تساؤلات في ادارة الأعمال بين الممكن و المحال و غربلة الغربال

[الليث الجريح]

كنت قد قرأت قبل فترة وجيزة ما يدور في المنتدى حول إلغاء تخصص إدارة الأعمال لمنتسبي عام 2011، لعلها كانت للبعض صدمة و ربما تعدى ذلك حد تلك الصدمة ليتجاوز نسف جزء من رغباتنا و طموحاتنا التي باتت تحت ركام الآسى و الحزن على تلك الخواطر الجميلة و الأحلام الوردية و القصائد الشاعرية التي كنا نتغزل بها بذلك التخصص الجميل.

إن تجربتي في القطاع الخاص وفي المجال الإداري حتمت علي أن أبحث عما أميز به نفسي في خضم تلك الموارد البشرية المنتجة في ذلك المجال و لكنن أعتقد أن ذلك الحلم بات كابوساً بسبب ذلك القرار، و الذي أعتبره من وجهة نظري لايصب في المصلحة العامة لتطوير القطاع ناهيك عن سعودته و إيجاد الكوادر المؤهلة ذات الكفاءة العالية لذلك القطاع.

دعوني أقف برهة موقف المقارن بين التخصصين الادارة العامة و ادارة الأعمال! لعله من الملاحظ و من وجهة نظري الخاصة أن مسارات تخصص ادارة الأعمال اكثر و تعتبر القاعدة الريئسية لكثير من القطاعات في الأعمال التجارية في الوقت الراهن بل تعتبر عصبها و نبض فؤاد تلك القطاعات فبه تسير و تدار.
دعونا الآن ننظر إلى قسم الادارة العامة ذو التخصصات القليلة و التي تعد على أصابع يدك الواحدة و معظمها تخصصات لا تغني و لاتسمن من جوع فهى لاتشبع نهم من مارس الادارة لسنوات طويلة و عانقت خبرته الواقع دهوراً مديدة و على الصعيد الآخر فهي لا توفر أيضاً للمبتدئ ذو الخلفية الادارية البسيطة مجالا رحبا للابداع و التميز إطلاقاً.

فمسار التطوير والتنظيم الإداري مثلاً، يستند إلى وجود خبرة إدارية واسعة تمتد إلى عشرات السنوات حتى تصبح مطوراً للأعمال و منظماً لادارتها و أنى لك هذه الخبرة و أنت على أعتاب السنة التحضيرية؟؟!
أما مسار إدارة الخدمات الصحية فهنا اسمحوا لي أن أنفجر ضاحكاُ ! فكيف يتخصص في هذا المجال من لاناقة له و لا جمل بالعلوم الصحية أليس من المفيد أن يدرج ضمن برنامج الماجستير لتطوير مدراء القطاع الصحي، و في حقيقة الأمر كلا التخصصين لا يعتبران بداية لطالب مبتدئ في علم الادارة و كلاهما لابد أن يستند إلى خبرة في هذا المجال. أما عن بقية المسارات في هذا القسم فجميعها تصب في مصلحة القطاع العام و الذي أنصح مرتاديه منذ اليوم أن يجهزوا طلبات الوظائف و يدرجوها في ملف لونه كلون منتدانا الموقر و يتزودا بفيتامين "و" فما أطول صفوف الانتظار و لكن كن متفائلاً فأمامك أربع سنوات.

ثم بعد ذلك كله ما الحكمة من إلغاء ذلك التخصص؟؟ و ماهي الدوافع؟؟ سؤالٌ مازلت أبحث له عن إجابة و مازالت تراودني إجابة مالبثت أن أطردها كلما جالت بخاطري؟؟؟ ترى هل تم إلغاؤه لارتفاع عدد الراسبين مثلا؟؟
و لكن أكلُ أصابع اليد سواء؟؟ ثم لماذا لا يتم التقسيم بناءً على معدلك الفصلي في السنة التحضيرية أو إذا أردتم أصحاب القسم العلمي أن يرتادوه فعليكم فعل ذلك منذ البدء مستندين إلى التخصص في شهادة الثانوية العامة؟؟
أتساءل عما يكون يجول في خاطر متخذ القرار؟؟ ماهي المعايير التي استند عليها ياترى؟؟ أم تراها خاطرة و وضعت في الغربال كما أشرت في عنوان المقال !!!
أسئلةً تبقى إجاباتها في متاهات متخذي القرار و محال أن ترى النور... ليتقطع القلب حسرات بعد حسرات و يبدأ نزف العقول من جديد و إجبارها على اتخاذ قرارت لا تفيد..فما أحوج الفقير إلى أن يأكل بنهم من أي طعام يقدم إليه لأنه و للاسف لم يكن له الخيار يوماً ليأكل مايريد.