✿❀| كل ما يخص التدريب الميداني 2 لطالبات الإنتساب للفصل الدراسي الأول 1433هـ 1434هـ|✿

[أ/إيمان الطباع]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تطرقنا اليوم خلال المحاضرة إلى نقطة خارج المنهج قد لا تكون أخذت حقها في الحديث نظرا لضيق الوقت, و لذلك أحببت مناقشتها هنا لمزيد من التوضيح و لتحصل الاستفادة منها؛ لأهميتها, سواء في التعامل مع الحالات أو في تربية الأطفال


و النقطة هي كيفية التحدث عن علاقتنا مع الله
حيث أن العديد من الناس للأسف يستخدم أسلوب الترهيب و التخويف من الله

فيجد الفرد أن الأم تهدد الطفل بكل شيء و تذكر أنه سيذهب إلى النار لو فعل كذا و كذا
و أيضا قد يقوم شخص يعتقد أنه ينصح الطرف الآخر بذكر أنه يجب أن يتقبل ما يحصل له حتى لا يعتبر انزعاجه من ظروفه بمثابة سخط مما كتبه الله عليه حتى لا يكسب سيئات على ذلك


فالمفترض أن نستخدم الجانب الإيحابي و أن نستخدم الترغيب و اللغة و الأسلوب اللطيف
فمشاعر الحب أفضل و اروع و اكثر دافعية من مشاعر الخوف و الرهبة

فبالنسبة للتربية سيكون من المهم أن تشجع الأم أطفالها على القيام بالأمور من أجل أن يجمع حسنات ليذهب إلى الجنة و يتمتع بنعيمها و أن تصفها له و تشعره بجمالها وفقا لمنظوره,فأي شيء يتمناه و يريده سيجده فيها مما سيجعله يبذل جهد ليصل إليها
و أن نشعر بمحبة الله لنا بإنعامه علينا مما سيجعله يحب الله و يحاول أن يقوم بالأعمال التي يعبر بها عن شكره لله


و بالنسبة للإرشاد
فإنه من المهم الابتعاد عن عبارات مثل
"أنت إنسانة مسلمة و مؤمنة و لا يجب عليك أن تحزني مما كتبه الله لك"
أو الأشخاص أقوياء الإيمان لا يكتئبوا أو لا يصابوا بإضطرابات نفسية و غيرها
أو تذكير الإنسانة المكتئبة بأن أولادها مسؤلية عليها و أنها ستحاسب لتضييعها الأمانة و عدم اهتمامها بهم

لأن جميع هذه العبارات لها أثر سلبي على الطرف الآخر


أتمنى أن يكون القصد قد وضح

طبعا هذا النقاش من خارج المنهج و لا يرتبط به, مجرد ملاحظة جانبية مررنا عليها سريعا خلال المحاضرة رغبت بتوضيحها

فاستخدام الجانب الديني مهم إن أحسنا استخدامه , و لكن من المهم معرفة كيفية استخدامه بالطريقة المناسبة حتى لا يزيد الوضع سوءا لدى من أمامنا
خاصة مع الفئات التي تعاني من تأنيب الضمير مثل المكتئبين
فالمكتئب يعاني من تأنيب الضمير و منزعج من الأمور التي قام بها و ينظر بسلبية للأمور, و لو تحدثنا عن الأمور الدينية باستخدام الترهيب و المحاسبة من الله فإننا سنزيد وضعه سوءا فوق سوئه
و ايضا الشخص الذي يعاني من الوسواس لا ينفع استخدامه معه بشكل عام


فهناك بعض الأمور و الكلمات التي اعتدنا على سماعها و استخدامها بحديثنا, و لكننا كأخصائيات نفسيات يجب علينا أن نبحث في تأثير ما نقوله على الطرف الآخر و انعكاسه عليه قبل قوله حتى لا يكون مردوده سلبي



نراكم على خير إن شاء الله


وفقنا الله و إياكم إلى ما يحبه و يرضاه