المجموعة التعاونية والمجموعة التنافسية

[قسـوة الأيـام]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدري اني داخل القسم بالعرض والطول ... ولكن حبيت اساعد الأخوان والأخوات ولو بالقليل جدا ..
سمعت كم طالب يتكلم عن المقارنه بين المجموعه التعاونيه والمجموعه التنافسيه ..
فحبيت اقدم خدمه ومساعده ..
وبحثت عنها وأخذت الأقرب للموضوع ... وإن شاءالله أكون قدمت شي بسيط لهم ..

==========
استأثرت طريقة التعلم التعاوني باهتمام بالغ من الباحثين التربويين في العقود الثلاثة الماضية، وقد ركزت معظم الدراسات التي بحثت التعلّم التعاوني وآثاره في التحصيل على مقارنة العمل التعاوني في بيئة التعلم بكل من العمل التنافسي، والعمل الفردي، وذلك بالمقارنة بين أساليب التعلّم التعاوني وغيرها من الأساليب المستخدمة في الفصل الدراسي وآثار كل منها في التحصيل المعرفي.

وأظهرت نتائج الدراسات أن العمل التعاوني مقارنة بالعمل التنافسي والعمل الفردي، يزيد التحصيل المعرفي، ويساعد في الاحتفاظ بالمعلومات لمدة أطول، ويمكّن الطلبة من استخدام مهارات التفكير العليا، ويساعد في الاستفادة مما تم تعلّمه في مواقف جديدة، علاوة على الاتجاهات الإيجابية إزاء المادة والدافعية المتميزة للتعلّم.
وقد شملت هذه الدراسات مراحل تعليمية متعددة، في مواد دراسية متنوعة، وطلبة من جميع الأعمار، في مدارس ذات طبيعة مختلفة، وفي دول متعددة(1).
ويتفق عدد كبير من الباحثين حول الآثار الإيجابية للتعلّم التعاوني مقارنة بالتنافسي والفردي فيذكر كيجن أن نتائج مئات الأبحاث والدراسات الميدانية تدعم بكل قوة أهمية استخدام التعلّم التعاوني في تحقيق نتائج إيجابية أهمها ارتفاع مستوى التحصيل العلمي للطلبة منخفضي التحصيل، وزيادة نمو العلاقات الاجتماعية عند جميع الطلبة(2).
وهناك اتفاق كبير بين المراجعين للدراسات التطبيقية في التعلّم التعاوني على أن آثار التحصيل الدراسي تعتمد على توفر العناصر الأساسية للتعلّم التعاوني، وطريقة تنظيم التفاعل في المجموعات، وكيفية تنظيم المكافأة، فهذه الأمور مجتمعة تعد عوامل مهمة في إنتاج مخرجات إيجابية أكبر. ومما يجدر ذكره أن نتائج هذه المراجعات أيدت أهمية مراعاة إعطاء مكــافآت (حوافز) للعمل التعاوني في المجموعات، ودعم القدرات الفردية بالإضافة إلى تشجيع المنافسة بين المجموعات التعاونية(3).
وتشير الدراسات إلى أهمية إدخال عنصر التنافس بين المجموعات حيث إن التعاون والتنافس كلاهما مهارات اجتماعية، ولكل منهما مجاله الملائم وتشجيع أحدهما لا يعني بالضرورة إضعاف الآخر، فقد أظهرت النتائج أن الطلاب قد يجتمع لديهم في الوقت نفسه اتجاهات إيجابية نحو كل من التعاون والتنافس(4).
وبالإضافة إلى المخرجات الإيجابية للتعلّم التعاوني في التحصيل المعرفي للطلاب، فقد توصلت دراسات عديدة إلى أن أداء الطلاب في حل المشكلات يكون أفضل عندما تُستخدم أساليب التعلّم التعاوني مقارنة بالطرق الفردية أو التنافسية(5).
وتوصل العديد من الباحثين إلى أن دراسة المواد عن طريق المجموعات الصغيرة من الطلبة الذين يعملون متعاونين يقود إلى تحصيل جيّد في مجال حل المشكلات ومستوى أعلى في مهارات التفكير، حيث إن الطلبة في المجموعات يستفيدون من المساعدة التي يقدمونها لزملائهم وتتاح لهم الفرصة للمناقشة والاستماع وطرح الأسئلة واقتراح البدائل ومن ثم التوصل إلى البديل المناسب لحل المشكلة(6).
وقد توصلت عدة دراسات وظفت الحاسب الآلي واستخداماته في الفصل الدراسي إلى أن التعلّم التعاوني له تأثير إيجابي في دراسة المواد عن طريق الحاسب، ويستخدم الحاسب عن طريق مجموعات صغيرة من الطلبة تتفاعل فيما بينها وبين الحاسب الآلي في الدروس التي تطبق أساليب التعلّم التعاوني(7).
وقد توسع استخدام التعلّم التعاوني حديثًا عبر الحاسب الآلي، حيث وفرت الشبكة العالمية الإنترنت فرصًا جديدة لتطبيق التعلّم التعاوني عبر الشبكة، فيما يُسمى التعلم عن بعد، فقد وفرت أدوات الوصول إلى مصادر المعلومات، وأتاحت تقديم الدورات والدروس، والاتصال والتحاور عبر الشبكة مباشرة بين الدارسين مما ينتج عنه تفاعل مثمر واستفادة عظيمة يكون الحاسب الآلي وسيطًا فيها(8).

التعلّم التعاوني والمجال الاجتماعي والوجداني:
يتفق معظم الباحثين أن التعلّم التعاوني له تأثيرات إيجابية على مدى واسع في المجال الاجتماعي والوجداني، مقارنة بالطرق التنافسية والفردية، ومن أهم هذه التأثيرات تنمية العلاقات بين الطلاب، فقد توصـلت الدراسات الميدانية إلى أن المجموعات عندما تعمل مع بعضها تتعمق مع مرور الوقت أواصر الألفة والمودة والترابط والاحترام بين أفرادها، حيث تقوي العلاقات وتدوم بين الطلبة، بغض النظر عن قدرات الطلبة وخلفياتهم العرقية(9).
كما يقدم التعلّم التعاوني جوًا من الهدوء النفسي أكثر من الطريقة التقليدية، ويساعد الطلبة على جمع هممهم وزيادة حوافزهم للتعلّم، ويقضي على المنافسة غير المرغوبة، ويقلل من الشعور بالإحباط بين الطلاب، لذا فإن من مخرجات التعلّم التعاوني الإيجابية الاستعاضة عن المنافسة بمساعدة الطلاب بعضهم لبعض على التعلّم، في حين أن التعليم التنافسي يعزز المنافسة التي تولد نوعًا من الأنانية(10).
وتشير دراسات عديدة إلى أن التعلّم التعاوني ينمي الإحساس بالثقة عند الطلبة، ويشعرهم بالاعتزاز بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات مقـارنة بغيره من الطرائق(11).
وبالإضافة إلى ذلك يعطي التعلّم التعاوني الطلبة الحرية في التعبير عن أنفسهم، والاستقلالية والإحساس بالمسؤولية، فيشعرون بثقة المعلم بهم وتقبل زملائهم لهم(12)، حيث إن توفير فرص التعاون بين الطلاب تعلّمهم مهارات التعبير عن النفس من خلال مشاركة المجموعة في الحوار والمناقشة(13).
علاوة على أن هذا النوع من التعلّم يوفر متعة للطلبة من خلال تطبيقاته، ويشجع الطلبة على الحضور إلى المدرسة، فيطور شعورًا إيجابيًا تجاهها وتجاه المعلم(14).
ويرى عدد من الباحثين أن التعلّم التعاوني له دور إيجابي على المناخ العام في الفصل(15).
وختامًا يتضح من العرض السابق أن التعلّم التعاوني له آثار إيجابية في كل من المجالين المعرفي والوجداني، تساعد في الحصول على بيئة مناسبة للتعلّم، تزيد الدافعية نحو التعلّم وتعزز النمو العقلي للطلبة والتفاعل الاجتماعي الصحي، لذا نجد أن الحاجة تتجه إلى تطبيق أساليب التعلّم التعاوني في فصولنا الدراسية التي تتيح للمتعلّم المشاركة الفاعلة في العملية التعليمية، وتساعد في التخلّص من سلبية الطالب، وانخفاض مستواه التحصيلي.
==========
وهذا المصدر
اتمنى اكون افدت ولو بجزء بسيط جدا ..

سلامي لكم .

[rose tulip]

موفق أخوي