عفواً . . !

[وطن.!]

لا أحب شيئاً أكثر من الـ أدب

رغم إنها ليست حِرفة طفولتي ولا صِباي أيضاً

لكن . . عِشقه بات يسري في دمي منذ أن عاد لـي صوابي

بعد فترة الـ طيش . . الـ تسدح على الـ أرصفة منذ الغسق وحتى إستنشاق أنفاس الـ صبح .!

كنت طائشاً جداً . . و . . أٌدخن

وكان لــي صديق وحيد يُدعى شفق

أهلاً شفق لا تخف لن أذكر تلك الـ تفريكة التي على إثرهــا " فرقوا بيننا فيها بالـ مدارس لكن لم يفرقوا بيننا في المنادمة على الأرصفة "

كان بروتوكولاً صايعاً . . وتارة ً مشرداً . . والحقيقة فقيراً يبحث عن مايؤنس غربته فالفقر رغم الوطن غربة .!

ومن ذات قلة الـ أدب التي كنتُ أمارسها مع قرناي في " حذف السيارات و التدخين سراً و خربشة الجدران ... الخ من أجندة الضياع في شارع حارتنا" .!

إلى عشق الـ أدب ذلك الذي خلده لنا سابقونا ولم يستفيد منه اللاحقون إلا قليلا


ومن الـ فل سَفـَ ـه

إلى الـ فلسفة . . وضعت نصب عيني أن أكون مُختلِفاً وحرصت جداً على أن لا أكون مُتخلِفاً فأنا أيقن أن وجه الشبه كبير في الحروف ويختلف المعنى جذراً رغم نصبهما إعراباً

أحببت هذا النمط كثيراً وأحسست به يحكيني من غير جهد مني في إبراز من أكون

فقط كنت أحدثني عني . . وأترجمني حروفاً

وهذا ماكنت بحاجتــه أن أشرحني بكل أريحية فـ السودنه تمتلكني كثيراً في أغلب أموري الحياتية

وفي الحقيقة هي معضلة تحول دون تحقيق حب زوجتي لي في الـ طلعااات والنزلااات

رغم ذلك أنا سعيد لأنني أملك حجة في عدم الذهاب بها للتنزه فأنــا من رواد السودنة وهي تأقلمت على ذلك

شكراً زوجتي لتفهمك حالتي الـ فلسفية في الحياة فأنتِ لا تشكين بحبي لكن تقدرين ذلك لي

ومن الفلسفااات

كنت أحمل سكيناً في الفصل الدراسي . . ليس لـ إبراز مدى عنفي على الطلاب لا سمح الله

لا كنت أعشق أن أحفر به على الطاولة " إسمي وإسم شفق الذي يضع كلتا قدميه في الطاولة المجاورة ويغط في نوم عميق "

مو شكراً وكيل المدرسة لعدم تقديرك حالتي الفلسفية في الدراسة .

ومع ممارسة الـ أدب بشكل كثير ومنقطع المصير كنت كـ من يمر بمجاعةٍ , ألتهم كل حرفٍ في طريقي وأزج به إلى ذاكرتي

ومن ذلك كرهت الدراسة وإكمال تعليمي الجامعي

لقد إستنتجت وتوصلت إلى أنني قادر على أن املك شيء

يحققني ويثبتني من خلال القراءة فـ أنا مؤمن جداً

بأن الحشو التعليمي لن يزيدني سوى

ورقــة كتب بداخلها " حصلت على درجة البكالوريوس " .!

لست بحاجة هذه الدرجة مادمت أملكني ومقتنع بي .

شكراً كتاب البداية والنهاية تعلمت منك الكثير

وشكراً للأدب الجاهلي .

عندما إرتديت قلنسوة الـ إختلاف

لم يكن شذوذاً

ولم أكن أتمتع بـ أدب يجيزني

كانت فقط محاكاة للذي يقبع بداخلي

ويريد أن يرى النور . .

فتلك النفس تحضى بسواد حالِك

لوَّنَها ماضٍ أغبر من وجه الـ مدينة .!

ذات رعي وبداوة كنت أنقى بكثير ,

لم أكن أفسر الآخر سوى بـ حسن نية .!

منذ أن تمدنت وتعمقت . . لوثتني الأرصفــه

والشوارع

و . . الـ متمدنين

وَ هــا قد عُدت .!

عفواً لازلت بدوياً . .

وطن.!
2009