InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > جـنـة الـحـرف > زوايا قلم
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


[.. ما أشبهَ اللّيلةَ بِالبارِحة ..]

زوايا قلم

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 28-11-2011, 11:30 AM   #11

Aishah AL-farhah

لا إله إلا الله

 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
التخصص: لغة القرآن
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,365
افتراضي رد: [.. ما أشبهَ اللّيلةَ بِالبارِحة ..]

*

1433




تحسست نبضي وإذ به هو هو ، يحكي قصة الحزن بحزن للدفتر الأزرق ذو الصقر الذهبيّ ، ومازالت قهوتي تناشدني أن أمنحها فرصة لتمارس دورها الطبيعي ، لكن محاولاتها تبؤ بالفشل تبقى في الفنجان إلى أن تبرد كثيرا ، ثم تواجه نفس المصير كل مرة ، أسكبها في خزفية كبيرة تحمل قليل من الأتربة ، وأشياء كانت فيما مضى تسمى ورود ، أما اليوم فإنها تتحلى بملامح بالية ، شقوق وشروخ وأعواد يابسة لاتبعث في النفس إلا البؤس ، حاولت مجاراة الكون ، الشمس ، العمر ، التقويم ، حاولت التلبس برداء سُنّة التجديد ، خلعت الماضي ونزعت الذاكرة و حاولت استئصال ورم الحزن المتسلل بين نبضات قلبي ، وجلست هناك عارية من كل ذكرى من كل ألم من كل حزن من كل إحساس ومشاعر وحب ، جلست أنتظر موجة العام الجديد ، موجة التجديد ، فربما تصفق بي بشدة ، وأخرج منها كما يوم ولدتني أمي ، جديدة ، انتظرت كثيرا ولم أدرك أن الجديد قد حلّ منذ ساعات ، قالوا إنه العام الجديد ، لم أدرك أنه لن يحلّ بموجة تسوقه إلينا ، بل سيحل صامتا متسللا ، حتى لايوقظ أحزاننا ، إنه متواطئ معها ، لايريد أن يُكلف بتجديد كل هؤلاء ، ومنحهم حياة جديدة وبداية جديدة وأملا جديدا ، إنه صعب جدا ومرهق جدا ، نهضت وقلت : تبا لك ، لاجديد ، فذات الأرض تحمل كل يوم أناس أثقلتهم الحياة ألما ، وذات السماء يستظل بها أناس يموتون في اليوم ألف مرة ، والشمس ذاتها بمساعدة الأغبياء المأفونون لجعل العالم يعاني الأمرين من الاختناق الحراري والقراري ، وذات القمر الذي يؤنسه السمر على أحزاننا ، وذات البحر الذي لو شاء لالتهمنا بأمواجه العاتية ، وأنا وروحي الثكلى ، قلبت أوراقي لأرى ربما ماعاد يؤثر بي الحزن ربما استجد أمر لا أراه بعينيّ ، ووجدت أن الحزن الساكن في تلك الأوراق يقول لي : أنا سعيد بدخول العام الجديد ونحن مازلنا مترافقين ، كل عام وأنتِ حزينة ، لقد طاب لي المقام في قلبك الغضّ ، وطابت لي الإطلالة من شرفات عينيك الباكيتين ، وطاب لي السمر معك ومناجاتك في جوف الليل ، وطابت لي مرافقتك في الحلّ والترحال ، كم أنا سعيد لأني أرافق أوفى الأوفياء كم أنت وفيّة لي ياصديقتي !
حينها وبسبب ذكائه ودهائه ومكره شعرتُ بالإطراء ، والفخر ، واستحييت من نفسي لأنني كنت أنوي قبل قليل التخلص منه ومن صداقته ورفقته ، لقد تآمر هو والليل والعام الجديد عليّ
فمازلت حزينة ، وقد فقدت عقلي ، لقد سلبوه مني بالحيلة حتى لا أفكر مرة أخرى بالتخلص بخبث من رفيقي الحزن ، وبقيت أحيا بقلبي الذي لايملك لسان ولا عينان ولابصيرة .. أنتظر أمرا جديدا أنا وحزني ..

 

Aishah AL-farhah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 04:30 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2025