التناقض المعرفي بقلم الكاتب أنمار خريص

[الهام شاعر]

التناقض المعرفي



حذرت الأم طفلها الصغير بعدم الاقتراب من حمام السباحة خوفا عليه وأقنعته أن بداخله قرش مفترس بينما يحاول الأب إقناع الطفل بالسباحة ولكن الطفل رغم ثقته في والده ولكنه لا يطيع .

يفسر علماء الاجتماع مثل هذه الحالة بأنها تنطبق على نظرية " التناقض المعرفي " بمعنى أن الطفل يثق في والده ورغم ذلك فإن تصرفه برفضه للسباحة دليل على التناقض هنا !

وربما في تفكيره اللا شعوري عزى رأي والده الذي يثق فيه أنه لم يرى القرش بعد .

يعني كل الحكاية أنه يبحث دائما عن مبرر ليحافظ على ثبات هذه الفكرة في نفسه .

والآن عندما تتحدث مع أحد المعجبين بأحمدي نجاد في محاولة لإقناعهم بأن هنالك أخطاء كبيرة قام بها على مستوى السياسة الداخلية مثلا ، ومنها أن نسبة مدمني المخدرات تجاوز عددهم أربعة ملايين مدمن وأن مستوى البطالة في ارتفاع وان السنة والعرب و بلوشستانيين وصابئين وغيرهم من الذين يمثلون النسيج الاجتماعي همشوا من التمثيل الحكومي وان الحجب الإعلامي طال حتى الفيس بوك واليوتيوب وكل هذه الملفات الشائكة تجد أن المعجبين في سياسة احمدي نجاد يحيلون كل هذه الأمور بأنها ليست استثناء وإنما الكثير من الدول تفعل ذلك ! وهذا ما يسمى " التناقض المعرفي " .

وعلى نفس الوزن الدولي نجد أن أنصار الكونيول جمال عبد الناصر يرون أنه كان رمز للتقدمية وانه أضاف كثيرا للدولة في حين انه ورط الدولة في 3 حروب خاسرة لم يستطيع العالم العربي نسيان خيبتها حتى هذه اللحظة بالإضافة لإفلاس خزينة الدولة من حيث الهبات والقروض التي منحها لسوريا والجزائر ودول أفريقيا ولا ننسى ملف الاعتقالات الذي كان يتزعمه شمس بدران وصلاح نصر بالإضافة إلى توريثه للرئاسة للسادات دون الرجوع للشعب في حق اختيار تحديد المصير .

وإعدام سيد قطب المفكر الإسلامي الكبير والذي يعد اكبر معجبين له هم نفسهم المعجبين بعبد الناصر !

ومع هذا المدافعين عن الزعيم العربي يرون أنه قدم أشياء أخرى تعادل هذه الخسائر الفادحة وهذا ما يسمى " التناقض المعرفي " .



أنــمــار خــريـــص