرقم فليس مهماً في حساباتنا.

كل ما في السنة التحضيرية من حسنات، تتلاشى عند سياسة التقتير هذه، ومن هنا فنحن صممنا سنة الغربال والنخل وليست سنة التهيئة. ولن تصلح حال هذه السنة إلا إذا فكرنا أن نجعلها لصناعة الطالب وبسط سبل الأمل له، وفتح مجال المنافسة الحيوية وأهمها فتح مجال تحسين الوضع وتعديل النتيجة وتكرار الفرصة له، ومشاركته في تقرير مصيره، كما كنا نفعل نحن في دراستنا كلها، وليتذكر المدير نفسه حينما كان طالباً في قاعات الدرس، وليسأل نفسه عن حاله وردة فعله على أي تصرف جاءه أو كلمة سمعها أو كبح تعرض له، وهنا فليقس الأمر عليه، وهذا هو القانون الأول لمعادلة المعاملة وتجنب التطفيف، وأبادره بالقول بأنني أنا شخصياً لو كنت طالباً في السنة التحضيرية لهالني أن أكون مادة للتصفية ولست عنصراً للتهيئة، ولهالني الضغط النفسي حينما لا أعرف مصيري، وتهددني كل لحظة وأخرى فكرة العلامة حتى أضطر إلى التبرع بدمي من أجل أن أحصل ولو على علامة واحدة ممنوحة من جامعة تعطي من هنا وتأخذ أضعاف أضعاف ذلك من هناك.
ويلٌ لنا إذا لم نتق الله في طلابنا وفي مصير جامعتنا!!

سياسة التقتير هذه مصحوبة بسياسة التصفية التي تؤدي إلى التضحية بالطالب والجامعة معاً، نضحي بالطالب بسبب تضييق فرصه في الدراسة بالجامعة، ونضحي بالجامعة من حيث توقيف نموها الطبيعي، أو إننا نخنق وجودها كمكان للطلاب والتعليم الجامعي.

والفارق بين التهيئة والتصفية هو أنك في التهيئة تبذل أموالاً لكي تصنع جيلاً طيب الأعراق، وتهيئته وتهيئتها لدخول الجامعة من بعد سنة تكون حضرتهم فيها، وهذا مكسب معنوي ومجتمعي ومادي، أما التصفية فهي أن تبذل أموالاً طائلة للتخلص من ثلثي الطلاب ورميهم من خارج السور، وهذا إهدار مادي لمال سخرناه وصرفناه سلبياً وفي عملية هدر معنوي، ويضاف إليها ما نرتكبه في حق الطلبة والمجتمع بصرف المال العام لتصفيتهم بدلاً من تهيئتهم، ومن هنا لا تكون السنة التحضيرية سنة تحضيرية، ويكون فعلها نقيض اسمها، ولو كنا تبسطنا مع الأعداد، وأخذناهم لكي نهيئهم وزدنا من نسبة القبول وطبقنا عليهم خطط التدرب والتعلم كما هو برنامج التحضيرية، ثم أخذنا بأيديهم إلى الجامعة بفتح نفسي وعلمي، وأعطينا الأقسام ما تستحقه من طلاب كما هو الواجب لكنا فعلاً حققنا الهدف من التحضيرية، وجنبناها فكرة التقتير والتصفية.

عبدالله الغذامي


المصدر
http://sabq.org/sabq/user/articles.do?id=872

التعديل الأخير تم بواسطة Dr.Ammar ; 05-12-2011 الساعة 07:28 PM.
رد مع اقتباس

 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 10:37 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2025