InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > الساحة العامة
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


الساحة العامة قسم مخصص لـ الفعاليات والنقاش و المواضيع التي لا تندرج تحت الأقسام الآخرى .

( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

الساحة العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:14 AM   #21

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

كنت .. ولا أزال .. وسأظل

كموج البحر

بين مد وجزر

أعيش حياتي بتفاصيلها

التجارب والخبرات

علمتني الكثير

.
.

مرت علي أسبوعن وأنا في السجن المؤقت .. أنتظر حكم المحكمة

وكنت في تلك الأيام لا أزال أخطو خطواتي الألى

نحو اكتشاف ذاتي

والتعرف على أعماقي

.
.

في النهار أجلس مع المساجين أمثالي .. وأستمع لحكاياتهم

وأنظر اليها بعين من يريد أن يتخلص منها

الدروس والعبر

فتعلمت

.
.

أما اذا

أتي المساء

وبدأ الجميع في التمدد على أرضية الزنزانه

فاني أنزوي في قوقعتي كما يقول جاسر

حيث تلك الزاوية التي ورثتها من

أبو ناصر

.
.

أبدأ في حالة سكون عميق

حتى تهدأ جوارحي

وأكاد أسمع أنفاسي

وهي تدخل وتخرج

عبر حنجرتي

المسكونة بالألم

.
.

أتوشح بالحسرة

ولا أكاد أشعر بما حولي

رغم الروائح الكريهة .. والشخير

.
.

وشيئا فشيئا

أجدني في منطقة


على حدود الحلم

وفوق الخيال

ودون المستحيل

.
.

منطقة بين الوعي واللاوعي

.
.

وهناك أبدأ في التحليق في سماء الماضي

وأجتر الذكريات وأراجع دروس الحياة



كثيرة هي الجراحات التي مررت بها

كثيرة هي أخطائي وزلاتي

كثيرة هي تجاوزاتي في الحياة

.
.

وعند كل ذكرى

أتوقف

لأستخلص العبر والدروس

وأتفكر

ماذا كان سيحدث لو كنت فعلت كذا

أو لولم أفعل كذا

.
.

أحيانا أتعجب

من بعض الفرص التي

لم أراها الا بعد أن تجاوزتها

.
.

وبعضها كانت قريبة مني ..

ولكن كان أختياري خطأ ..

.
.

بقيت أسبوعين في زنزانتي مع قرابة 35 سجين

لكل منهم حكابتة

ولكني لم أكن لأجروء على الحديث مع أي أحد

وأكتفيت بالحديث مع أبوناصر

والرجل العظيم والقدوة الذي لايقرأ ولا يكتب

جاسر

.
.

وبعد أسبوعين

وفي صبيحة اليوم الرابع عشر لي في التوقيف ( السجن المؤقت )

سمعت العسكري ينادي باسمي

فرحت كثيرا

فقط لأني سمعت أحدا ينادين باسمي

الذي اشتقت له

( تثدقون أني خلال 14 يوم لم أسمع أحدا ينادي باسمي .. كانوا ينادوني بـ ياهيه .. يا أنت .. يادوسري .. )

المهم ذهبت الى الباب لأجد العسكري ومعه أوراق

ونادى باسمي مع 6 أشخاص آخرين

وخرجنا من الزنزانة ونحن نتهلل فرحا

وعند الباب

ربطوا أرجلنا وأيدينا بسلاسل

مربوطه في بعضها البعض

.
.

وسرنا خلف العسكري بخطوات متعثرة

لنركب الباص الأسود

ذو السبوك الحديدية على النوافذ

.
.

وسارت بنا السيارة ، لندخل مبنى آخر

وندخل غرفة ضيقة لا نستطيع الجلوس بها

.
.

بقينا واقفين

وأخذونا واحدا واحدا

ليتم أخذ بصماتنا ..

وتصويرنا

.
.

ومن ثم تم اقتيادنا الى

السجن الكبير

.
.

تصدقون رغم أننا سننتقل من سجن الى سجن آخر

الا أني كنت أشعر بالسعادة تتسلل الى أعماقي

تدغدغ مشاعري

.
.

ليس الا لأني شعرت أني انسان

وأن الحياة تتحرك بي

بعد 14 يوم من السكون

بلا حركة ولا أي نشاط

.
.

شعرت بطعم الحياة من حولي

وأنا أنظر من نافذة الباص الأسود

شعرت بأن لكل شيء خارج

الزنزانة طعم آخر

حتى السيارات في الشارع

أشجار النخل على أطراف الطريق

العمال وهم يعبرون بحيرة

من طرف الشارع الى طرفه الآخر

.
.

تصدقون لقد غبطت عامل النظافة

وهو واقف في الشمس

يحمل مكنسته

وينظف الشارع

.
.

لأنه يتمتع بالحرية

.
.

أخذت أحدق في الحياة خلف النافذة

هل تصدقون ماذا قلت لنفسي في تلك اللحظة

ولا زلت أذكرها

.
.

قلت سيأتي يوم ، ويصبح كل شيء ذكرى

وقد أكتب مذكراتي خلف القضبان كما فعل

كثير من العظماء

سيد قطب - غاندي - مانديلا ..

.
.

ابتسمت وأغرورقت عيناي بالدمع

وأنا أقول

متى سيأتي ذلك اليوم

.
.

وصلنا أخيرا الى السجن الكبير

ليتم انزالنا عند البوابة الكبيرة

حيث العساكر .. والحراسات المشددة

وتم تفتيشنا بدقة

تفتيش انفرادي

وجردونا من كل شيء

.
.

لندخل بملابسنا التي علينا فقط

 

توقيع TCHECO  

 


 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:15 AM   #22

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

فرحنا كثيرا

حين وصلنا الى عنبر رقم 10

وهو عنبر خاص باستقبال الضيوف الجدد

في السجن ..

شعرنا فيه بالفخامة

حيث أن هناك أسرة كثيرة وتستطيع أن تختار سريرك الخاص

لتنام عليه

وتنقسم الأسرة الى ثلاثة أدوار

يعني فيه أسرة على الأرض .. وفيه سرير دور ثاني .. وفيه سرير السطوح

.
.

وقد وصلنا قرابة الساعة الواحدة ظهرا تقريبا

وتوضأنا وصلينا جماعة

في هذا اليوم

ازدادت روح الألفة بين مجموعتنا

7 أشخاص

ربطونا بسلسبة واحدة وقيدوا أقدامنا لمدة 5 ساعات

وبعد وصولنا .. وفك السلاسل

وبعد أداء صلاة الظهر

جلسنا نضحك ونتبادل التعليقات

وكنا نقول لو كنا نعلم أن هذا هو السجن

كان أتينا من زمان

.
.

كان اليوم الأربعاء

وبقينا ثلاثة أيام

وقد علمنا أننا لن نبقى هنا

في عنبر 10

بل سيتم توزيعنا على بقية العنابر

بعد أن يحلقوا رؤوسنا

وتتم تعبئة الاستمارات

والأوراق الرسمية

.
.

وبالفعل تمت الاجراءات

وفي يوم السبت

تم نقلنا الى العنابر

وقد كنت في

عنبر 7

.
.

يااااااااااااااالله

دخلت العنبر

وكان مكونا من ممر بعرض 2 م

ويوجد فيه 8 غرف جانبيه ( 4 غرف على كل طرف )

وفي نهاية الممر كانت دورات المياه ( 6 دورات مياه فقط )

وكان عدد نزلاء عنبر 7 أكثر من 150 شخص

السجناء القدماء يسكنون في الغرف ويسمونها ( عزبه )

وفي كل غرفة 15 سجين ، وهم السجناء القدماء

أما السجناء الجدد فينامون في الممر

حتى يخرج أحد القدامى .. ليدخل مكانه

.
.

كان عدد من ينامون في الممر أكثر من 50 انسان

وعليهم أن يستحملو مرور الآخرين من فوقهم

وهم يذهبون الى دورات المياه

.
.

كما أن علي الساكنين في الممر أن يقومون

من مكانهم ويخلون الممر في أوقات الصلاة

حيث يخرج السجناء من الغرف الجانبية ( العزب = جمع عزبه )

ليصلوا .. وبعد الصلاة يرجعون الى النوم في المرر

.
.

لا شيئ هنا سوى الحديث والنوم

حتى الكتب لا توجد كتب للقراءة

.
.

وقي هذا المكان سأقضي 6 أشهر

في هذا المكان ستكون ولادة انسان جديد

خرج من أعماقي

,
,

في هذا المكان قضيت أقسى اللحظات وأجملها

في هذا المكان .. حكايات وحكايات

لا تعرف فيها الليل من النهار

.
.

وصلت الى هنا

وليس معي سوى

ثوب اهترأ واتسخ

منذ أسبوعين وأنا لم أغيره

ومنذ أسبوعين وأنا لم أستحم

.
.

وليس معي سوى

ذاتي النائمة في أعماقي

وعقلي الشارد .. الباحث عن تلك الذات

وبعض العلوم التي تعلمتها في الدورات التدريبية

أو قرأتها في بطون الكتب

.
.

ولا شيء

.
.

افترشت أرض الممر مع أناس لا أعرفهم

أناس تسكن ملامحهم علامات الحزن

والألم .. والبؤس .. والشقاء

والغضب لأتفه الأسباب

.
.

أناس مستعدون للقتال لأي سبب

.
.

هنا

عالم من المتناقضات

صغار وكبار

مجرمين ومظلومين

دكاترة جامعيين وعمال نظافة

عرب وأجانب

.
.

كل شيء هنا موجود

الا الحرية الجسدية

وهذا ما تعلمته هنا

أن هناك حرية فكرية

وحرية نفسية

وحرية جسدية

.
.

سلبت الحرية الجسدية

ليبدأ بحثنا وتركيزنا

على الحرية الفكرية والنفسية

 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:17 AM   #23

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

كان الوضع هنا

مزري ( بالمعايير الانسانية )

ولكنه مثالي ( بمعاييري الخاصة )

.
.

كنت أشبه هذا المكان الصغير .. بالعالم الكبير

حيث الجنسيات المختلفة

والطباع المتفاوته

والأخلاق .. والأفكار

وحتى المستويات التعليمية

.
.

هنا دكاترة في الجامعات .. وهنا أميين لا يقرأون ولا يكتبون

وفي هذا المزيج الغير متجانس

أجدها فرصة لارهاف السمع

والتأمل في العالم من حولي

.
.

هناك مجرمين قتلوا وعاثوا في الأرض فسادا

وهناك أبرياء ، قادتهم الظروف الى هنا

وتفاوتت أيضا ردود أفعالهم

فأرى هنا من يضحك رغم الظلم الواقع عليه

ويردد حسبنا الله ونعم الوكيل

.
.

وهناك من يصرخ ويتذمر .. رغم أنه يعترف بذنبه الذي اقترفته يداه

.
.

في هذا الجو

وفي هذه البيئة

رأيتها فرصة ذهبية

ومنحة الهية

يجب أن أستثمرها

.
.

لا أخفي عليكم بأني قد صدمت في البداية

وحاولت جاهدا التواصل مع

بعض الأصدقاء الخاصين

والمعارف الذين أثق بهم

وكانت النتيجة أن لا أحد يملك

القدرة على تغيير قدري المكتوب

فكان لابد من أن أرضخ للأمر الواقع وأستثمره

بأعلى درجة ممكنة من الكفاءة

.
.

في العنبر 7

مثل بقية العنابر

عليك أن تحجز زاوية أو ركن أو مكان وتحارب

من أجل البقاء فيه حتى يعرف الجميع أن هذا هو مكانك

ومن أرادك يعرف موقعك

.
.

وقد حجزت لي مكانا قرب الباب

وهو أسوأ مكان

لأن لا أحد يريد هذا المكان

فهو موقع ازعاج

الداخل / والخارج

ولكن لأني جديد

ولا أريد الصراع والمشاكل

فقد ذهبت الى المكان الخالي

.
.

تمددت هناك واستلقيت على ظهري

واضعا ذراعي على عيني

باحثا عن مساحة هدوء

.
.

ويجب أن أتعلم كيف أنفصل

عن الضجيج من حولي

والا أصبت بالجنون

.
.

بدأت أستدعي الماضي

وأتذكر .. الأحداث

وأحلل

.
.

وبدأت الأفكار تتزاحم بجنون في جمجمتي

وشعرت حينها بالاضطراب والقلق يسري بسرعة

البرق في شتى أنحاء جسدي

وأنا أكاد أغرق في تيارات الأفكار

الهوجاء

.
.

وفي زاوية صغيرة من جمجمتي

خطرت على بالي خاطر جديدة

لماذا لاتتحكم في أفكارك

وكيف أتحكم في أفكاري انها أفكار

لاأعلم كيف ولكن يجب أن تتعلم كيف

وبدأت أتمحورحول خاطرتي

وأفكر في الطريقة التي يمكن

أن أتحكم بها في اتجاه الأفكار

.
.

قلت في ذاتي

الفكرة شحنة كهروبيلوجية

تتحرك في اتجاه

ما نحبه أو نخاف منه

ولو استطعنا أن ننشئ

شيئا نحبه

فان الأفكار سيزيد توجهها نحوه

ولو أنشأنا شيئا ( في خيالنا طبعا )

نحبه أكثر فان الأفكار ستترك الأول ..

وتتوجه الى الشيء الثاني

.
.

فكرت حينها في الثروة العملية التي سأكتسبها

في السجن رغم الألم من حولي

والمعاناة

فشعرت براحة كبيرة وبدأت أفكاري

تتزاحم في التفكير

في كيفية الاستفادة

.
.

وخطر في بالي لماذا الطبيب الجراح

يصبر بل ويستمتع بمنظر الدم والمريض الشاكي

ببساطه لأنه يفكر في النتيجة بعد الألم

ألا وهو الصحة .. والراحة

التي سيحصل عليها المريض

اذا فهو يتجاوز اللحظة الحالية ليفكر في

النتيجة وتكون هي الهدف الذي يحبه

وحينها تتحرك أفكار الطبيب في اتجاه

النتيجة

.
.

بقيت مستلقيا على ظهري

أفكر في الطرق والأساليب التي

يمكنني أن أستخدمها مع السجناء

سواء مجرمين أو مظلومين

لكي أستدرجهم في الحديث

وأحصل منهم على الدروس التي

أريدها ..

.
.

وكانت أفكاري كريمة معي

وقد كان للمخزون المعرفي الذي

حصلت عليه من خلال الدورات والقراءة في الكتب

أثر كبير أيضا في صياغة

أسلوب التعامل مع الناس

وخصوصا

ذوي الطباع الصعبة

.
.

كنت لا أزال مستلقيا

ومستمتعا في ادارتي لأفكاري

وأنا أشعر بها مطيعة لي

تسير أينما أشير

.
.

وكنت قد وضعت لذاتي منهجية

واضحة للتعاون معها في اكتساب أكبر

قدر ممكن من الفوائد

وصغتها في النقاط التالية


.
.


أولا

صفتي الشخصية هنا هي

( تلميذ - طالب - متعلم )



ثانيا

أخلاقي هنا هي

احترام الانسان مهما كان

مجرما أو بريئا


ثالثا

أسلوبي هنا

الهدوء الذاتي والصفاء الفكري داخليا

والابتسامة البسيطة غير المتكلفة خارجيا

.
.


وبعد أكثر من ساعتين بقيتها مستلقيا على ظهري

والناس من حولي في صراخ وحركة دائمة

رفعت ذراعي من فوق عيني

وجلست

.
.

أفكر من أين أبدأ

 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:27 AM   #24

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

صباحكم

خطوات تتحرك كل يوم نحو أهدافها

.
.

قبل أن أستمر في اجترار ذكرياتي

أحببت أن أذكركم بأن تأثير

ماحولنا من مشاكل وأزمات لا يعتمد على

الأزمة ولا من سببها

ولكن يعتمد على تفسيرنا لها

وزاوية نظرنا اليها


فلو أني نظرت الى هذه الأزمة

على أنها مصيبة وحلت بي

وأن مستقبلي في مجال التدريب

والعمل سينتهي خلف القضبان

لحكمت على نفسي بالفشل مدى الحياة

ولانحدرت بذاتي الى القاع

.
.

ولكن تفسيري أن ماحدث هو فرصة

لاختبار ماتعلمته

ولأضع العلم على محك العمل

.
.

v
v

ذكرت لكم بأننا نحن السجناء الجدد

كنا نفترش الأرض .. ولا نكاد ننام ساعتين متصلة

وعلينا أن نستحمل الرائحة .. والكلام البذيء

وبجواري كان شاب في الثلاثينات من عمره

اسمه عبدالباري

.
.

يقول عبدالباري

أنا عندي الثانوية العامة

وعاطل عن العمل

وكنت أموووت من الفراغ اللي عايشة كل يوم

واحساسي بالغيرة من أصحابي اللي كملوا تعليمهم

وتزوجوا .. وخلفوا .. والحسرة على أيامي اللي تمر بلا هدف ..

.
.

وفي يوم تعرفت على شلة عواطلية مثلي

ويوم ورا يوم أصبحوا يملأون علي فراغي

وأقضي معهم الساعات .. والأيام

ولا أحد يسأل عني

أصبحوا كل حياتي

نأكل ونشرب .. ونسهر في الليل

وننام في النهار

.
.

وشوي شوي

بدينا نتاجر في . الحشيش .. الأمفيتامين

الكبتاجون .. حبوب الهلوسة

وعشت ملك في الوهم

وبديت أبيع وأشتري

وأكسب فلوس

وأشتريت سيارة

وكبرت وكبرت أحلامي

وفي يوم

أختلفت مع واحد من الشلة .. وضربته بحديدة

على رأسه .. مات في لحظة

.
.

وفي لحظة هرب كل من في الاستراحة

وبقيت أنا مشلول التفكير

وبلغوا الشباب عني

بعدما نقلوا المخدرات من الاستراحة

.
.

في تلك اللحظات

لفيت شريط حياتي .. قدام عيني

تذكرت تفاصيل الماضي

من أول يوم دخلت المدرسة

وكلام أبوي وهو يقول لي

أنت فاشل .. وطول عمرك فاشل

ماراح تفلح في شي

لأنك تمشي ورا كلام النسوان ( يقصد أمي )

.
.

تذكرت أخواني وهم يجيبون شهادات التفوق

وأنا أزور شهادتي عشان مايخاصمني أبوي

.
.

تذكرت الثانوية وأنا أهرب من فوق سور المدرسة

.
.

وفي لحظة تحققت نظرة أبوي

أنا فااااشل

.
.

جت الشرطة

وشالوني بدون أي مقاومة

وحققوا معي وأعترفت

كنت أبي أنهي حياتي

مليت الفشل .. والفراغ

.
.

وبقيت في السجن 5 سنين في عنبر 14

وهو العنبر المخصص للقصاص

وهناك تعرفت على رجل كبير في السن

محكوم عليه بالقصاص بعد

وكنت أجلس معه بالساعات ويكلمني عن بيته

وأهله وبناته أولاده

.
.

كنا نعيش حالة رعب

عندما نسمع العسكري ينادي كل صباح

بأسماء من سينفذ بهم حكم القصاص

حتى أنني أحيانا أعيش كوابيس

القصاص

.
.

وأحيانا أجلس مع هذا الرجل لحظات

ننسى فيها من أنفسنا ونتحدث عن ذكرياتنا الحلوة

وفي يوم

تكلم عن بنته الصغيرة

آخر العنقود

وقال تعرف وش هي أمنيتي قبل ما أموت

أتمنى اني أشوفها عروسه

وأطمئن عليها

.
.

يقول عبدالباري

فقلت له من باب الضحك

هيا .. زوجنياها ياعمي

وضحكت .. أما هو فقد رفع رأسه ونظر الي

وقال موافق .. !!

ضحكت مرة ثانية

قال : ليش لأ

تتزوج وربي يرزقها منك بولد يونسها

ويساعدها

.
.

استمريت في الضحك .. وقلت .. ووين ان شاء الله بدخل بها

قال : اذا أنت موافق نكتب خطاب لمدير السجن اني أنا ولي أمر البنت

وأنت العريس وهم يشوفون طريقة

.
.

بدأت أخفف من ضحكي

وأفكر في الكلام

أتزوج في الزنزانة

والله ماشفتها الا في الأفلام

.
.

ولكن الرجل لم ينتظر ردي وقام ليبحث عن ورقة وقلم

وجاء يكتب خطاب .. وأنتهى منه

وأخذه الى بوابة الزنزانة .. ونادى على العسكري

وأعطاه الورقة

وأنا جااااالس أفكر .. ولا أدري وش الهرجة

.
.

بقينا نتحدث .. وننتظر

هل يأتي رد .. ولا يأتي القصاص

هل نفرح بالزواج ( حلم ) .. أو تتوقف حياتنا عند القصاص قبل الزواج

.
.

تصدق ياسعيد .. أول مرة في تلك اللحظة أحسن بحنين

لأن أرى ولد من صلبي .. من لحمي ودمي

يشيل اسمي

وبدل ماكنت أفكر في كوابيس القصاص

صرت أفكر في زغاريد الزفاف

وأحلم ليلة الزواج

وش باقول لزوجتي

وش بتقول لي

.
.

وصرت أحسب كم شهر نحتاج عشان أخلف ولد

وش باسميه

آمسميه باسم أبوي

ولا باسم عمي أبو زوجتي

أكيد زوجتي بتقول سم باسم أبوي

.
.

مرت ثلاثة أيام

لم أعد أرى الكزابيس

صرا أحلم بالزوااااج

.
.

وثالث يوم

كنا جالسين أنا وعمي

ونادوا باسم عمي

قام فرحان ومبسوط ويقول أكيد هذا

مدير السجن رد على رسالتي

غريب .. الناس اذا سمعوا صوت العسكري

يخافون ، وهذا نط فرحاااان

وفعلا .. لقي العسكري

ومعه ورقة بالموافقة وطلب مقابلتنا

اليوم الثاني

.
.

وليلة نمت فيها .. فرحاااان .. رغم انتظار القصاص

.
.

وفي الصباح نادوا باسمي واسم عمي

ورحنا بالسلاسل للادارة

ومن خلف شبك كلمنا واحد مسئول

وش ها الرسالة اللي كتبتوها ؟

قال عمي : باموت .. وودي أشوف بنتي متزوجه قبل ما أموت .. وهذي أمنيتي

قال المسئول وهو يناظر فين : وأنت عريس الغفلة ؟

قلت : أيوه

ضحك .. وقال طيب هو بنتك موافقه ولا لأ

قال عمي : أكيد بتوافق، لأنها ما تخالف شور أبوها

قال المسئول : طيب عبي هذه الأوراق والبيانات وبنرسلها لبنتك ونشوف رأيها



عبى عمي الأوراق

ورجعنا لعنبر 14

.
.

فرحانين .. وبنطير أنا وعمي من الفرح

كانت الأحداث تمر بسررررعه

وحالتنا النفسية ارتفعت بشكل ما تتوقعه

وعشنا ثلاث أيام ثانية

نسينا الدنيا ومافيها

وعمي كل يوم يقول لي

بتشوف بنتي ما تعصي أمري

ورغم سعادتي وفرحتي

الا أني شعرت بتأنيب الضمير

وخفت أكون ظالم .. كيف أتزوج البنت وأخليها تحمل مني ..

وبعيدن أموت وأتركها تتعب وتعاني بعدي

.
.

ترددت ما قلت لعمي ..

أريد الزواج .. وضميري رافض

ماقدرت أصارح عمي

وماقدرت أرتاح

.
.

لكن الغريب ان شبح القصاص

غاب عن مخيلتي

وحل محله .. الزواج

وأكثر من كذا

ظهر بصيص من الأمل في النجاة

من القصاص

زكنت أقول في أعمااااقي

يمكن اذا تزوجت وخلفت

ربنا يرحمني برحمته

وينجيني من القصاص

كيف .؟ ما أدري !

.
.

وبعد ثلاثة أيام

جت بنت عمي .. في زيارة له

وخرج لها

وقابلها

.
.

وأنا جالس أنتظر الرد

ساعة كاملة كأنها .. ألف سنة

.
.

عشت أحلام وخيالات .. الى حد الجنون

تخسلت اننا تزوجنا وخلفنا .. وخرجت من السجن .. و.. وو

ورجع عمي

وقال وهو باقي خارج الزنزانة ينتظر العسكري يفتح له الباب يدخل

يا عبدالباااااري .. ياعريس اليوم يومك

.
.

جيت بسرعة وأكلمه من ورا الزنزانة

وش السالفة بشر

قال : أنا قلت لك ، بنتي وآعرفها ماعمرها قالت لي لأ

فرحت .. شعرت بالرغبة في البكاء

خنقتني العبرات .. بكيت

ضحكت .. صرخت ..

عشت لحظات

فووووق الخيال

.
.

في تلك الليلة سوينا حفلة زفاف مقدما

أنا وعمي .. وزملاءنا في العنبر

رقصنا .. وطلبنا عشاء

وسهرنا الي منتصف الليل

كانت ليلة .. تسلل الفرح الى قلوب يسكنها الحزن والحسرة

تسلل الفرح الى قلوب نسيت طعم السعادة

وذهب الجميع للنوم

وبقيت أنا في فراشي

أحلم

.
.

ومرت الأيام ونحن في اجراءات تنسيق مع ادارة السجن

واتصالات عمي ببقية أولاده

حتى تقرر اقامة الزواج في قاعة السجن

وتحت الحراسة المشددة

ولا يحضر سوى عمي وأنا والعروسة واثنين شهود من ادارة السجن

وجاء المأذون .. وتزوجت

تـ ـز و جـ ـت .. أنا تزوجت

.
.

وكان فيه نظام في السجن يسمح للسجناء بالخلوة بزوجاتهم

مرة في الشهر

وفعلا دخلت بزوجتي

ومرت الأيام

وجاءت البشرى

حملت زوجتي

.
.

وتمررررر الأياااام والشهور

وتخلف ولد

وبعد ولادته بأسبوع تم القصاص بعمي

تصدق ياسعيد

يوم نادوا باسمه للقصاص

ما قدرت أخرج أسلم عليه

سويت نفسي نااايم

وأناظر من تحت البطانية

شفته خارج .. ولازالت فرحته بحفيده من ابنته مرسومه على وجهه

.
.

وغااااب عمي عن الحياة

وسميت ولدي على اسم عمي

.
.

حياة غريبة

.
.

بقيت في السجن هذا اليوم .. والأيام اللي بعده

بين فرحة الميلاد .. وحزن الممات

.
.

ماقدرت أشوف ابني 3 شهور

وبعد محاولات جات زوجتي تزورني

وجهزوا لنا الخلوة الشرعية

وجلست معها

ومع ابني .. لحمي ودمي

ما عرفت وش آقول لها

أبارك لها وأبين لها اني فرحااان ومبسوط على سلامتها وعلى ولدنا

ولا أعزيها وأبين لها اني حزين على أبوها

.
.

ما تكلمنا ساعة كاملة الا كلمتين

كيفك .. طيبه

وأنت .. الحمدلله

.
.

تعلق قلبي بالصغير

ولأول مرة في حياتي

أحس باحساس الأب

وتذكرت أبوي

وقلت في نفسي معقوله أبوي كان يحبني كذا

أكيد .. مافيه أب مايحب ابنه

ولكن التعامل الخطأ .. والأسلوب الغلط في التربية

يسبب الضياع مثل ما ضيعني أسلوب أبوي

.
.

وقلت في نفسي الحمدلله ان أبوي علمني درس

وان كان ربي كتب لي العمر .. ماراح أكرر غلطة أبوي

.
.

رجعت لزنزانتي .. وقبي وراي

مع زوجتي .. وولدي

أحس اني انسان ظالم

ومظلوم في نفس الوقت

كيف ما أدري ..

.
.

رجعت لزنزانتي

وأنا لا أعلم كيف ستسير بي الأيام

لكن تصدق

كنت أحس اني راح أخرج

أحس ان فيه عفو من القصاص

.
.

وطلعت حكايتي في الجرايد

محكوم عليه بالقصاص يتزج خلف القضبان

وأصبحت حكايتي في السجن مشهورة

حتى العسكر والمسئولين صاروا يعرفونني

.
.

تغيرت حياتي بعد الزواج والخلفة

أصبحت أفكر في الحياة

أصبحت أفكر في المستقبل

حتى أني أصبحت أفكر في مشاريع تجارية

.
.

وحدث ماكنت أتوقعه

أهل المقتول .. سموعوا بحكايتي .. وأني تزوجت وخلفت

وعفوا عني

وجاءني الخبر

.
.

بكيت مرة أخرى

فرحت .. ضحكت

صرخت

.
.

كنت بين مصدق ومكذب

ولكن التصديق كان أقور

وفعلا أتى العسكري لينادي باسمي

وقال لي مبروك يابو ....

عفو

.
.

وجاءني زملائي في الزنزانة يباركون لي

وبدأت أحلامي تكبر

وبدأت أشعر بالحياة تجري في عروقي

اليوم هو يوم ميلادي

اليوم هو يوم السعادة

اليوم أنا انسان جديد

.
.

وأنتظرت الاجراءات الرسمية

وتوقيع أهل القتيل على التنازل في كتابة العدل

.
.

وأخرجوني من العنبر 14

وجابوني عندك هنا عنبر 7

.
.

وأنتظر كم يوم وأخرج

.
.

سكت عبدالباري

.
.

وبدأ عقلي في الدوران والتفكير والخيال

والتعلم من تفاصيل حكاية عبدالباري

كانت هناك اضاءات

تسطع في أعماقي وأنا أعيد

شريط حكاية عبدالباري

 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:28 AM   #25

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

عالم آخر هنا

خلف القضبان

يسكنه علماء

لهم من الخبرات زالتجارب الكثير

ولو بقيت أكتب وأكتب عنها فلن

أصل الى نهاينها

.
.

حكاية اليوم لشاب صغير

لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره

يحفظ القرآن الكريم

ويدرس في حلقة من حلق التحفيظ في المسجد

يسكن مع أهله

.
.

كان يصلي بنا في الزنزانة

وله صوت شجي

ووجه مشرق .. وابتسامة آسرة

اسمه فيصل

وقد كنت أستغرب حين أسمع أنه يحفظ القرآن

كيف يأتي الى هنا

لابد من أن وراءه حكاية

وقررت اقتحام عزلته حيث يجلس بالساعات

يراجع القرآن ..

.
.

اقتربت منه .. وسلمت عليه

وكعادته .. ابتسم ورد السلام بهدوء عجيب

وكنت أريد أن يدور الحديث

حتى يأتي دكر أسباب الدخول

الى السجن

وبقيت أياما أدور حوله

حتى كنا دات مساء

نتحدث وكنت ألوي مسار الحديث

لأحكي له حكايتي

حتى أتشجع وأقول له

ماهي حكايتك

.
.

وفعلا

جلس يحكي لي

.
.

أنا ياصاحبي ( وهي كلمته دائما )

كنت طالب في مدرسة تحفيظ القرآن

وتخرجت من الثانوية بامتياز

ولم أقدر ألتحق بالجامعة أو الكلية

لأن أبي كبير في السن

ومريض .. وجلست أنا مع أهلي

أدور على شغل قريب

وبعد بحث متعب .. لقيت شغل في المسجد

مؤدن .. ومعلم تحفيظ

وكنت أؤدن للصلوات الخمس

مند 3 سنوات تقريبا بعد تخرجي من الثانوية

وبعد العصر الى المغرب

أجلس في حلقة التحفيظ مع أطفال ابتدائي

ويوم ورا يوم

أصبحت ولله الحمد معروف في الحي

وأصبح الأطفال يحبونني كثيرا

ويحافظون على الصلاة معنا في المسجد

وفي يوم الأربعاء كنا نسوي

مراجعة للتحفيظ بسرعة .. ونخرج

نلعب كورة مع الأطفال عشان

نحببهم في أنشطة المسجد

.
.

ومرت الأيام

وكان فيه واحد من الآباء

اللي ساكنين جنب المسجد

يتخاصم معي دائما .. ويقول شيلوا مكرفونات

المسجد لأنها تزجنا وتصحينا من النوم

.
.

وطبعا أنا لاحول لي في الأمر

لأن الأوقاف هم المسئولين عن المسجد

لكن الرجل يخاصمني لأن صوتي في المكرفون

مزعج حتى أنه كان يقول صوتك صوت حمار ( أجلكم الله )

ولم يعد يأتي للمسجد للصلاة

أما أولاده اثنين فيأتون للمسجد

ومحافظين على الصلاة معنا

لأن أمهم وهي تعرف أمي

حريصة على أن يتعلموا القرآن ويتعلقون بالصلاة

.
.

وفي يوم جاء الأولاد يوم الجمعة الساعة 9 الصباح

وأنا كنت أنظف المسجد وأجهز المكرفونات

وأرتب المصاحف

وبعدين طلعت للدور الثاني اللي فيه العود والمبخرة

عشان أبخر المسجد .. وطلع واحد من الأولاد خلفي

.
.

ولم أهتم للأمر .. لأنه طبيعي

وبقيت أنا وأنفخ في الجمر وأجهز العودة

والولد جالس يطالع فيني

.
.

وفجأة سمعت صوت الرجال أبو الأولاد

وهو طالع ينادي باسم ولده

وخرجت أنا والولد

.
.

وكانت المصيبة والله المستعان

صرخ الرجل في وجهي وأمسك بثوبي من الرقبة

وقال وش تسوي بالولد ياللي ماتخاف الله

وبدأ في الضرب والركل

وأنا تجدمدت مكاني

ما أعرف وش اللي صاير

.
.

سحبني الرجال وما أعطاني فرصة

وكان يصيح في ولده أخرج ياحيوان أنت

.
.

وكان في ه>ا الوقت جاء مجموعة

من كبار السن وجماعة المسجد

اللي يبكرون لصلاة الجمعة

وحسيت حلقي نشف .. ولساني أنخرس

والدنيا صارت سوداء في عيني

والناس يطالعون فينا

والرجال يقول لهم شوفوا قليل الدين

الحيوان هدا لقيته فوق ماخد الولد

ويبي سفعل به الفاحشة

والناس يطالعون

وأنا كنت ميت خوف

.
.

وطبعا طلع الجوال وقال للناس خلوكم شهود

وأتصل بالشرطة

وجت الشرطة وقال لهم هدا لقيت مختلي بولدي

في الدور الثاني من المسجد

وهدولا الناس شهود

.
.

وطبعا الشرطة ما أنتظرت وسحبتني يوم الجمعة

ودخلوني الزنزانة بعد ماسحبوا جوالي

وقالوا خليك الين بكرة عشان يجي الضابط يحقق في الموضوع

.
.

وبقيت في الزنزانة ساعات كأنها سنين

ما بكيت ولا طلعت مني دمعة واحدة

لكن قلبي يتقطع حسرة

على أبوي وأمي وش بيصير

ادا سمعوا هدا الكلام

أعرف اني مظلوم

وايماني بالله أكبر وأعظم

ولست خائفا على نفسي فان الله معي

لكن أمي .. أبوي .. أخواتي البنات

.
.

وزفر فيصل زفرة حرقة خفيفة .. تغطيها ابتسامته المشرقة

والتفت الي وقال

أنا ياصاحبي .. طول عمري ماعرفت الدرب الملفوف

طول عمري أحب الصراحة .. والصدق

وكل الناس من جماعتنا وأقاربنا يعرفون

من هو فيصل الـ ..

لكن يوم التحقيق والمحاكمة

وطلب الشهود ماشفت منهم أحد

وجاتني أخبار أنهم صاروا يقولون

( صحيح ان فيصل يحفظ القرآن .. لكن الشيطان طلع أقوى منه )

.
.

وجاب الرجال أبو الولد

شهود بالاختلاء بالولد

وأعترف الولد أننا كنا لوحدنا

وكشفوا على الولد ولقيوه سليم

ولم يتعرض لأي اعتداء

ولكنهم دكروا في التقرير

اعتداء خارجي

.
.

وجيت الى هنا ياصاحبي

على قدر الله وعلمه

وحكمة هو يعلمها

.
.

أبوي مات من الصدمة

وأمي زارتني

ووقفت خلف القضبان تنظر لي

والدموع مغرقة عيونها

وبقينا نطالع في بعضنا

ساعة .. ماقالت شي

غير حسبي الله

ونعم الوكيل على من ظلموك ياولدي

.
.

تعرف ياسعيد من اللي دافع عني بقوة

أقولك وما حتصدق

أم الأولاد

جت للمحكمة مع أمي ودخلت

على القاضي المسئول عن القضية

وقالت أنا أم الأولاد .. وأنا اللي سجلتهم

في التحفيظ لأني أعرف أم فيصل

وأعرف سمعة فيصل

أما زوجي فهو

انسان ظالم

ومشاكله كثير علينا

حتى انه مايصلي في المسجد

.
.

وقال لهم القاضي

قدموا طلب استئناف لأن الحكم صدر

وقدموا حكم استئناف

وهدا أنا أنتظر

.
.

كان هدا فيصل

الشاب الدي تقرأ في وجهه

علامات الصدق والبساطة

والابتسامة التي

تجبرك على

أن تقول

ماشاءالله

.
.

كان فيصل يحكي لي الحكاية وبروح معنوية عالية

ووجه مشرق

كان مختلفا عن البقية الدين

تتلوى وجوههم وهم يحكون لي المشكلة

وما حدث .. وشعور الحزن والندم

أما فيصل

فكان

حالة

مختلفة

 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:29 AM   #26

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

العم يوسف

الرجل الصنم ( كما يسمونه )

قليل الكلام .. بل شبه معدوم الكلام

ليس هناك أي تعابير تظهر على وجهه قد يستدل بها على حالته النفسية

يسكن في العزبة رقم 7

والعزبة كما ذكرت لكم هي غرفة جانبية بدون باب

يسكنها السجناء القدامى ومنهم العم يوسف

ويقع سريره في السطوح

وكلمة السطوح هي تعبير عن أعلى سرير

حيث أن الأسرة تتكون من بدروم ( تحت السرير )

وسرير ملكي ( في الوسط )

والسطوح

وفيه سلم جانبي للصعود الى السطوح

وكل يوم والعم يوسف طالع ونازل في وقت الصلوات الخمس

وباقي الوقت جالس يناظر الناس من فوق

وطبعا لا يسلم من الكلام الناقد ..

كيفك يا أبو الهول .. الرجل الصنم ..

.
.

وهو بلا أي تعابير

كنت أتعمد الصلاة بجواره في كثير من الأحيان

لعلي أستطيع أن أقتحم صمته المطبق

ولكني فضلت أن أخطط له خطه طويلة الأمد

بالصلاة بجواره .. ومبادلته الصمت بالصمت

.
.

في السجن كان هناك ثلاث وجبات فطور بعد الفجر

وغداء بعد الظهر

وعشاء بعد العشاء

.
.

ولاحظت في يوم ان العم يوسف يرجع ينام بعد الفجر

ومايمديه ياخذ الفطور عشان مايزاحم أحد

وقلت هذي فرصتي آخذ فطور لي وله

وطبعا كان هذا مخالف للأنظمة لأنه لازم كل واحد

ياخذ فطورة بنفسه

وكان في كل عنبر مدير للعنبر

وهو ذو شخصية قوية وقيادية ومحبوب من الجميع

وعنده حبوب بنادول لجميع الأوجاع

فرحت للمدير وكلمته اني أريد أخذ فطوري وفطور

العم يوسف .. ووافق على طول

وفعلا بديت كل يوم آخذ فطوري وفطور العم يوسف

وهو عباره عن حبة فاكهة ( برتقال / موزة / تفاحة )

وعصير سن توب أو حليب السعودية

وسندوتش الجاهز المغلف اللي يباع في السوبرماركت

أخذ الفطور وأحطه بجوار مخدة العم يوسف

واستمريت كل يوم أحطه وهو نايم ولما يصحى

يلاقي الفطور ويفطر

ولأنه ماتعود يسألأ أو يتكلم مع أحد فما كان يسأل من

جاب الفطور .. ويم من الأيام وأنا أحط الفطور جنب المخده

تحرك وطالع .. وشافني

ابتسمت ومشيت

.
.

ومن يومها بديت ألاحظ ابتسامة خفيفة على وجهه

كلما شافني .. وكنت أفرح بهذه الابتسامة

لأني قدرت أنتزعها من ملامح وجهه

قدرت أزرع فرحة في أعماقه في حين

عجز الآخرون عن ذلك

.
.

كنت أزاحم المساجين في الصلاة حتى أصلي بجواره

ولكن لاحظت في اليوم اللي بعدها انه بدأ

يحجز لي مكان بجواره

يحط طاقيته الين أجي وبعدين يشيلها اذا جيت

وأنا أعتبر هذا اشارة خضراء

للتحرك نحو قلب العم يوسف

.
.

وكانت المرحلة الثانية اني أسوي عزومة

.
.

كل يوم أربعاء بعد العصر فيه مندوب من السجن

يشوف المساجين اللي لهم طلبات يبون يشترونها من برا

ويسجلها في ورقة وياخذ الفلوس .. ويجيبها يوم الخميس بعد العصر

.
.

طلبت من المندوب 2 وجبة من البيك

وجابها يوم الخميس في العصر

وأخذت واحد منها .. وطلعت للسطوح

عن العم يوسف

وأعطيته البيك .. ولما جت عيني في عينه

لاحظت أن عينيه غارقتين

في بحر من الدموع .. وعض طرف شفته السفلى بأسنانه

ثم أغمض عينيه .. وبدأ يبكي ..

لم أتمالك نفسي .. وتركت الأكل

ونزلت بسرعة

.
.

ورجعت الى الممر حيث أجلس مع عدد

من الشباب الذين كانوا معي من التوقيف

المؤقت .. ومع عبدالباري

وجلسنا أربعة أشخاص لنأكل

وجبة بيك واحده

وكنت ألتفت كل فترة نحو العزبة رقم 7

متوقعا خروج العم يوسف

ولكن لم يخرج

.
.

انتهينا وجمعنا فضلات الأكل

ونظفنا مكاننا .. وذهبت بها الى برميل المهملات

في آخر الممر .. حيث لابد أن أمر من أمام

عزبة العم يوسف .. ولمحته جالسا على وضعه الذي

تركته عليه .. متكأ على الجدار

.
.

غسلت يدي .. ثم رجعت اليه

وصعدت الى السطح

لتبدأ حكاية جديدة

 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:31 AM   #27

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

كنت قد وصلت الى قلب العم يوسف

وهذا ما شعرت به كلما مررت بقربه أوصليت

بجواره .. فقد كنت أقرأ الكثير من الكلام

الغير منطوق .. خلف عينين غائرتين

ونظرات تائهة ..

تشجعت في احدى المرات .. وصعدت معه

الى سريره ( على السطح )

وجلسنا قرابة الخمس دقائق نتبادل

النظرات .. والابتسامات

الباهته .. والمشبعة بالألم

.
.
بالنسبة لي فلم أكن أتألم كثيرا لوجودي في السجن

ولكني كنت أشعر بأن خلف هذا الرجل

معاناة عميقة .. وشيء يمكن أن أتعلمه

.
.

كان السجناء في عزبة 7 يستغربون

من وجودي مع الرجل الصنم

وكانوا يطلقون النكت .. والضحكات

الساخرة ..

- اذا تكلم أبو الهول .. بنسوي حفلة

- هااااي هااااي هووووه هووووه

أبو الهووووول بيتكلم عربي

- لا تتعب نفسك يالدوسري تراه أخرس

( طبعا أنا ماصدقتهم لأني اسمعه في الصلاة يكبر ويسبح ويهلل )

.
.

نظرت الى عينيه وأنا أشعر بأني أمام أبي

وقلت له

عمي - جعل راسك سالم - لايهمونك

نظر الي وقال

تسلم الله يوفقك

.
.

نطق أول كلمة أسمعها منه

فرحت كثيرا وغمرني احساس بالنشوة

ولم أشأ أن أضيع الفرصة .. فقلت له

محنة وتزول .. ولا احنا أفضل من يوسف

ابتسم وقال

صدقت

.
.

وبدأ الكلام يجر بعضه ( على مايقولون )

في أحاديث عامة عن الأوضاع

هنا في السجن

وعن بعض السجناء المزعجين

ثم بدأنا نخرج بالكلام عن السجن

الى خارج الأسوار .. الحياة والناس

وبدأ يذكر لي ان عنده 4 أولاد و بنت واحدة

وبدأ يعود الى حالة الألم والمعاناة

وهذا مالمحته على وجهه حين تكلم

عن أولاده وبنته

فتوقفت عن الكلام

وتركته يعيش حالته

.
.


ثم نظر الي وعيونه مغرورقة بالدمع

وقال .. تعرف انك تشبه ولدي ريان

قلت بصوت خفيف الله يحفظه لك

عض على شفتيه .. وبكى

.
.

ولم أشأ أن أتدخل في مشاعره

لأني أعرف بأنها بداية ثورة داخلية

لتتنفس أعماقه من الألم

.
.

بقيت أشغل نفسي عنه وأبتعد عن

النظر الى عينيه حتى يهدأ

.
.

اقترب مني قليلا حتى وضع ركبته على ركبتي

ومال برأسه قليلا نحوي وكأنه سيحكي سر

قال .. تدري من اللي جابني للسجن

نظرت اليه .. ورفعت جاجباي

لأسجعه على الكلام

قال

ولدي الكبير ريان

لم أرد عليه .. وأنتظرت أن

ينساب منه الحديث دون تدخل مني

.
.

كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة مساء

وبدأ الجميع في النوم

وقد بدأ العم يوسف

في الاقتراب مني حتى لايزعج النائمين

.
.

يقول

عندي أربع أولاد

ريان وخالد وسعود وتركي

وبنت وحده اسمها مها

وكان حلم عمري اني أزوج مها

بعد ماخلصت الجامعة وجلست عندي

في البيت تنتظر التعيين

.
.

وفي يوم أتصل بي خوي وقال

ان فيه واحد من أصحابه عنده ولد وانهم يبون

يجون يتكلمون معك في موضوع زواج مها

فرحت .. وماقلت لأحد، أنتظر الين يجون في الليل

عشان أتأكد من الموضوع

وفي العصر رحت للسوق وأشتريت لي ذبيحه

ووديتها للمسلخ

وقلت لأم ريان يمكن يجينا ضيفان

سوو عشا

وجاء الليل وجا خوي ومعه رجال وولده

وأنا آحس اني الليلة ملكت الدنيا ومافيها

وفعلا تكلم الرجال وقال نبي بنتكم لولدنا

.
.

فرحت .. طرت من الفرح

حسيت اني ملكت الدنيا ومافيها

قلت لهم حياكم الله

لكن خلوني آشوف رأي البنت

.
.

قمت من المجلس

ودخلت البيت أدور بنتي الوحيدة

مها .. وأول مادخلت شفت قدامي وحده

وفتحت ايديني وضميتها

وقمت أحبها .. وأبكي من الفرح

وآقول مبروك ياعيون أبوك

ربنا يوفقك

وكانت تدفعني بقوة وتصيح

وأنا آضمها بقوة

.
.

وماصحيت الا ولدي ريان يسحب ايدي ويدفعني

بقوة .. ويقول ماتستحي .. عيب عليك

وقفت شوي وأناظر الا اللي كنت ماسكها

كانت زوجة ريان .. عرفت اني أخطيت

لكن ماتوقعت كلام ريان

كان كلامه صدمه .. وماعرفت أتكلم

.
.

شوي جت زوجتي .. وبنتي مها

وأنا زي المسطول

ما أدري .. وكأن الدنيا بدت تدور براسي

من كلام ريان .. وش يقصد

حسيت قلبي بيطلع من بين ضلوعي

كل هذا وأنا سااااكت

وسمعت أم ريان تقول وش صار

وش السالفة

وسمعت ريان يقول لزوجته

قولي لأمي وش اللي صار

.
.

قالت زوجت ريان ما أدري ..

لقيته داخل علي وضمني بقوة

يقول حبيبتي .. بس

.
.

ماقلت شيء .. لأني ماني داري

وش آقول

.
.

طلعت بسرعة لخوي ودعيته

وقلت له تصرف مع الرجال

أنا مشغول شوي في البت

قال خوي

خير ان شاءالله، فيه شي

صار شي .. شكلك ترتجف .. قلت له لا

.
.

ورحت دخلت غرفتي وتسكرت الباب

وجلست أبكي .. كني ورع صغير

حسيت ان قلبي انكسر من قمة الفرح

بقدوم عريس لبنتي

الى قمة الألم بكلام ولدي ريان وتفسيره

للموقف

.
.

بعد العشاء .. سمعت أم ريان عند باب الغرفة تدق

فتحت الباب .. وبدأت أم ريان تقول

الله يهديك يابوريان .. لاتكبر الموضوع

ماحصل شي ..

قلت لها .. ماسمعتي ولدك وش يقول

يقول لي عيب عليك .. ماتستحي

ليه وش يحسب .. !!

.
.

مانمت ذلك الليلة .. وفي الصباح الساعة 9

تفاجأت بعسكري عند الباب

قال لي أنت يوسف .. قلت نعم

قال أنت مطلوب في قسم الشرطة

قلت ليه ، قال فيه شكوى ضدك بالتعدي

من مين .. قال من ريان يوسف

.
.

ضاقت علي الدنيا .. وخذيت غترتي على كتفي

ورحت لمركز الشرطة .. وفتحوا محضر

وحولوني على الادعاء والتحقيق العام

وقلت لهم اللي صار .. لكن قالوا

نبي نخليك معنا في السجن كم يوم الين ينتهي التحقيق

.
.

ومن سجن الى سجن .. الى أن وصلت هنا

.
.

كان العم يوسف يحكي حكايته

أسمع بعض الكلام .. وبعضه يضيع

وسط حشرجات الألم .. ونزيف المشاعر

وأنا ساكت .. بدون أي كلام

حتى لم أرفع رأسي لأنظر الى وجهه

فقد كان حجم الجرح كبير جدا

وأعمق من أن يستوعبه قلب أب

وقع من قمة الأمل .. الى قاعة الألم

.
.

انسحبت

.
.

نزلت من سرير العم يوف

لأترك له مساحة أكبر .. يتنفس عن ألمه

.
.

كانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل

ذهبت .. لأتمدد في الممر .. بجوار عبدالباري

كان عبدالباري لايزال صاحيا

حيث رفع غترته من على وجهه

وقال .. هااه شايفك تتسحب تالي الليل

من وين جاي ..

لم أرد عليه

تمددت .. وأنا في حالة ذهول !!

.
.

في صلاة الفجر .. لم أجرؤ أن أصلي بجواره

مع أني قد رأيت طاقيته بجواره يحجز بها مكاني

وعند الاقامة كان يتلفت يبحث عني

.
.

صليت بعيدا .. لا أعلم لماذا !!

قد يكون زخم المشاعر .. وعمق الألم

قد غمرني !!

.
.

رجعت بعد صلاة الفجر أبحث عن مكان هادي

لأنام فيه .. قال لي عبدالباري تعال

وأخذني الى سرير فاضي في عزبة رقم 1

وقال ان صاحب هذا السرير عنده

موعد اليوم في المحكمة وبيطلع مابيرجع

الا الظهر

.
.

دخلت في السرير لأنام

تصدقون أول مرة أنام على سرير منذ أكثر من شهرين

وفعلا .. نمت نووووم عميق

.
.

وقبل الظهر لقيت صاحب السرير قد رجع من المحكمة

ويريد أن ينام

فقمت .. وذهبت الى الممر

حيث المجموعات من السجناء

يتكلمون ويضحكون .. وبعضهم يلعبون ورقه

.
.

شعرت بالرغبة في العودة الى العم يوسف

لقيت عبدالباري جالس مع مجموعة

وقال تعال اجلس

قلت لأ شكرا .. أنا معزوم

ضحك وقال يالله أنا معك

.
.

رحنا للعم يوسف .. ولقيناه جالس

في السطح .. وعندما رأني

تهلل وجهه فرح .. وقال

بصوت عالي لأول مرة

أرحبوا أرحبوا .. أقلطوا

ضحكت .. وضحك عبدالباري

بينما سمعت ضحكات السجناء في عزبة رقم 7

يقولون .. والله انك يالدوسري منت بسيط

خليت أبو الهول يتكلم

.
.

طلعت بالسلم وتبعني عبدالباري

وعرفت عبدالباري على العم يوسف

قال العم يوسف : وينك اليوم ماصليت الفجر

قلت : الا لكن جيت متأخر

.
.

وحسيت اني جالس مع شخص آخر

العم يوسف يضحك بصوت عالي

ويتكلم بكل أريحية

.
.

شعرت بأن حكايته كانت حجرا يثقل على قلبه

ويعيق مشاعره وتفكيرة

.
.

وبقينا نتكلم حتى أذان الظهر

وصلينا ..

مر اليوم جميل وهادي

وفي الليل قال عبدالباري هاه وش رأيك نروح نسهر عند صاحبك

قلت يالله .. ورحنا وسهرنا الى الثالثة فجرا تكلمنا في كل شيء

الا المشاكل والهموم

وقبل مانمشي قال العم يوف

عشاكم عندي يوم الخميس ليلة الجمعة

 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:32 AM   #28

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

رغم حماسي وخوفي في البداية

الا أن الوقت يصبح مملا وكئيبا

أشعر بالاختناق .. فالوجوه تعلومها

مسحة من الحزن والألم في الغالب

واللغة المتداولة قذره .. حتى أني أعتدت عليها

وليس هناك قانون .. البقاء للأقوى

.
.

وكلما أنتابني الاحساس بالضيق .. لجأت الى ركن منعزل

لأسكن مع ذاتي .. وأدخل في مساحات من التأمل

تسرقني من صقيع الواقع ..

الى أبعد نقطة في خيالي

لأجد ذاتي هناك

.
.

أعترف أن تلك الأيام كانت بداية التعارف

بيني وبين ذاتي المشروخة

المسكونه بالألم

ويمكن تصدقوني اذا قلت لكم

أنها قد خنقتني العبرات حين

جلست مع ذاتي لأول مرة

حيث وجدتها أشبه بطفلة يتيمة

قسى عليها الزمن .. فبدت شاحبة الوجه

مثقلة الخطى

.
.

كانت تلك ذاتي بعد مضي شهرين تقريبا

على دخولي عنبر 7

.
.

ولولا وجود هدف وضعته خلال وجودي

في السجن .. وهو أن أكتسب خبرة عملية

وأستفيد من خبرات وتجارب الناس

هنا .. لولا ذلك كنت قد مت كمدا

.
.

وليس شرطا أن يكون موتي

بتوقف الحياة في جسدي

ولكن هناك نوع آخر من الموت

رأيته هنا

.
.

انه موت من نوع آخر

لا أعرف كيف أصفه

ولكني وجدت أناسا

يسيرون ويتكلمون ويأكلون ويشربون

ولاشيء آخر .. لا أهداف ولا أحلام

ولاطموحات .. ولارؤية .. ولا رسالة

لاشيء .. أبدا

سوى الأكل والشرب والنوم

.
.

أليس هذا نوع من أنواع الموت

.
.

.
.

.
.

عذرا فقد بدأت ذاتي تأخذني من الناس هنا

العم يوسف

تذكرته

.
.

انه هناك في السطوح

يرقب الحركة .. بصمت

وكم أشعر بالنشوة تهز أعماقي

حين أقرأ السعادة في عينيه

كلما رآني .. وتلك الابتسامة التي

يرسمها على وجهه

.
.

رجعت اليه .. وصعدت السلم

ليفسح لي المكان

ويمد يده ليضعها على يدي

معبرا عن سعادته بقدومي

.
.

جلست معه وأنا أفكر في نفس

السؤال الذي تفكرون فيه

لماذا فعل رياااان كل هذا ؟

كنت أشعر في أعماقي بأن هناك جزء

مفقود في الحكاية ..

.
.

وبدأت كعادتي الحديث بشكل عام

عن الأوضاع .. وبعض الطرف

والذكريات

.
.

ثم أقترب من حكايتي

وأسباب وجودي هنا

ليتشجع ويحكي

وقد شعرت بأنه سيحكي

عندما بدأت ملامح وجهه في التغير

وبدأت نظراته تتوه في جدران الزنزانه

.
.

قال وبحرقة

( الله يهديك ياريان )

.
.

سكت .. لم أفتح شفتي !!

أنتظر

.
.

زفر زفرة عميقه

وكعادته .. عض على شفته السفلي

وأغمض عينيه .. لتخرج دمعة يتيمة

يهز رأسه بعدها

.
.

ويسود الصمت .. ثواني

حسبتها سنين

.
.

لتخرج زفرة كبيرة .. ويخرج معها

كمية كبيرة من الهواء .. محملة بالألم

.
.

ويفتح عينيه

ويقول


.
.

تعرف ليش !

هزيت رأسي .. دون كلام

قال

ريان من يوم تزوج وهو يبي نصيبه في الميراث

عشان يبتني عليه بيت

وأنا قلت له أصبر شوي

لأني مابعد قسمت الورث بينين وبين خوي

.
.

وقررت اني أتصدق بقطعة أرض على الطريق

للأوقاف عشان يبنون عليها مسجد

وقف صدقة لأمي وبوي

الله يرحمهم

.
.

وموقع المسجد اللي نبي نسويه

موقع ممتاز لأنه على الخط ويصلح تجاري وسكني

لكن أنا أشوف انه بيكون أحسن لو خليته مسجد

عشان الناس يمرون عليه والمسافرين

.
.

وطبعا أعترض ريان

وأصريت أنا

ومادريت بنيته الين جاني الخبر

بعد مادخلت السجن أنه زور أوراق

مبايعه بيني وبينه على اني بايعه الأرض

وفي يوم جاني العسكري

وقال أنت مطلوب في كتابة العدل عشان

المبايعه بينك وبين ولدك

ريان يوسف

.
.

طبعا انصدمت .. ومابينت

الين رحت لكتابة العدل

ولقيت ريان عن الشيخ

ولا سلم علي

ويوم سألني الشيخ

هل بعت ولدك ريان الأرض

قلت نعم ياشيخ

لكني أبي أرجع في البيع

.
.

عشان ما أورط ريان .. ولاتروح الأرض

وخرج ريان حتى ماطالع في وجهي

.
.

الله يهديه ويصلحه

.
.

توقف العم يوسف

وبلاوعي مني

اقتربت من العم يوسف

وقبلت رأسه

بكيت

حينها

.
.

شعرت بحجم المعاناة

يالظلم الأقارب

 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:34 AM   #29

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

كلما سمعت عن تجربة انسانية

وتابعت تفاصيلها من أبطالها

منذ بدايت فصول تجرتهم

وحتى وصولهم الى جامعة السجن

أشعر بالرغبة العميقة في الانطواء

والخلوة بذاتي

لأراجع الدروس

وأستخرج الفوائد والحكم

وأقارنها بما قرأته وتعلمته

خارج حدود الزنزانه

حيث سجن الحياة الكبير

.
.

ولو أني تتبعت كل الحكايات لما وصلت

الى نهاية للمعرفة والحكمة

فخلف كل وجه أقابله

حكايات حكايات

بعضها يصدمنا .. يزلزل أعماقنا

يحطم فينا الكثير

من المفاهيم المغلوطه

ويبعدنا عن المثالية لننزل الى الواقعية

حيث الانسان المجرد

من الأقنعة الزائفة

ببساطته .. بأخطائه

.
.

ولا فرق هنا بين شاب متهور

وشيخ كبير في السن

.
.

لافرق بين جنس ولون

الجميع هنا بشر

.
.

.
.

في زاوية من زوايا السجن

كان هناك 3 شباب

( بكم )

لا يتكلمون

ويتحدثون بلغة الاشارة !!

لا أعرف أسماءهم

ولكني أستغربت من وجودهم هنا

وساقني الفضول للبحث عن طريقة لأسمع منهم

ولكن كيف أسمع !!

.
.

لابد أن أتعلم لغة الاشارة

وكنت أراقبهم كثيرا حين يجلسون مع بعضهم

ويتبادلون الاشارات المصحوبة ببعض اصوات

الهمهمة .. والضحكات

.
.

وقد لاحظت أن ناصر

وهو أحد السجناء القدامى

يشير اليهم ببعض الاشارات ويردون عليه

فعرفت أنه يعرف لغة الاشارة

.
.

اقتربت من ناصر

وسألته عنهم

فقال انهم من دار الرعاية الاجتماعية

ومتهمون بجريمة اغتصاب

.
.

دفعني الفضول أكثر

وطلبت من ناصر أن يعلمني

لغة الاشارة

.
.

وافق ناصر بشرط

أن أشحن له الجوال بعشرة ريال يوميا

وطبعا طريقة الشحن أن أتصل بأخي

وأقول له اشتري بطاقة شحن

وأرسل رقمها على هذا الجوال

.
.

وبدأت أتعلم

لمدة أسبوعين

حتى عرفت الكثير من الاشارات

.
.

أحدهم جاء وناصر يعلمني

فضحك .. وأشار بأنه سيعلمني لغة الاشارة

مقابل أن أعلمه كيف يتكلم مثلي

.
.

فرحت أني فهمت ما يقول

وفرح لأنه سجد أحدا مختلفا يفهمه ويدردش معه

بالاشارة

.
.

وبدأ هو يعلمني المزيد من الاشارات

مع متابعه من زميليه

وشوق منهم للدردشة

 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-03-2012, 09:35 AM   #30

TCHECO

قــاتل مــأجور ..

الصورة الرمزية TCHECO

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 603
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

حياتنا مدرسة بدأت .. بصرخة الميلاد

وسيبقى فيها الانسان ناظرا .. متأملا

في عجائب خلق الله وقدرته

وأجزم بأنه مهما تعلم

فسيبقى جاهلا

بالكثير

.
.

وقد كان لزاما علي أن أكون طالبا نجيبا

وأتخلى عن الشهادات الورقية

التي كانت ثمرة حضور بعض الدورات

أو مراسلة عدد من الجامعات

كي أكمل بها شخصيتي

وأكمل بها سيرتي الذاتية

لتكمل عامل النقص

والرغبة في الكمال

.
.

ولكن صدقوني

أننا لانزال نجهل الكثير ولن نتعلمه الا اذا

اعترفنا بجهلنا .. وقوص علمنا

.
.

وقد كان هناك الكثير لأتعلمه

ولكن أكبر درس تعلمته هنا

هو القدرة على التعامل مع ذاتي

مغ أفكاري وطيف أوجهها حيث أريد

لا حيث ما يقودني العالم من حولي

.
.

تعلمت القدرة على ادارة مشاعري وأحاسيسي

وتوجيهها نحو ما ينفعني في ديني

ودنياي، وأن لا أترك لغيري

قيادتي وتوجيهي نحو

ما لا أرلايد

.
.

وكان مكاني هنا

والبيئة المغلقة .. واسلوب الحياة البسيط

والمعقد في نفس الوقت .. والشخصيات المتنوعة

وقسوة الحراسة العسكرية

كلها .. خلقت بيئة مناسبة للتعليم النظري

والتطبيق النظري

ولم يبقى سوى أن أوجه أفكاري

وتركيزي .. ومشاعري

نحو كل ما يمكن أن يرفع

من تقديري لنفسي

والترفع عن كل ما يمكن أن يدخلني في

حوارات داخلية أو خارجية

سلبية

v
v
v
v

وصلت الى ثلاثة من البكم

وليست العبرة في حكايتهم بقدر ماهي

في أنفسهم .. في شخصياتهم

حيث عرفت بأن

الانسان هو الانسان

عقل وجسد ومشاعر

بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى

.
.

كانت لغة الاشارة صعبة بالنسبة لي لأنها جديدة علي

وتحتاج الى تناسق في حركة الأصابع والكفين

ودعم بحركة الوجه لاظهار المشاعر

وكنت بطيئا في التحدث معهم بهذه اللغة

ولكني مثلهم متحمس لفتح قناة اتصال

أستطيع من خلالها أن أتعلم .. وأفهم بعدا جديدا ومختلفا للحياة

.
.

ورغم ضعفي في هذه اللغة .. الا أنهم كانوا في قمة الذوق

فلم يضحكون علي .. بل يحاولون تصحيح أخطائي


.
.

كان الثلاثة طلاب في

جمعية خاصة لرعاية الصم والبكم

وكانوا جميعا يسيرون مع بعض

كفريق واحد ..


.
.

وقد تعرفوا على طالب جديد في الجمعية .. كما يقول أحدهم

أصم أبكم

ودخل الشيطان بينهم وقرروا الاقتراب منه

وكان لا يعرف الكثير عن الحياة .. ( به تخلف فكري بسيط )

خططوا على الاعتداء عليه

ونفذوا اعتداءهم

واستمروا في اغتصابه لمدة ثلاثة أشهر

في دورات مياه الجمعية

كلما جاءت الفرصة

.
.

يقول أحدهم .. في يوم من الأيام

شعرت بتأنيب الضمير حين رأيت دموع الولد

وهو يبكي بصمت .. وغير قادر على التعبير

.
.

يقول وقررت أن نتوقف

وقلت للشباب حرام ما ترضونه لأخوانكم

ولكنهم ما سمعوا كلامي

فتركتهم .. واستمر اثنين منهم في اغتصاب الولد

وازداد احساسي بالخوف وتأنيب الضمير والقلق

وهددتهم بأن يتوقفون .. ولكنهم

رفضوا

.
.

وفي ليلة .. شعرت بالحسرة حينما تخيلت أنني مكانه

تخيلت حين تنتهك كرامتي ولا أستطيع أن أدافع عن نفسي

ولا أستطيع التعبير .. وليس هناك من يساعدني

.
.

قررت أن أكون كبيرا في نظر نفسي

حتى وان استصغرني العالم

قررت أن أكون شجاعا

.
.

قلت لزملائي انني سأبلغ ادارة الجمعية

وضحكوا علي لأنهم ما كانوا يتوقعون

اني أبلغ على نفسي

ولكن الألم والضمير والحسرة

أقوى من أن أتغافل عنها

.
.

ذهبت للادارة وأشرت لهم بأن هناك طالب يغتصب في دورات مياه الجمعية

قام المدير من كرسية وقال من الطالب

قلت له الجديد الأصم الأبكم

والمغتصبين

فلان

وفلان

و

أنا

.
.

وشعرت لحظتها بجبل يقع فوق رأسي .. وبحر يبتلعني من تحت قدمي

لأني عرفت النتيجة التي سأصل اليها

وانخرطت في بكاء صامت

.
.

تأكد المدير وحاول التستر على الموقف حتى لا تفتضح الجمعية

وتدخل في تحقيقات بأنها مقصرة

وقال لنا نحن الثلاثة

سأسامحكم بشرط .. أن لا تعودون لمثل هذا الفعل ولا تقولون لأحد

.
.

ووافقنا

ولكن كلما رأيت الولد .. شعرت في عينيه بنظرة غريبة

لا أعلم كيف أصفها ولكني كنت أحتقر نفسي

وأتخيل أن هذا الولد هو أخي الصغير

وأفكر ماذا لوكان فعلا أخي الصغير

.
.

لم أستطيع أن أرتاح .. ولازال في نفسي شيء من الاحتقار لنفسي

والخوف والقلق .. وتأنيب الضمير .. وزاد الأمر

حين تخيلت الولد يوم القيامة يشتكيني

وأنني أغتصبته وسكت على حقه

شعرت بأني حشرة

نذل

حقير

تافه

.
.

كل الكلمات السيئة

كنت أنظر بها الى نفسي

مع أني قبل هذا الموقف كنت أشعر بأني شجاع وواثق من نفسي

وحتى الاعاقة في الكلام لم تكن تشعرني بالنقص

.
.

وقررت شيئا في نفسي

وذهبت بنفسي الى أقرب مركز للشرطة

.
.

دخلت على الضابط لأشرح له ولم يفهمني

فكتبت له

أنا واثنين من زملاي أغتصبنا ولد من طلاب المعهد

.
.

ضحك الضابط

وأخذ الورقة وكتب فيها

أنت مجنون

كتبت

لا

كتب

هل تعرف نتيجة كلامك

كتيبت

السجن

كتب

خلاص .. روح .. الله معك

.
.

رجعت وأنا أشعر بالراحة .. ولكن ردة فعل الضابط ما عجبتني

كأنها ردة فعل مدير الجمعية

.
.

وسكت أسبوع وماصار شي

ورجع احساسي

بالقلق والألم .. والاحتقار

وصار الموضوع كوابيس

.
.

طبعا عرفوا زملائي بمحاولاتي

وبدأوا يهددوني

ويقولون أنت مجنون

.
.

ولكن الناااااااااااار الحارقة في أعماقي

أكبر من أن أتجاهلها

.
.

بعد أسبوعين ذهبت الى ثلاث مراكز للشرطة

حتى أتأكد اني أقابل ضابط حقاني

وفعلا

آخر واحد أتصل بادارة الجمعية

وتكلم مع المدير

وطلب منه مترجم .. يترجم الاشارة

وبدأ التحقيق معي

وشعرت بالراااااحة .. والله العظيم اني كنت مفتخر بنفسي

وأنا قدام الضابط .. لأني حسيت اني مو ضعيف

واني أقوى من مدير الجمعية والضباط حتى

وكنت أقول أخسر سنين عمري ولا أخسر تقديري واحترامي لنفسي
.
.

استدعوا الشباب ( هذولا .. ويشير الى زملاءه ويضحك )


وانتهت التحقيقات .. وكشفوا على الولد

وأثبت المعمل الجنائي كل شيء

.
.

وجينااااا هنااااا

.
.

انتهت قصتهم

ولكن بدأت أنا في التفكير

في كم واحد منا الأسوياء جسديا

يشعر بأنه ناقص وتافه حين يسكت عن الحق

.
.

كم واحد منا الأسوياء جسديا

معاااااق نفسيا أو فكريا

.,
.

أكمل الشاب حكايته وكان يضحك .. وكأن شيئا لم يكن

أما أنا

فقد تركتهم يشيرون الى بعضهم .. وأنسحبت

أبحث عن مكان .. لأناقش ذاتي

وأسألها

.
.

هل أنتي شجاعة بمكا يكفي !!

ومتى تصبحين شجاعة اذا ماكنتي !!

 

TCHECO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 12:38 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2025