لا تستعجل أمامك دكاترة لم يحصلوا على البراءة

[وتر الإحساآآس]

موظَّف قال له: لا تستعجل أمامك دكاترة لم يحصلوا على البراءة

مخترع "سكة المكفوفين" رُفِض مشروعه في الرياض فتلقَّفته دبي






عيسى الحربي - سبق – الرياض: ساهم الإهمال الذي لقيه مبتكر سعودي من قِبَل المؤسسات التي تعني بالابتكار وتبنّي الموهبة في ضياع اختراع توقّع له الكثيرون النجاح والانتشار، وفي وقت كان خلاله المخترع يسير في "سكة" أخرى من الروتين والتسويف في تبنّي وتسجيل الاختراع، تدخّلت هيئة الطرق والمواصلات الإماراتية بالتعاون مع اللجنة الاستشارية لمترو دبي لإقناع المخترع في الحصول على اختراعه، غير أن المواطن رفض ذلك بحجة أن مشروعه يحمل اسم الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولا يمكن أن يتخلّى عنه .

وكان مشروع "سكة سلطان الخير للمكفوفين" من اختراع المواطن عبدالله العصيمي، وهو كما يرويه لـ"سبق" عبارة عن "ربلة من المطاط مبطنة بمجريين مزدوجين من المعدن يستخدمها المكفوفين بواسطة العصا، توضع في الأماكن العامة والمستشفيات والمطارات والمرافق الحكومية، تسير بخط متوازي مع الحائط في كل مبنى، وتبعد عنه 50 سم .

وتابع صاحب الاختراع أن الكفيف بإمكانه التعرّف على مرافق المكان من خلال قطع معدنية صغيرة، أو أشكال أخرى متعدّدة داخل السكة، مشيراً إلى أن سكتة يرافقها صندوق يستخدمه الكفيف كدليل عن طريق لغة برايل، وكل هذا يتم باعتماده على نفسه دون الحاجة لمساعدة الآخرين .

وعن تاريخ الاختراع وبدايته أبان العصيمي "أنه كان مشروعه الرئيسي قبل تخرّجه من الجامعة منذ ثمان سنوات، وأوصت اللجنة المتخصّصة حينها على ضرورة تبنّيه إلا أنه لم يطرأ شيء على مسار الفكرة" .

وأضاف "بعد أن تخرّجت من جامعة الملك سعود توجَّهت إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؛ لطلب براءة الاختراع التي تحمي مشروعي من السرقة، وكلي أمل أن تبصر السكة على أرض الواقع، حتى تكون عوناً للمكفوفين، غير أنني اصطدمت بالواقع بعد سنوات من الانتظار عندما قال لي أحد المسؤولين هناك: "ليه مستعجل أمامك دكاترة لم يحصلوا على البراءة".
ويواصل بحرقة: "أنه اتجه إلى مؤسسات الداخل غير أنها هي الأخرى لم تحرّك ساكناً، بالرغم من أن الاختراع يحمل اسماً غالياً على قلوبنا وهو "سكة سلطان الخير للمكفوفين".

وعن تسرُّب مشروعة إلى هيئة الطرق والمواصلات في دبي قال: "لا أعلم ذلك، إلا أن السفارة الإماراتية أجرت معي اتصالاً هاتفياً يطلبون مني التوجّه لدبي، وبالفعل حضرت إلى هناك وقمت بشرح جزء من مشروعي أمام مهندسين وباحثين ومهتمين، وقدّموا لي بعض التسهيلات والمميزات في سبيل التنازل عن الفكرة إلا أنني رفضت ذلك؛ لرغبتي الجامحة في انطلاقته من السعودية غير أن السكة ما تزال حبيسة الأدراج .