محطّة تزّود من بني الأدباء || ~ وأحرف تعطّشت للنقد :)

[Dr.HanOoOona]

على رصيف الحياة ;
جلست لتتأمل عالمها المتباين بتفاصيلة وصوره وأشكاله
وعلى بقعة ضوء وسط الظلام حدقّت بموكب نمل ساعي
رأت متاعب الحياة وهي تستلقي على ظهورها الصغيرة
وكيف أن حلكة الليل لم تحل بينها وبين خطاها الثابتة
وقفت من جديد بعد استراحة قصيرة ,,
من أعباءها الكبيرة
وهمست لقوتها ..
هلمي بنا إلى مصنع الأمنيات !

أحرفٌ من حنين ..
على إيقاعِ المُلبيـن ,,

حين تأملي لأفواج الحجيجِ وقدْ كساهم البيآض ..
جاءوا وقلوبهم تسبق الأبصار
لهفةً وشوقاً لاحتضآن نور الكعبة
وإشباع رئتيهم بمسكها الطيّب الطهور ,

فتختلط المشاعر وتمتزج العبَرات
وتمتلأ الأعين بقطرآت الفرح
وتغرّد الأفواهـ بترآنيم الشوق
ليرتوي ذلك الحنين المتيّم
وتذوب أشلاء الفقد ,

حينهآ يتشكّل ذلك المنظر السآحر
وتتجسّد تلك الصورة
بلوحةٍ تأسر القلوب وتخطف الأبصار .,

النور قد غدى وضآءً على نواحيها
صحآئف ازدانت ببياضٍ شعّ في أدمع التآئبين ..
وسعةٌ وانشراحٌ تنزّل على صدور العابدين ..
وروحانيّة تغشّت قلوباً فحفتها باليقين ,,

فتنسآب من قلبي الدمعات وتستيقظ في أعماقي مشاعر الشوق والحنين ,,
وتتسابق الدعوات لربّ العالمين ,,
أن أكتبني في القريب العاجل من الحآجين ..

*

ابتعدتُ قليلاً عنهم و اقتربتُ كثيراً منهم
لم اسكن مدينتهم ولم أغادرها ..
بل بقيتُ أتسكّعُ بين أزقّتها الضيّقة
أتغذى على بقاياهم
وأنام على أشلاءهم الممزقة ..

رحلوا حينما قررتُ البقاء
وهاجروا حيث تقنط أمنياتهم وتموتُ أمنياتي
حيث خلودهم وفنائي
حيث بدايتهم ونهايتي ..

لملمتُ ماتناثر منهم
وماسقط من ذاكرتهم " سهواً "
وتلك الأمتعة التي قرروا أن يتخلّوا عنها
حينما امتلأ مخزونهم بأمور أكبر قيمة وأكثر أهمية ..

تجوّلت بين دكاكينهم الموصدة
لم أجد شيئاً يُبتاع بها سوى " ساعة "
كانت قاسماً زمنياً مشتركاً بيننا
وفي الوقت الذي سمعت فيه ضجيج جيوبي الجائعة !
لم يكن أمامي خيار آخر سوى أن أقدّم عمري رهينة