متى يكون ضميرك متصل ومتى يكون منفصل؟؟؟

[قانع]

موضوع جميل اختي

الضمير هي نعمة من الله للأنسان ان اعطاه اياه ليرجع وينوب اليه سبحانه وأنه اذا هم بعمل سيء فيؤنبه ضميره بأن هذا عمل لايليق ولا يرضي الله سبحانه

ولذلك الضمير يعتبر صوت يعيش داخل الانسان ويظهر عندما يهم احدنا بعمل سيء فيبدأ ضميره بتأنيبه
وهذا لن يحصل إلا للشخص الذي ضميره حي ويراقب ربه ليل نهار. فتعطيه قوة في تحكم مواقف الشخص وتفكيره، فتجعله يميز الخطأ من الصّواب وبذلك يكون الضمير متصلا

إنّ قوة إيمان أصحاب الضمير بالله عز وجل والآخرة هي الفارق بينهم وبين الذين لا يتبعون ضميرهم, فصاحب الضمير الحي يتصرف وكأنه يسأل عن أفعاله، لذلك عندما نستمع الى صوت الضمير باستمرار سوف نهتدي الى الخلق القرآني

كما ان هناك طريقة واحدة تجعل الإنسان يتقيد بأوامره تعالى وهي أن يتبع ضميره. وأن تصرّفات الإنسان الذي أدرك جوهر القرآن وأفكاره تكون قائمة على تعاليم الإسلام الخيرة, وبمعنى آخر فإنه يلتزم بما يمليه عليه ضميره ويضع الموت والآخرة نصب عينيه فيرجو الدار الآخرة في كل أعماله؛ ولأنه إنسان مميز فإنه يفكر في غيره أيضاً ويوجه كل جهده ليتزود لآخرته فيضعها في حسبانه حتى فيما يتعلق بأبسط الأمور.

والإنسان الذي يعمل ضميره يرى أن معظم الناس ينحدرون في منزلق خطر من الإهمال، ويدرك أن هؤلاء الناس لا يمكن أن يكونوا مثالاً يتبع، فلا يمكن أن يعلل نفسه بالقول: (كلهم يفعلون ذلك) لأن ذلك سيحول دون اتباعه لهدي كتاب الله عز وجل .

ومتى يدرك الانسان انه قريب من الله؟! عندما يستشعر انه يتبع تعاليم القرآن الكريم، وأنه اتخذ من سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم قدوة له، وأن يعود إلى حكم ضميره في كل ما يواجهه فاتباع الإنسان لصوت ضميره في كل صغيرة وكبيرة يعني اتباعه لما يرضي الله تعالى.

وكذلك فإن هناك قوى سلبية تقف في وجه الضمير: النّفس والشّيطان

-النّفس : هناك جانبان للنفس البشرية:
- الفجور: وهو أصل كل شر .
- الضمير: وهو الذي يقي الإنسان من الشر .

واما بالنسبة للشيطان فإنه لا سلطان على صاحب الضمير الحي لذلك يتطلب أن نثبت ولا نتبع ضمائرنا، إذ إن اتباع الضمير يقتضي ثباتاً شديداً . فالشخص الذي لم يعقد العزم على أن يتبع ضميره مهما كانت الظروف، ستثبط عزيمته بعد عدة محاولات، وسيجد أن مصالحه قد تأثرت بسبب ما قدمه
ويكون الضمير منفصلا بالأعذار التي يختلقها الإنسان حتى يهرب من صوت ضميره


إنّ كل إنسان يعرف الصّواب في قرارة نفسه بلا شك ولكنه يختلق الأعذار باستمرار ليتهرب من القيام به. ولهذا السبب يعيش في حالة من القلق، لأن ارتكابه للإثم في هذه الحالة يشكل عبئاً ثقيلاً على الضمير. لكن الشيطان يزين للإنسان أعماله بحيث يصعب عليه الإصغاء لصوت الحق في داخله مع العلم أنه في حال أصغى له واتبعه فإنه سينعم بالراحة عقلياً وروحياً. لكن البعض اختار الطرق الصعبة فحجب ضميره واتبع خطوات الشيطان وهو يدعي أنه على صواب، ويختلق الأعذار المختلفة ليبرر مخالفته لتعاليم الإسلام.

وختاما لا يشعر أصحاب الضمير المتصل بالراحة إلا بصحبة أمثالهم . لكي ينتقي الإنسان لنفسه صحبة يجب أن يكون بينهم تقارب في الشخصية والأخلاق .

اللهم اجعلنا من اصحاب الضمائر الحية

شكرا لك اختي بهذا الموضوع الرائع الذي ايقظتي به ضميري.

وتحياتي اليك وآسف على الاطالة.