قصه من كتاباتي...

[عـــ الملاك ـــيون]

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصه لاأستطيع أن أقول عنها إبداع ولكن هي فكره راودتني منذ سنه وبما أنني أحب الكتابه لم أستطيع إهمالها..أخذت أقلامي وأوراقي وبدأت أكتب..فكتبت


وقفت في شرفتها المطله على النهر..تأملت النهر قليلا ثم أرسلت عيناها إلى السماء..
قالت:نعم في مثل هذا اليوم وفي مثل هذه الساعه ولكن..المكان ليس بنفس المكان..فهاهي الغابات والمحيطات تفصل بيننا..
تنهدت وقالت:أيذكرني كما أذكره..؟؟أيتذكر كل يوم قضيناه مع بعضنا..؟؟أيتذكر كل ساعه التقينا فيها..؟؟أيذكر هذا اليوم وهذه الساعه..؟؟
وما أن أرادت أن تستفيق من غيابها عن عالمها حتى أيقنت أن ماحصل لم يكن إلا..حلم..!!
والغريب في الأمر أن من كانت تتذكره لم يكن إلا..خيال..!! إنسان لم تراه ولم تعرفه ولو ليوم أو حتى ساعه واحده..
إستعدت للخروج لملمت أقلامها وأوراقها..إنطلقت إلى مقر الصحيفه التي تعمل بها..وما إن تخطت الشارع المقابل لمنزلها حتى اصطدمت برجل يلبس ملابس رسميه ونظاره سوداء ويحمل حقيبه..إعتذر لها وأنصرف..
وصلت إلى مقر الصحيفه..قدمت ورقه لرئيسها أعدتها مسبقا..كانت الورقه تحمل طلب إجازه لكن المدير رفض..! ليس لشئ وإنما لأنها هي الوحيده المجتهده في عملها..كانت تعمل بمصداقيه..
أصرت على إجازتها..وافق المدير بعد تردد كبير وبعد أن أقنعته بأنها متى ماأحست بتحسن ستعود لمهنتها التي لم تنقطع عنها طوال فتره عملها منذ تعيينها وإلى هذا اليوم الذي أكملت به سبع سنوات..
قطعت تذكرتها وركبت الطائره مغادره إلى كندا..وعندما وضعت قدمها على أرض كندا تنهدت وأخذت نفسا عميقا وأخرجته وهي تحس بتحسن..حجزت في فندق كانت غرفتها مطله على الشاطئ..
ما إن وصلت غرفتها حتى بدلت ملابسها وخرجت تسابق الزمن إلى البحر..وقفت أمامه مطولا تتحدث إليه وكأنه يسمع شكواها..لم يقطع سكونها إلا اصطدام رجل بها..
هاهي الصدفه تلعب دورها مره أخرى ونفس الرجل يصطدم بها ولكن استطاعت هذه المره أن تستوقفه..
تحدثا وعرفا عن نفسيهما وأتفقا أن يتقابلا مره أخرى..
التقيا وتحدثا مطولا..تكلمت عن نفسها وعن وظيفتها وهو أيضا حدثها عن نفسه وأنه يعمل أعمال حره مابين موطنه الأصلي و وطنه كندا(بعد أن حصل على الجنسيه الكنديه)..
توالت اللقاءات داخل الفندق وخارجه..إلى أن قال لها بأنه منذ اللحظه الأولى التي رأها بها قبل ثلاث سنوات اطمئن لها وارتاح قلبه..وأصبح يلاحقها من مكان إلى أخر..
قاطعته:دون أن أشعر؟؟!
ابتسم وعاد لإكمال حديثه عنها وكيف كان يلاحقها طوال فترة بقاءه في الوطن..؟وكيف أنه تقصد أن يصطدم بها ذلك اليوم وأعتذر دون أن ينتظر..؟
سألته:كيف لحق بها إلى كندا؟؟؟ كيف علم بإنها أخذت إجازه من عملها؟؟
كيف علم بأنها ستسافر إلى كندا؟؟
كان رده بكل هدوء:بأنه منذ أن أحبها وهو يراسلها على عنوان الصحيفه بإسم "العاشق المجهول"
وعندما اصطدم بها ذلك اليوم شعر بأنها حزينه فذهب وسأل عنها في عملها فردوا عليه بأنها أخذت إجازه..وعلم من مكتب الطيران بأنها ستسافر إلى كندا..فحجز على نفس الطائره وحجز في نفس الفندق..
وسكن في الغرفه المقابله لغرفتها..
"ترك منزله..وسكن أمامها حتى لاتغيب عن عيناه..!!"
ضحكت وقالت:كم انا غبيه..أبعد كل هذا ولم أشعر بك..؟؟
تواعدا أن يلتقيا..

عادت إلى الوطن وهي بأفضل حال..لم تكن تعلم أنها ستسافر من اجل البحث عن الحب..
هاهي عادت وتحمل في قلبها الكثير من الحب..في أول إتصال بينهما بعد العوده عرض عليها الزواج..
وافقت وحضر هو لعمل إجراءت الزواج..سجلا زواجهما في المحكمه واتفقا أن يسافر وتلحق به بعد أن تقدم أستقالتها..قدمت أستقالتها وطارت إلى كندا..
لم تكن تعلم أن القدر أسرع منها..



فقد سرق الموت حبها الذي تخطت المسافات من أجله..بكت..وبكت..وبكت إلى أن علمت من طبيبه الخاص بأنه كان مريض منذ عدة سنوات كان يحمل في رئته ورم خبيث..
كتبت أملاكه للجمعيات الخيريه وجمعيات مكافحة السرطان..ماعدا القصر الذي تسكن به وسيارته الخاصه فهي مابقي لها من حبيبها الذي لم يمهلها القدر لتعيش معه..فعاشت مع صوره وذكرياته في القصر الذي تمنت أن تعيش فيه مع العــــــ المجهول ــــــاشق...

هذه القصه أسميتها العــــــ المجهول ــــــاشق.

أرجو ممن يقرأها أن يكتب رأيه بكل صراااااااااااااااااااااحه.