متى ستبتسم عمادات الدراسات العليا؟

[غريبه بدنيتي]

جريدة المدينة

الجمعة, 5 يونيو 2009

أحمد خضران العُمري - خميس مشيط

الحديث عن الدراسات العليا وعن الجامعات السعودية حديث مستمر شأنه شأن أي قضية تشغل الكثير من أبناء الوطن، والحديث دائما ما أقرأه وأسمعه عن العراقيل التي توضع أمام الطامحين في إكمال الدراسات العليا، ولا أعرف حتى اللحظة متى ستبتسم عمادات الدراسات العليا وتستجيب لكل نداء يوجه إليها، ولا أثق أن هذا اليوم سيكون قريبا..

اعتقد أن المسألة مكمنها وزارة التعليم العالي في الأصل، وأيضا مديرو الجامعات لهم دور كبير في ذلك.. كُتب مقالات سابقة وكثيرة عن الدراسات العليا، ولا حياة لمن تنادي،

وفي مجالسنا وفي هذه الأيام بالذات لا حديث للطموحين إلا الدراسات العليا والمزيد من العراقيل.

تصوروا في إحدى الجامعات السعودية العريقة عدد المتقدمين يفوق الألف طالب وعدد المرشحين للقبول لا يتجاوز الخمسين طالبا، بهذه المناسبة قال أحد الأكاديميين وهو منتسب لهذه الجامعة: إنه مسرور جدا لهذه الصحوة من الشباب لإكمال دراستهم وأن هذا حدث عظيم!!! لم يعرف أن القضية ليست بعدد المتقدمين في تلك الجامعة فقط بل هناك آلاف آخرون على مستوى جميع الجامعات، ولكن القضية أن عدد المرشحين للقبول لا يمثل 5% فقط. أما بالنسبة للصحوة التي يتحدث عنها فهي طموح يحمله كل متعلم ومثقف في هذا البلد. وليعلم الجميع أن أضعاف هذا العدد يدرسون خارج البلد على حسابهم الخاص.

ِ\
\
على النقيض تماما من هذا الموضوع واسمحوا لي هنا أن أشيد بجامعة الملك سعود بالرياض التي وصل عدد المقبولين لإكمال الدراسات العليا حتى تاريخ كتابة هذا المقال أكثر من ستمائة طالب وطالبة في جميع التخصصات ولا يزال هناك دفعات قادمة.

إذن فيه حاجة غلط!!! نعم ما هذا التفاوت العجيب بين الجامعات، وما هو الأسلوب المتبع في كل جامعة لقبول الطلاب، وهل المسألة نظام موحد يسري على الجميع؟؟ أم أن المسألة تعتمد على مسؤولي الجامعة!! يفعلون ما يريدون!!

كل ما أرجوه أن نجد اهتماما أكبر بالدراسات العليا، ونظام قبول ميسرا، ودعما للدارسين، وإسهاما في تبسيط الإجراء، وزيادة في أعداد المقبولين، فأبناء الوطن أولى بالاهتمام، والجامعات في حاجة ماسة لطاقم جديد يحمل اللواء، والمتقدمون بالآلاف، والنظام وضعه بشر، ويعدله بشر. ولكن من يعلق الجرس، لعل جامعة الملك سعود قد وضعت أول لبنة للتغيير الفعال، وأسهمت في تحقيق الكثير من الطموحات...

والترقب الآن !! من تكون الجامعة التالية..