إجابات تحت المجهر (3) أ.د.عبدالرحمن قرمان

[أبوالقانون]

- السلام عليكم ، د.عبدالرحمن مرحبا بك في برنامج تحت المجهر .....
أهلاً .... أهلاً

- دكتور نريد منك في البداية تعريفاً بشخصك الكريم ، و بعضاً من ملاح النشأة و الطفولة ، نريد أن نتعرف عليك من دون حرفي أ.د ؟
البطاقة الشخصية :
الاسم/ عبد الرحمن السيد قرمان، من مواليد 1959 بإحدى قرى محافظة الغربية(طنطا) بمصر. وأسرتي كانت تتكون من الأب والأم وخمسة أبناء، أنا أصغرهم. وكانت الحياة في القرية حياة سعيدة وجميلة ، ينعم أهلها بدفء المودة والرحمة والتعاون.
الحالة الاجتماعية: متزوج ولي خمسة أبناء(ولد وأربع بنات)، الأول كان معيدا بقسم القانون الجنائي ، ثم استقال ليعمل في القضاء(وكيل نيابة)؛ والبنات اثنان في كلية الطب، والثالثة تركت الطب وهي في كلية الحقوق، أما الرابعة فهي بالصف الثالث الابتدائي.
تلقيت التعليم الابتدائي والإعدادي بالقرية ؛ أما التعليم الثانوي فكان بمدرسة المركز، وكنا نمشي يوميا ستة كيلو متر صباحا في الذهاب ومثلها في المساء للعودة. ثم انتقلت للتعليم الجامعي بكلية الحقوق جامعة الاسكندرية، فحصلت على ليسانس الحقوق عام 1981 ميلادية، بتقدير جيد جدا، وكان ترتيبي الثاني على الدفعة، وبالمناسبة كان عدد الحاصلين على تقدير جيد جدا خمسة طلاب فقط .

- لم اخترت تخصص القانون من بين كل العلوم ، و لم التجاري بالذات ؟
أنا لم أدرس القانون اختيارا مني، ولكن الذي اختارته لي أختي، وكانت حاصلة على بكالوريوس تجارة(شعبة محاسبة)، فعندما حصلت على الثانوية العامة أصرت علي أن أدخل كلية الحقوق، وأنا كنت أريد كلية الآداب قسم تاريخ وجغرافيا، لأني كنت أحب الأستاذ الذي كان يدرس لنا هذه المادة، وكان أملي أن أصبح مثله؛ وكان سبب خوفي من كلية الحقوق هو السماع من الناس أنها تحتاج إلى مذاكرة كثيرة، وقليل من ينجح فيها، وكان في قريتي طلبه أكبر مني دخلوا الحقوق ولم ينجحوا، فحولوا إلى كليات أخرى أو حصلوا على الليسانس بعد أكثر من أربع سنوات.
المهم أني أخذت بنصيحة أختي التي قالت لي أنها ترى في قدرات تصلح لدراسة القانون، وخاصة أني أتذكر أن البعض أحيانا وأنا صغير كان يقول لي"أنت تنفع محامي" لأني كنت أتكلم وأجادل كثيرا.
عندما دخلت الكلية كانت نسبة النجاح في العام السابق لا تزيد على عشرين في المائة، وهذا سبب لي خوف شديد من الرسوب، وهذا دفعني إلى المذاكرة الدائمة، وخاصة أن كلمة الرسوب كانت مرفوضة في قاموس الأسرة، وبل كان هذا هو طابع أغلب الأسر والطلبة أيضا في ذلك الوقت، بعكس الحال الآن حيث أصبحت كلمة مألوفة ومقبولة ويضع لها الطالبة والأسرة الأعذار، أما أيامنا فلم يكن للطالب عذر إذا رسب وإنما يُنظر إليه على أنه مقصر ويستحق اللوم، وهو مسلم بذلك ولا يجادل فيه.
بعدما انتظمت في الدراسة وجدها دراسة ممتعة، ومتعتها في صعوبتها، ووجدتها أجمل هدية أهدتها لي أختي( أطال الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافية).
أما لماذا القانون التجاري؟ فأنا اخترت هذا التخصص قدرا، لأنه كان يستوي لدي أي تخصص في القانون، والحمد لله أنا لدي اعتقاد بأن القانوني مثل الطبيب، فلا يوجد طبيب في العيون وهو لا يعلم عن باقي أعضاء الجسم الأخرى. ومع ذلك فأنا اخترت القانون التجاري باعتباره فرع متشعب وله علاقة بجميع فروع القانون الأخرى، وخاصة القانون المدني(فهو ابنه الذي اشتد عوده وقوية شخصيته) والقانون الإداري حيث قامت الدولة عن طريق مشروعاتها الاقتصادية بأنشطة يمارسها التجار الذين يحتاجون من الحكومة صدور قرارات إدارية ذات صلة بنشاطهم؛ وكذلك له علاقة بالقانون الجنائي( فلا يخلوا نظام يتعلق بالتجارة من جزاءات جنائية لمخالفته) وقانون العمل والقانون الدولي(وقد ظهر منذ وقت قانون التجارة الدولية) والقانون المالي والضريبي... وغيرهم.

- هل واجهتك أي صعوبات أثناء دراستك ، و كيف تعاملت معها ؟
طبعا لا يوجد إنسان إلا وواجهته صعوبات في حياته الدراسية، ولكن التغلب عليها يكون سهل بالتوكل على الله، والصبر على المذاكرة، والسعي الدائم للفهم وليس الحفظ. وأذكر أني تقابلت مع طالب في الأسبوع الأول لدخولي كلية الحقوق بالأسكندرية، وأثناء حديثي معه جعل الدنيا ظلام في وجهي، عندما قالي أنه راسب في مادة القانون الدستوري للمرة الثالثة، فقلت له هل الناجح يتحدد اسمه قبل دخول الامتحان؟ فقال لا، فقلت له- وأنا خائف طبعا- خلاص نكون من الناجحين بإذن الله.


- بحكم تدريسك في بيئتين مختلفتين إلى حد ما ، دكتور هل ترى أن هناك فروقات من أيّ نوع بين طالب القانون المصري و طالب القانون السعودي ؟
الطالب في أي مكان هو طالب ولا توجد فروق جوهرية ترتبط بالجنسية- مع احترام الفروق الفردية- ولكن الفرق يكمن في درجة الجدية ورغبة الطالب في التعلم، بالنظر إلى أهمية التعليم في حياته؛ فكلما شعر الطالب أن التعليم مهم ماديا أو معنويا كلما أقبل عليه بجدية وإتقان وصبر( وهذا هو وضع أغلبية الطلاب في مصر)؛ أما الطالب في المملكة فقدراته وإمكاناته ممتازة، ولكن تنقصه الجدية والصبر على التعلم، وقد يكون السبب في ذلك هو عدم شعور عدد كبير بعدم حاجتهم إلى التعلم بقد حاجتهم إلى الحصول على الشهادة فقط.
ومع ذلك فأنا عرفت طلاب في قسم الأنظمة أتشرف بأني درست لهم، فهم على خلق وأدب، ومنهم عدد يجمع بين هذا والعلم بمستوى متميز. ويمكني القول بأنه لا ينبغي ظلم الطالب، فهو-كقاعدة عامة- ينضح بما وضعه أستاذه فيه، طبعا لكل قاعدة استثناءات. مع مراعاة أن كلمة طالب لها مواصفات محددة، ليس منها الاستهتار وعدم المذاكرة.


- دكتور ما هو سر قدرتك في إيضاح المعلومات و إيصالها بأسلوب جميل و مشوق للطلاب ، من تعلّمت هذا الأسلوب و هل ترى أنه الأسلوب الأمثل في التدريس ؟
أسلوب في الشرح هو الذي علمت نفسي به، فأنا لا أعرف إلا إذا فهمته أولا، ولدي قناعة بأن الذي لا يفهم المعلومة لا يستطيع أن يفهمها لغيره، ولكنه قد ينقلها لغيرة، لأن الذي يعرف غير الذي يفهم.
وأنا أسعى لكي أجعل المحاضرة متعة للطالب وليست مصدر غم ونكد، فإذا دخل الطالب قاعة الدرس غير منشرح الصدر، كره الأستاذ والمادة وأصبحت القاعة كالسجن بالنسبة له؛ فهل من يعيش هذا الجو يكون لديه قلب وعقل للتعلم؟.
طبعا تعلمت هذا من بعض أساتذتي، ولكني أسعى يوميا ومحاضرة بعد محاضرة أن أطور في أسلوب محاضرتي، وأن أجعلها أكثر تشويقا للطالب، لأن دراسة القانون دراسة مهمة للمجتمع، ومن ثم يجب على الأستاذ أن يحبب الطالب فيها ويشوقه إليها.

- دكتور ، ما هو البلد الذي تراه مناسباً لإكمال الدراسات العليا في القانون ، و هل هناك معايير للمفاضلة بين بلد و آخر ؟
فرنسا هي أم الفن والمنطق القانوني(بالنسبة للمدرسة اللاتينية)، وهي المدرسة القانونية السائدة في الدول العربية. أما عن الدراسة في الدول الأخرى فيمكن السؤال عنها الزملاء الذين درسوا فيها.

- دكتور هل يكفي للتعامل مع العقود و الأنظمة مستقبلاً ، دراسة اللغة الإنجليزية (أو الأجنبية عموماً) و ممارستها بشكل عادي ، أم أنه يجب دراسة اللغة من الناحية القانونية أي مجرد التعرف على المصطلحات و العبارات القانونية بتلك اللغة ؟
القانون لغة اصطلاحية، أي أن له اصطلاحاته الخاصة التي قد لا تتوافق في المعنى مع اللغة العامة المستخدمة في التعاملات اليومية، ومن ثم لا يكفي اللغة الأجنبية بالمفهوم العام، ولكن ينبغي دراسة القانون بذات اللغة الأجنبية.

- دكتور بم تنصح الطالب الذي يتحيّر في التخصص بين مختلف فروع القانون "الدستوري ، التجاري ، المدني ....الخ" ؟
التخصص في القانون مرحلة ثانية بعد أن يكون الطالب قد أتقن المرحلة الأولى التي تتطلب من الإلمام جيدا بالقواعد العامة، ويتم ذلك خلال مرحلة البكالوريوس. ولمن أراد الاختيار فيختار ما يحب، في ضوء المستقبل العملي سواء الأكاديمي أو المهني.

- ما هي الفروق التي تراها بين وضع طالبة القانون في السعودية و بين وضعها في مصر تحديداً ، و هل هناك من نصيحة توجهها لأخواتنا طالبات القانون هنا في المملكة ؟
لا يوجد فرق بين الطالبات في مصر وفي المملكة، فهم أكثر اجتهادا وجدية من الطلاب، وقد يكون للظروف الاجتماعية دور كبير في ذلك، حيث يتمتع الطالب بفرص كثيرة للهو وإضاعة الوقت بعكس الطالبة؛ طبعا لكل قاعدة استثناء.

- دكتور وصل إلى مسامع العديد من الطلاب أن هذا الفصل سيكون هو الأخير لك في الجامعة ، ما صحة هذا الخبر ؟
هذا الخبر صحيح، وأنا سعيد بالخمس سنوات التي قضيتها في قسم الأنظمة، وما يسعدني أكثر هو طلاب القسم الذين لم أر منهم إلا كل احترام وتقدير، وسأظل اذكر ذلك ما حييت. ولكن هذه هي سنة الدنيا، فالحياة مراحل، والحمد لله على هذه المرحل التي قضيتها في هذا البلد الكريم الذي يضم بين جنبيه أطهر وأقدس بقاع الأرض، اللهم أجعله عامرا وآمنا ما تداول الليل والنهار، ورد عنه كيد الكائدين وحقد الحاقدين، واجعله منارة للإسلام والمسلمين، وأصلح أحوالنا وأهدنا إلى الصراط المستقيم.

- أ.د.عبدالرحمن قرمان شكرا جزيلاً لك على إعطائنا جزءاً من وقتك ......
العفو......

[المحامية]

ماشاءالله لاقوة الا بالله
نسأل الله ان يطيل في عمرك على طاعته ورضاه وان يجعل كل ماقدمته لقسمنا في موازين حسناتك

[أبوالقانون]

- دكتور عبدالرحمن هل من نصيحة تهديها إلى بناتك و أبنائك من طلاب القانون ؟
أولاً أريد أن يعلم طالب القانون أو طالبة القانون أنهم مصدر التنوير في المجتمع، وأنهم أينما وجدوا ينبغي أن يكون لهم دوا بناء ؛ وهذا لن يأتي إلا من الثقافة العامة والعلم بالأنظمة ، فرجال القانون لابد من أن يهتموا بالشأن العام، لأن القانون و الحياة لا ينفصلان.
وأنصح أبنائي الطلاب والطالبات بالصبر على دراسة القانون ، لأنها دراسة شاقة ولا يُقدم عليها إلا جاد ولديه رغبة في العطاء ، ويسعى لقضاء حوائج الآخرين. وأرجوهم ألا يسمعوا لمن يحبطهم بالقول أن الحياة العملية على خلاف ما يدرسونه، فهذا كلام - وإن كان بعضه صحيح- إلا أنه ليس عيبا في الدراسة ، وليس مدعاةً لأن يُقصر الطالب في تحصيل العلم على أفضل وجه، لكي يكون هو أول لبنة في بناء صرح العلم القانوني في المملكة، باعتبار أن المجال جديد و يحتاج إلى تضافر الجهود.
وأخير أتمنى للجميع التوفيق

[اسير الحزن]

دكتور وصل إلى مسامع العديد من الطلاب أن هذا الفصل سيكون هو الأخير لك في الجامعة ، ما صحة هذا الخبر ؟
هذا الخبر صحيح، وأنا سعيد بالخمس سنوات التي قضيتها في قسم الأنظمة، وما يسعدني أكثر هو طلاب القسم الذين لم أر منهم إلا كل احترام وتقدير، وسأظل اذكر ذلك ما حييت. ولكن هذه هي سنة الدنيا، فالحياة مراحل، والحمد لله على هذه المرحل التي قضيتها في هذا البلد الكريم الذي يضم بين جنبيه أطهر وأقدس بقاع الأرض، اللهم أجعله عامرا وآمنا ما تداول الليل والنهار، ورد عنه كيد الكائدين وحقد الحاقدين، واجعله منارة للإسلام والمسلمين، وأصلح أحوالنا وأهدنا إلى الصراط المستقيم.


ماشاء الله تبارك الله

دكتور قمه في الاخلاق من ماسمعت عنه

ومن الردود على الاسئله يدل انه رجل وافي

خساره للقسم عامه وخساره لى شخصين انى لم الحق ادرس عنده


اللهم يسر امره يارب العالمين

[no limit]

الشكر والتقدير للاستاذ الدكتور /عبدالرحمن قرمان ، على هذه الجمل المختصرة والرائعة في نفس الوقت ، واسال الله له بدوام الصحة والعافية .

والشكر موصول ايضا للاخ ( ابو القانون) على ما يتحفنا به من مقابلات رائعة مع اساتذة رائعين .

وبالتوفيق للجميع .

طالــــــب قانــــــــون.