إعادة اكتشاف مهنة المحاسبه في المملكه

[عسل ورد]

إعادة اكتشاف مهنة المحاسبة في المملكة


د. محمد آل عباس
كيف لنا أن نحسن الوضع الصحي للمجتمع بشكل عام؟ كيف يمكن لنا أن نحقق تقدما في البرامج الاجتماعية ونكافح مشكلات الإرهاب والمخدرات؟ كيف لنا أن نحسن مستويات التعليم والخريجين؟ نحتاج إلى كل ذلك وكي نصل إلى دولة الرفاهية إلى موارد. المشكلة التي تواجه البشرية منذ خلق الله آدم ليست كما يقال في ندرة الموارد، فالموارد كانت تتزايد منذ سار البشر على هذه البسيطة حتى اليوم. الموارد لم تكن أبدا في تناقص بل في تنام. لا يمكن القول إن الموارد المتاحة للاستخدام اليوم هي أقل منها قبل ألف عام. إن قدرات الإنسان على تنمية الموارد وخلقها تتنامى مع تنامي احتياجاته, لكن المشكلة تظهر دائما في تناسب تلك الموارد مع الاحتياجات المتزايدة, وذلك في وقت معين. الموارد اليوم تفوق احتياجات العالم قبل ألف عام, لكنها ـ مع الأسف ـ أقل مما يحتاج إليه اليوم. كلما زادت مواردنا زادت احتجاجاتنا, وبما أننا لا نستطيع أن نوقف المعادلة فلا مناص من التخصيص. أي نوجه مواردنا نحو الأهم من احتياجاتنا, لكن هذا يخلق أسئلة كبرى: كم هي الموارد المتاحة وكم هي الاحتياجات وكم نخصص لكل احتياج؟ إنها مجموعة القرارات المهمة جدا التي تؤثر في مستقبلنا ومستقبل الأجيال المقبلة. كيف يمكن لنا أن تتخذ قرارات مثل هذه؟ وما أكثر الأدوات فاعلية؟ إنها المحاسبة.
كيف عرفنا أننا سنحصل على إيرادات مقدراها 500 مليار ريال، إنها - جزئيا - أسعار البترول، فمن وضع السعر؟ الأسواق العالمية بناء على العرض والطلب. فمن طلب؟ ومن عرض؟ إنها المصانع حول العالم التي تنتج سلعا تقدم خدمات تغطي احتياجات الإنسان. كيف حددت هذه المصانع كمية وسعر البترول الذي تحتاج إليه؟ لنفترض مصنعا للسيارات، كيف حدد سعر السيارة الواحدة؟ نظر إلى تكاليفها من مواد خام ومنها المنتجات البترولية والأجور وصيانة الآلات وغيرها. لتحديد كم يحتاج من المنتجات البترولية يجب عليها أن يعرف كم سيارة سيبيع, وهذا مرده إلى قدرة المشترين حول العالم على الدفع وكم هي مواردهم؟ وكم سيخصصون منها للنقل؟ معلومات خطيرة جدا تتم ترجمتها إلى أرقام مالية تؤثر في العالم من شرقه إلى غربه. لو أن هذه معلومة تم إنتاجها بطريقة خاطئة أو تمت ترجمتها إلى أرقام مالية بطريقة خاطئة أو بقصد التضليل وخيانة الأمانة فإن القرارات التي تم اتخاذها وستنتقل عبر سلسلة القرارات الطويلة قد تقود العالم إلى كارثة حقيقية. إن كل هذه المعلومات ننتجها وتترجمها المحاسبة التي يجب أن يعمل عليها متخصصون ومهنيون محترفون. ورغم كل هذه الخطورة فنحن نتعامل مع هذه المهنة بطريقة مستهترة إلى حد بعيد وفيها كثير من سوء التقدير وقلة الاحترام المهني. إذا كان الإهمال في مهنة الطب يؤثر في حياة إنسان فإن الإهمال المتراكم في مهنة المحاسبة يؤثر في مستقبل البشرية ونزاعاتها المسلحة التي قد تقتل مليون إنسان. ومن يراجع الأسباب الجوهرية للحربين العالميتين الأولى والثانية يجدها بدأت من مشكلات اقتصادية سببها التضليل في عملية صناعة المعلومات المالية نتج عنها تكتلات اقتصادية واتفاقيات ثنائية عدوانية تم تصنيفها على أنها إعلانات حرب. وما يشهده العالم من أزمة مالية مردها في الأساس أخطاء جوهرية في صناعة المعلومة المالية نتج عنها اتخاذ قرارات اقتصادية خطيرة أدت إلى صهر الثروات وإهدار الموارد الاقتصادية حتى وصل تأثيرها إلى أسر فقيرة في جزر منعزلة عن العالم. إن العالم اليوم في حاجة كي يستعيد الثقة في قدراته إلى إنتاج معلومات مالية يمكن الوثوق بها ولا يمكن ذلك إلا بزيادة الاهتمام بمهنة المحاسبة ودعمها. وفي المنظومة الجديدة للعالم يتزايد دور المملكة, خاصة في مجموعة العشرين. لذلك تحتاج المملكة إلى أكثر من أي دولة أخرى إلى تسريع الاهتمام والدعم بمهنة المحاسبة.
لكن الواقع مر, فنحن هنا في المملكة نمارس إهمالا خطيرا في اهتمامنا بمهنة المحاسبة حتى أصبح من السهل لشخص ما لديه الشهادة الثانوية العامة فقط وتراكم خبرات أن يصل بسهولة إلى منصب مدير عام للشؤون المالية في شركة أو في قطاع حكومي بينما هو يفتقد التأهيل المهني أو حتى الرغبة في الحصول على مثل هذا التأهيل وضرورته. كيف يمكننا أن نثق بالمعلومات التي ينتجها القطاع العام بينما تستخدم الوظائف المالية لديه وتتم الترقية عليها دون مراعاة للمهنية, بل حتى لا توجد معايير أخلاقية للعمل في مثل هذه الوظائف؟ ومما يشق على النفس سماعه أن يرشح لمثل هذه المناصب من ليس لديه سوى الابتدائية وأنها قد أصبحت طموحا مشروعا لكل موظف بغض النظر عن تأهيله وتخصصه وقدراته.
لذلك يجب النظر إلى هذا الواقع بجدية أكبر, وإذا كانت المرحلة الماضية قد حتمت بعض الإهمال فإن المرحلة المقبلة لن تسمح به ومخاطر الأخطاء المالية ستتسع ما لم يتم تداركها الآن, ومنها تصحيح الأوضاع الوظيفية لكل العاملين في الشؤون المالية. كذلك التعليم المحاسبي يحتاج إلى اهتمام واسع, وأعتقد أن الوقت مناسب لإنشاء مؤسسة أو جمعية ترعى التعليم المحاسبي في المملكة وتشرف على تنظيمه وتأهيل كل الكليات التي تقدمه سواء حكومية أو أهلية. دور المملكة يتنامى في العالم وسيكون للأرقام المالية دورها البارز في هذه المرحلة ويجب العمل على تعزيز مصداقيتها ودرجة الوثوق بها, وهذا لا يقل أهمية عن اكتشاف حقل بترول جديد.
،
http://www.aleqt.com/2010/03/05/article_358882.html

الموضوع
مايخصني لكن قلت اكيد يخص اخواني

في قسم المحاسبه

ان شاء الله تستفيدون من المقال السابق والمصدر جريدة الاقتصاديه

وعلى طاري الاقتصاديه دايم تلقون زاويه فيها تتحدث عن مصطلحات محاسبيه
اكيد بتفيدكم ان شاء الله
/
بالتوفيق

[&كيمو&]

صراحة


8 8


كلام كبير جداً



أعجز عن الرد لإعجابي به

8 8


يعطيك العافية أخت عسل

على الموضوع


8 8

كل الود
&كيمو&

[fnosa]

تسلمي حبيبتي والله كلام رائع..