الجندي الذي أصبح دكتوراً ...!

[نائف حكيم]

الجندي الذي أصبح دكتوراً ...!

ولد عام 1354في ظهرة آل بريد بمحافظة رجال ألمع بعسير وكأي طفل عادي نشا هذا الفتى في تلك المنطقة الجميلة ذات الروابي والمروج الخضراء يسرح بين هديل الحمام وصدح البلابل .

كانت طفولته تنحصر في رعى قطيع من الأغنام يملكه والده في ذلك الوقت ولأن الظروف يومئذ لم تكن قد تهيأت لانتشار التعليم بصورة واسعة فقد دخل صاحبنا في كتاتيب القريه وتعلم من خلالها جزء عم وتبارك ومبادئ القراءة والكتابة واكتفى بهذا القدر حتى سافر إلى الجندية عام 1370.

حين تسلم عمله كجندي لم يكن مستواه التعليمي يتعدى الأول ابتدائي .
وهو عصارة علمه الذي تلقاه في كتاتيب القريه لكن نفسه ظلت تهفو إلى العلم وتتوق إليه رغم عمله قي ذلك الوقت ولأنه أدرك أن المطالب لا تدرك بمجرد هوى أو عاطفة بل لابد من بذل الأسباب و التضحيات في سبيلها
وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا...
عرض على والده رغبته الحقيقية في طلب العلم وأبدى استعداده للجمع بين أعمال الجندية وبين الدراسة وكان اختيارً ا شاقا ولكنه رغم ذلك كان يجد فيه لذة عارمة لأن فيه تحقيقا لحلمه وتحديا لذاته الطامحة نحو العلا ... وقد كان أحيانا في فترة مناوبته ليل يحمل كتبه للإ ستذكار تحت ضوء الفوانيس في الأسواق مغالبا نوبات النعاس اللذيذة التي كانت تهجم عليه من شدة الإرهاق نتيجة الجمع بين الجندية والإستذكار .

في عام 1376اتخذ صاحبنا قرار جريئا كان بمثابة منحى جديد في حياته ألا وهو الإستقالة من الجندية والتفرغ تماما لدراسته
وإذاكانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام

سافر إلى المعهد العلمي في شقراء على ظهر سيارة محروقات (وايت )وانتظم في دراسته رغم الغربة والبعد عن الأهل والأحباب .
تخرج من معهدها بتفوق والتحق بكلية الشريعه بالرياض عام 1382ولأن الفرص تبحث دوما عمن يستحقها فقد وقع الإختيار عليه ليكون مدرسا في معهد أبها العلمي رغم انه كان مازال في السنة الثانيه بكلية الشريعة بالرياض حمل صاحبنا كتبه ومذكراته حيث واصل التدريس والدراسة في آن واحد حيث كان يقوم بتحضير الدروس للطلاب وتصحيح الدفاتر والواجبات فإذا انتهى قام بمذاكرة دروسه الخاصة .

كما أنه عمل مديراً لمعهد نجران بعد ذلك ,وبعد أن حصل على الشهادة الجامعية من الرياض رغب بمواصلة دراسته العليا فتقدم بطلب إلى جامعة الأزهر لمواصلة الدراسة في كلية أصول الدين فحصل على الماجستير والدكتوراه وعاد إلى الوطن عام 1393 بعد أن حقق حلمه ونهل من أنهار العلم التي كانت نفسه عطشى لها.

تم تعيينه استاذ في كلية لبشريعه في مجال تخصصه في التفسير وعلوم القرآن وفي نفس الوقت اتجه إلى التأليف لان مشاعر المسلم الحقيقي كانت تجيش في نفسه بسبب الحوادث والفواجع التي تصيب المسلمين .

تم اختياره لمنصب عميد شوؤن المكتبات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
ثم عميدا لكلية الشريعة وأصول الدين بأبها وعضوا بمجلس الشورى .
ألف العديد من الكتب وألقى العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات الشعريه واللقاءات الإسلاميه والأدبيه سواء داخل المملكه أوخارجها كما قام بتأليف اثني عشر كتابا مابين دراسة علميه وديوان شعروسيرة ذاتية .

جنديا كان في الثانيه والعشرين من عمره حين بداء بتحقيق حلمه رغم كل الصعوبلت في طريقه لم يتوقف حين بداء لأنه لم يبداء إلا لأنه آمن بأنه لن يتوقف مهما كانت الصعوبات !
بُعد الأهل ..بداية متأخرة في العلم ..جمع بين التدريس والدراسه ...صعوبات ماليه ..سفر ألى بلاد غريبة ....!
كلها مجتمعه لم تثني صاحبنا من تحقيق حلمه الذي حلق به من جندي إلى دكتور !
إنه الدكتور / زاهر بن عوض الألمعي الديب السعودي والأكاديمي المعروف!
اتمنى أن تمنح هذه القصة بعض الألهام والحماس للشباب اليائس رغم توفر كل الظروف من حوله !
يالله يالعسكريين تحمسوا من حقكم والله إخترت الموضوع هذا عشانكم خاصه وللي بالمنتدى عامه..
شدوا الهمه ياحلوين يالله القطار لا يفوتنا زي ما فات غيرنا..علماً إنه ما فات أحد لاكن زي ما يقولوا هم ..
أخوكم ولد غامد107