InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > جـنـة الـحـرف
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


جـنـة الـحـرف لـ إبداعاتكم و إختياراتكم الأدبية

فـي رحـاب الأدب والأدباء ( مقتطفات نثرية / شعرية )

جـنـة الـحـرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 15-05-2010, 08:44 AM   #41

أمير القلوب

مشرف مُتألق سابق

الصورة الرمزية أمير القلوب

 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
التخصص: إدارة أعمال ( موارد بشرية )
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 5,010
افتراضي رد: فـي رحـاب الأدب والأدباء ( مقتطفات نثرية / شعرية )

فاحذَرْ على نَفْسِكَ أمرَيْنِ:
- أن تنزِعَ إلى البروزِ قبْلَ استكمالِ المؤهِّلاتِ المطلوبَةِ.
- وأن تستكملَ هذهِ المؤهلاتِ لتلْفِتَ بهاَ أنظارَ الناسِ إليكَ.
ونقلَ عنْ بعض الفقهاءِ شرحَهم الأثرَ: أيْ تفقهُوا وأنتمْ صغارٌ قبلَ أنْ تصيروا سادةً فتمنعَكُم الأنفةُ عنِ الأخذِ عمَّنْ هو دونَكُم فتبقُوا جُهَّالاً.
ماشاء الله تباركـ الله ,’
جملتان فيهما من الحكــم الشيء العظيــم ..
أبدعت أخي فيما إنتقيــت .. فقكـ الله وســدد خطـاكـ ..
نحن في الإنتظــار لكل جــديد تبـوح بـه ذائقتــــكـ ..
أميــــررر ,’

 

توقيع أمير القلوب  

 

أنت الزائر
رقــــــ ــــــم




سبحان الله وبحمـدهـ ،، سبحان الله العظيـم
سبحان الله وبحمـدهـ ،، سبحان الله العظيـم
سبحان الله وبحمـدهـ ،، سبحان الله العظيـم

يَ الله



( إخْوَاَنَنَا فِيْ سُوْرِيَاَ مِنْ لَهُمْ غَيْرُكَـ )




يَ رَبْ ~


آسمى آيات الشكر والعرفان لكم إدارتنا الموقرة
محمد / الصقر / صوت الفجر
خالص التحايا لكم

 

أمير القلوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 16-05-2010, 05:11 AM   #42

Mohannad Najjar

بايسون

 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
كلية: أخرى
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: منسحب
البلد: جدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 473
افتراضي « ومن حرَّم الكلامَ في الحبِّ ؟ » .. يقولُها الطنطاوي بصوتٍ عالٍ

(11)

« ومن حرَّم الكلامَ في الحبِّ ؟ » .. يقولُها الطنطاوي بصوتٍ عالٍ

هذا استفتاحُ مقالةِ « في الحـبِّ » للشيخ علي الطنطاوي -رَحِمَهُ الله تعالَى- من كتابه « صورٌ وخواطرٌ » (ص279) :

« ومن حرَّم الكلامَ في الحبِّ ؟ »

« والله الذي أمال الزهرة على الزهرة حتى تكون الثمرة، وعطف الحمامة على الحمامة حتى تنشأ البيضة، وأدنى الجبل من الجبل حتى يولد الوادي، ولوى الأرض في مسراها على الشمس حتى يتعاقب الليل والنهار، هو الذي ربط بالحب القلب بالقلب حتى يأتي الولد »

« ولولا الحب ما التفَّ الغصن على الغصن في الغابة النائية، ولا عطف الظبي على الظبية في الكناس البعيد، ولا حنى الجبل على الرابية الوادعة، ولا أمدَّ الينبوع الجدول الساعي نحو البحر »

« ولولا الحب ما بكى الغمامُ لجدبِ الأرض، ولا ضحكَت الأرضُ بزهرِ الربيعِ، ولا كانت الحياة »

« ما في الحـبِّ شيءٌ! ولا على المحبينَ سبيلٌ، إنماَ السبيلُ على من ينسى في الحب دينه، أو يضيع خلقه، أو يهدم رجولته، أو يشتري بلذة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم. »

« ويا ليتَ الشبانَ يعودونَ إلى الحبِّ، فتقلَّ هذه الشرور، ويخفّ هذا الفساد. ولكن أنَّى يكونَ الحب، مع هذه الشهوات المتسعّرة؟ »

« وهل تسعُ هذه المقالةُ حديث الحب ؟»

« هل يوضعُ القمرُ في كفِّ غلامٍ، هل يُصبُّ البحرُ في كأسِ مدام؟ وأين لعمري الألفاظُ التي أحمِّلها معاني الحب؟ أين التعبيرُ الذي يترجمُ عن العاطِفَةِ؟ إنَّ البشرَ لا يزالون أطفالاً ما تعلَّموا الكلام، إنهم خُرسٌ يتكلَّمون بالإشارات؛ وما هذهِ اللُّغاتُ البشريَّةِ إلا إشاراتُ الخُرسانِ، وإلا فأينَ الألفاظُ التي تصفُ ألوانَ الغروبِ، ورجفاتِ الأنغامِ، وهواجسَ القلوبِ ؟ »

« الحبُّ عالمٌ من العواطفِ، ودنيا من المشاعِرِ، فيها كلُّ عجيبٍ وغريبٍ وليسَ لنا إليه إلاَّ هذه الكوَّة الضيِّقة، الكلمةُ القصيرةُ ذات الحرفين: الحاء والباء(1)، الحاء التي تمثِّلُ الحنانَ، والباءُ التي تجعلُ الفمَ وهو ينطقُ بها، كأنه متهيِّئ لقبلةٍ، كلمةَ ( الحب ) . ولكن، كم بين حب وحب؟ »

« بينَ ( حب ) التلميذ مدرسته، و ( حب ) الوالد لولده، و ( حب ) الصديق صديقته، و ( حب ) المتشائم الوحدة، و ( حب ) أكلةٍ من الأكلات، و ( حب ) منظر من مناظر الطبيعة، و ( حب ) كتابٍ من الكتب . . . وبينَ ( حب ) المجنون ليلاَه ؟ »

« وحب العاشقين أنواعٌ وأنواعٌ . ففي أيِّ الحبِّ أتحدَّث؟ وكيف أجمعُ أطرافَ الكلامِ حتى أحشُرَهُ في هذه الصفحاتِ، ولو لبثتُ شهرًا أكتبُ كلَّ يومٍ فصلاً ما أتيتُ على ما في نفسي ولما وفيتُ حقَّه في الموضوعِ. »

.... وللمقالةِ تتمَّةٍ تُنظَرُ في مصدرِها(2) . وباللهِ التوفيقِ.
______________________________
(1) يعجبنِي في فلسفةِ الحبِّ غوصَ الأدباءِ فيهِ حتى يَبلُغَ منْ تفلسُفِهِم فيهِ انشغالَهُم بحروفِه وتفنُّنِهِم في وصفِهاَ. وتذكرتُ في هذا السياقِ قولَ المربِّي الشيخ عيسى البيانوني الحلبي -المتوفى 1364هـ من أبياتٍ لَهُ في مدحِ سيدِ المرسلينِ صلواتُ ربي وسلامُه عليهِ- :
عذابُ الحبِّ للعشاقِ عَذْبٌ = وأجملُ لذَّةٍ فيه البكاءُ
وأكملُ حالِ الإنسانِ صِدْقٌ = وأفضلُ وصفِهِ حاءٌ وباءُ

(2) في تتمَّةِ المقالةِ تجدُ إشارةَ الشيخِ الطنطاوي إلى أنَّ لثلاثٍ من علماءِ الإسلامِ مؤلَّفاتٍ في الحبِّ. فلابنِ القيمِ كتاب « روضةِ المحبينِ ونزهةِ المشتاقينِ » ولابنِ حزمٍ « طوقَ الحمامَةِ في الألفةِ والإلافِ » ولابنِ داود الظاهري « الزهرة ». وتوسَّع أكثرَ في موضوعِ الكلامِ في الحبِّ وإبداعِ علماءِ الإسلامِ فيهِ في مقالتِه « من غزَلِ الفقهاءِ » وهذهِ المقالةُ مطبوعةٌ طبعةً وحدَها، وأيضا هيَ ضِمنَ كتابه « فكرٌ ومباحثٌ » (ص39).

 

Mohannad Najjar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 30-05-2010, 03:17 AM   #43

Doaa Aldossari

جامعي

الصورة الرمزية Doaa Aldossari

 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
التخصص: الدراسات الإسلامية
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السادس
الجنس: أنثى
المشاركات: 4
افتراضي رد: فـي رحـاب الأدب والأدباء ( مقتطفات نثرية / شعرية )

« ما في الحـبِّ شيءٌ! ولا على المحبينَ سبيلٌ، إنماَ السبيلُ على من ينسى في الحب دينه، أو يضيع خلقه، أو يهدم رجولته، أو يشتري بلذة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم. »
================================
ما أروع كلام الشيخ "علي الطنطاوي رحمة الله عليه "
وما أروع النقل من كلامه ^^
استمر مهند ..
جزيت على نقلك كل الخير ,,
تقبل مروري :)

 


التعديل الأخير تم بواسطة Doaa Aldossari ; 30-05-2010 الساعة 03:19 AM.
Doaa Aldossari غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 30-05-2010, 06:04 PM   #44

دنيا الولهـ

اعشق رجلآ افسدني بدلالهـ

الصورة الرمزية دنيا الولهـ

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: علم نفس
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: السابع
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,948
افتراضي رد: فـي رحـاب الأدب والأدباء ( مقتطفات نثرية / شعرية )

يعطيك الف عافيه اخوي

 

توقيع دنيا الولهـ  

 


 

دنيا الولهـ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 27-07-2010, 07:51 PM   #45

Najlaa.H

جامعي

الصورة الرمزية Najlaa.H

 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
التخصص: English
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الثاني
الجنس: أنثى
المشاركات: 1
افتراضي رد: فـي رحـاب الأدب والأدباء ( مقتطفات نثرية / شعرية )

وكأني بصولاتِ وجولاتِ "المهنّد" في وطيس الادب، ارى ماينبي عن عقلٍ راجح يكاد أن يصبح به دولةً من القوّة..!


مع أنّها المرّة الاولى التي اجوب فيها مساحاتِ الشعر والادب واستظلّ تحت غمامها السخيّ، سوى أنني ادرك أنّ كلّ حرفٍ من انتقاءك هو فيض من غيض كريم، ورسول فكرٍ نبيل يندر في هذا الزمان ويشقُّ على المرء البحث الحثيث عنه احياناً.



كتبَ الأديبُ الكبيرُ الأستاذ مصطفى صادق الرافعي المتوفى1356هـ _رحمه الله تعالى_ مقالةً رائعةً في معنى «الأدبِ والأديبِ» في كتابِه «وحيُ القلمِ» الذي هو مجموعُ مقالاتِه التي كانت تُنشَرُ له في «مجلةِ الرسالةِ» . ومقالتِه «الأدبِ والأديبِ» تقعُ في الجزءِ الثالثِ («وحي القلم» ج3 :ص202 طبعة المكتبة العصرية).

وأحببتُ هنا أن أنقلَ بعضَ كلامِ الأستاذِ في معنى «الأدبِ والأديب»، وفائدةُ قراءةِ كلامِ الأستاذِ أكثرُ من مجردِ القراءةِ العابرةِ لفكرِ مثقفٍ أو أديب، بل الفائدةُ في اقتناصِ أسلوبِه والتمتعِ باختيارِه المفردات وترسُّلِه في كلامِه. ولا أخالُ طالبَ المعرفةِ إلا قارئاً النصَّ مرتينِ أو أكثرَ.

وهذا مانراه ونلمسه في شخص مهنّد..
طالب معرفةٍ وجدت فيه اهلاً لأن يكون رايةً وعلماً يشار له بالبنان.




يقولُ الأستاذ:
(( الغرضُ الأولُ لِلأدبِ المُبينِ أنْ يَخلقَ لِلنفسِ دُنيا المعاني الملائمةِ لتِلك النزعةِ الثابتةِ فيها إلى المجهولِ وإلى مجازِ الحقيقة، وأن يُلقيَ الأسرارَ في الأمورِ المكشوفةِ بِمَا يتخيَّلُ فيها، ويردَّ القليلَ منَ الحياةِ كثيراً وافياً بِمَا يُضاعِفُ من معانيه، ويتركَ الماضيَ منها ثابتاً قارًّا بِمَا يخلِّدُ من وصفِه، ويجعلَ المؤْلِمَ منها لذيذاً خفيفاً بِمَا يَبُثُّ فيهِ منَ العاطِفَة، والمملولَ ممتعًا حُلْواً بِمَا يكشِفُ فيهِ منَ الجمالِ والحِكْمة؛ ومَدارُ ذلك كلِّهِ على إيتاءِ النفسِ لذَّةَ المجهولِ التي هيَ في نفسِها لذَّةٌ مجهولةٌ أيضاً؛ فإنَّ هذه النفسَ طُلَعَةٌ متقلبة، لا تبتغي مجهولاً صِرْفاً ولا معلوماً صِرْفاً، كأنها مُدْرِكةٌ بفطرتِها أن ليسَ في الكونِ صريحٌ مطلقٌ ولا خفيٌّ مطلق؛ وإِنَّما تبتغي حالةً ملائمةً بين هذين، يثورُ فيها قَلَقٌ أو يسكنُ منها قلق. )) اهـ كلام الأستاذ.
حملني بذلك على كثيرٍ من المشقة بكلماته،،
كيف لا وما الاديب إلا قلبٌ تلّون بكلّ الوان الحياة ومع ذلك فلم يجرد من العقل ورماديته الصمّاء احياناً..!
وبين هاذين يكون "الانسان" كالصخر منصفاً للحقائق، وكالماء العذب الزلال بالعواطف.






كانَ لا يَدخُلُ في دعوى، ولا يشتركُ في مِراءٍ، ولا يُدْلي بِحُجَّةٍ حتى يرى قاضياً عدلاً وشهوداً عُدولاً.
لو كان في الدنيا مثل هؤلاء لما قوضت اركان العدل حتى اصبح يطالب بردّ من يطغى عليه..!



وقوله -الرافعي-:
« ... ولا يستخرجُ عجبها شيءٌ كما يُعجبُها الكلامُ المفنَّنُ المشرِقُ المضيءُ بروحِ الشعرِ؛ فهو حلاها وجواهرَها؛ وما لسوقِ حبِّها من دنانيرٍ غيرَ المعانيَ الذهبيةِ؛ فإنها لا تبايعكَ صفقةَ يدٍ بيَدٍ، ولكن خفقةَ قلبٍ على قلبٍ »
جمعت بذلك لبّ الحبّ البليغ، وادركت مجاهيل قلب المحبّ وخلجات نفسه العميقة في حبّها لادبه النقيّ الصادق.


اقتباسك الاخير « ومن حرَّم الكلامَ في الحبِّ ؟ » للشيخ الطنطاوي، قيّد لفظ الحبّ واحاطه بسياج الفضيلة الممتنعة بذلك عن كلّ رذيلة تضادها، واباح الحبّ كما لو كان شراباً سائغاً لمن احسنوا تذوقه واستحسانه.


دام مدادك عطراً كروحك، ودمت في مضمار الادباء فارساً نال قصب السبق في مضماره.


نجلاء،،

 


التعديل الأخير تم بواسطة Najlaa.H ; 27-07-2010 الساعة 07:54 PM.
Najlaa.H غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 03-09-2010, 11:54 AM   #46

Mohannad Najjar

بايسون

 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
كلية: أخرى
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: منسحب
البلد: جدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 473
Smile أدبُ الابتِهاَلِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ !

(12)

أدبُ الابتِهاَلِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ !

« أدبُ الابتهالِ » بهذاَ العنوانِ كتبَ الأديبُ المصريُّ الأستاذ أحمد أمين المتوفى 1380هـ -رَحِمَهُ اللهُ تعالى- مقالَةً منشورَة ضمنَ كتابِه « فيضُ الخاطِرِ » ، يقولُ فيها:
(( هذا نوعٌ من الأدبِ راقٍ جداً في الأدب العربي ، ولكن لم يلتفت إليهِ مؤرخو الأدَبِ ، أحببتُ عرضَ نماذجَ منه لنتبيَّنَ قوته وروحانيَّتِه وبلاغتِه.

والابتهالُ في اللغةِ: التضرُّع ، والاجتهادُ في الدعاءِ، والإخلاصُ للهِ فيهِ ؛ ومن ثمَّ استمدَّ روحانيَّته وقوته من موقفِ المتبهلِ حيثُ يتحررُ من شؤونِ الحياة الدنيا وأعراضها ومشاكلها ومشاغلها ، ويتفرغُ إلى ربهِ ، ويناجيهِ ، ويسمو عن المادة وحقارتِها ؛ فكان بذلكَ أدبَ روحٍ لا أدبَ مادَّة ! ))

ويقولُ بعدَ أن نقلَ بعضَ النثرياتِ من هذا الأدب:

(( هذا قليلٌ من كثيرٍ مما في الأدب العربي من هذا الباب ، وهي كما ترى تتدفقُ قوةً وتفيضُ روحانيَّة وتسمو معنى ، إلى رصانةٍ بلاغيَّةٍ ، وموسيقى دينيَّةٍ. فلو عَنِيَ بها مؤرخو الأدبِ كما عنوا بالأدبِ الماديِّ من الغزلِ، والمديحِ، والفخرِ، والهجاءِ، لظهرَ الأدبُ العربيُّ بصورتِه الكامِلَةِ من مادَّةٍ وعقلٍ، وشهوةٍ وروحٍ ! )) انتهى.
انظر: فيضُ الخاطِر، للأستاذ أحمد أمين، جزء:4 ، صفحة: 191، طبعة: المكتبة العصرية.

ويقولُ الأستاذُ الأديبُ الداعيةُ أبو الحسَن الندوي المتوفى 1420هـ -رَحِمَهُ اللهُ تعالى- في كتابهِ « نظراتٌ في الأدَبِ » (ص44) الصَّادِرِ عن رابطَةِ الأدبِ الإسلاميِّ العالميَّة:

(( إنَّ مِنْ أهَمِّ عناصرَ الأدَبِ: الإخلاصُ والصِّدْقُ ، وهما اللذانِ ظَلَّ يتغافَلُ عنهُماَ مُعْظَمُ نُقَّادِ الأدَبِ ، واللذانِ يهبانِ الأدبَ روحاً وقوةً وحيويةً ، ويجعلانَه حقيقةً أبديَّة خالدة ، وقدْ اتَّسَمَ الدعاءُ والمناجاةُ بهذينِ العُنصُرَينِ ما لمْ يتَّسِم -ولا يمكنُ أن يتَّسِمَ - بهِ أيُّ نوعٍ من أنواعِ الأدَبِ ، فكيفَ إذاَ كانَ الداعيَ والمناجيَ رقيقَ القلبِ وجريحَ الكَبد ولهُ كلَّ نصيبِه من القُدْرَةِ على التعبيرِ عن أمَلِه بأنواعِ الأساليبِ ..؟

إنَّ الكلماتَ الصادِرَةُ عَن لسانِه ستكونُ - ولا شَكَّ - مُعجِزَةٌ منَ الأدَبِ ، لأنهاَ أفلاذُ كَبِدِه ، وقِطَعُ قلبِه ، ودموعُ عينَيْهِ. وسوفَ تملِكُ القلوبَ ، وتُبكيَ آلافَ البشَرِ قروناً طوالاً .

أما إذا كانَت هذهِ الكلماتُ قد جرَت على لسانٍ تكرَّرَ عليهِ الوحيُ الإلهِيُّ(1) ، وامتلَكَ ناصِيَةَ البلاَغَةِ وعنانَ الفصاحَةِ ، فلا تسألْ عن تأثيرِها وإعجازِهاَ ! )) اهـ.

ويقول الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي في كتابه: « الأدب في التراثِ الصوفيُّ » (ص107) :
(( وأدبُ الدعاءِ موجهٌ إلى المولى عز وجلَّ ، وهو أدبٌ صادقٌ حادُّ العاطِفَةِ ، قويُّ الإحساسِ بالقدرةِ الإلهيَّةِ ، يفيضُ خشوعاً ورهبة وخوفاً من مقام الله العليِّ الأعلى ، وتجربتهُ تجربة عميقة مثيرة )) اهـ.

وقال أيضا يصفهُ (ص110) :
(( أدبٌ مشرقٌ بالحبِّ والروحِ والعاطِفةِ الصادقةِ والمشاعرِ النبيلةِ ، والأحاسيسِ الشريفةِ ، وهو أدبٌ يتجلَّى فيهِ روعَةُ الإيمانِ ، وصدقُ الشعورِ ، وإخلاصُ العقيدةِ ، والتنزيهُ للهِ والتفويضُ إليهِ ، والتسليمُ بقضائِه ، واللجوءُ إلى ساحاتِه القدسيَّةِ )) اهـ.

قلتُ : وكلُّ هذا في التعريف بـ « أدب الابتهالِ » ووصفه ، وفي موضعٍ آخر إن شاء الله أتكلمُ على اختياراتٍ وأمثلةٍ جميلةٍ من هذا اللونِ من ألوانِ الأدب !

______________________________
(1) عن تأثير الوحي الإلهي على اللسان والألفاظ ، من كلامِ الأديب المتفنِّن الأستاذ مصطفى صادق الرافعي المتوفى 1356هـ -رَحِمَهُ اللهُ تعالى- في كتابهِ « إعجازُ القرآنِ وبلاغةُ السنَّةِ النبويَّةِ » في مقدِّمة كلامِه عن بلاغةِ السنة النبويَّة (ص205) :
(( ألفاظُ النبوَّةِ يعمرُها قلبٌ متصلٌ بجلالِ خالقِه ، ويصقِلُها لسانٌ نزل عليه القرآن بحقائقِه .. )) اهـ.

 

Mohannad Najjar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 08:44 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023