جامعة بلا تدخين أم طلاب وطالبات بلا عقول!!!

[بحر الحرية]

بسم الله الرحمن الرحيم

جامعة بلا تدخين ، مشروع ولا أروع ، وجد نجاحا هائلا خصوصا في الآونة الأخيرة ، ومن هول نجاح هذا المشروع أقيمت من لأجل عينيه مسابقة كبرى بعنوان:

" المسابقة التوعوية الكبرى الأولى جامعة بلا تدخين "

ورصدت له جوائز هائلة ، على النحو التالي:

المركز الأول: صاروخ من نوع ديسكفري.

المركزالثاني: طائرة خاصة.

المركزالثالث: يخت بحري .

المركزالرابع: فيلا متواضعة على بحيرة الأربعين.

وبقية الفائزين: علبة مناديل كلينكس أو فاين على حسب + عود آراك + قارورة موية أبو ريالين + حبة حلاوة غندور مصاص.

ولكني بصراحة ؛ وقفت وقفة الحائر؛ لماذاأقدم القائمون على المسابقة بتصعيب الأسئلة لحد الجنون؟!! هل لأن الجوائز فعلا ذات قيمة ، ويريدوك تستشعر فعلا أنك حصلت على شيء ثمين؟!! أم لأن عقولنا بلغت أعلى مراقي الذكاء ويريدون استنارة هذه العقول بما ينفعها طبعا؟!!! أم لحاجة في نفس يعقوب قضاها؟!! الله أعلم

فقد قضيت سنينا من عمري لأحلها !!، وسافرت لبغداد بحثا في الإجابة على سؤال لا حل له إلا عند والي بغداد ، ولا أخفيكم أنه أكرمني وعرض عليا الحكم لأنه رأى في ذاتي ذكاء خارقا ، وعقلا وقادا ، وهمة عالية ولكن لتواضعي الشديد ؛ رفضت الحكم زهدا في الدنيا!! ولكني فقط أريد الحصول على الجائزة الكبرى للمسابقة!!

وفي سؤال آخر ذهبت لجارنا عوضين في منتصف الليل بحثا عن إجابة له ، وطرقت الباب عليه ولكنه لم يفتح!! فانتظرته واقفا حتى الصباح ؛ فقط لأني أريد الحصول على الجائزة الكبرى!! فاستيقظ حفظه الله وأكرمني بالإجابة على السؤال.

وسؤال ثالث كان جوابه موجودا على سور الصين العظيم ، ولكن بعد سفرتي لبغداد نفد مالي ، وأردت أن أتسلف ، ولكني تذكرت أن ا لسلف تلف ، فلم أدر ماذا أفعل؟!! ولكني كلما أتذكر الجائزة الكبرى تشتعل الهمة في نفسي ، وتوقد عقلي بحثا عن حل.
ففكرت وفكرت ولم أجد إلا أن أذهب للمطعم الصيني ليساعدني في مصيبتي ففعلت!! وقاموا بمساعدتي لأنهم أدرى بما في سورهم ، ولكنهم شرطوا عليّ شرطا !! أن الجائزة الكبرى تكون مناصفة بيننا فلم أدر ماذا أفعل؟!! ولكني تذكرت قول الشاعر:

إذا لم يكن إلا الأسنة مركب * فما حيلة المضطر إلا ركوبها

فوافقت على ذلك ، وعيناي تقطر دما!!

وأكملت مسيرتي حتى حللت الأسئلة كاملة ، وحتى نبت لي قرن في رأسي ، قالوا لي: أنه دليل على حدة ذكائك!! قولوا مشا الله!

وحتى أكون منصفا ، لا بد أن أجعلكم تشاركون برأيكم في مدى صعوبة الأسئلة ، حتى تقفوا معي وتطلبوا من القائمين عليها أن يكرموني بالجائزة الكبرى تقديرا لمجهوداتي في حلها ، وسأذكر لكم بعضا من الأسئلة ، وأترك لعقولكم الحكم عليها:

* السؤال الذي كتب جوابه على سور الصين العظيم كان:
س: رسالة المشروع:
1- جامعة بلا تدخين. 2- بيئة جامعية خالية من التدخين.

* السؤال الذي كان جوابه عند والي بغداد كان:
س: معظم الذين يتعاطون المخدرات كانت بدايتهم:
1- بالتدخين. 2- بمصاحبة رفقاء السوء. 3- جميع ما تقدم.

ملاحظة:
والي بغداد لا يتعاطى المخدرات ولكن ذكاؤه الخارق ودعوة أمه له جعلته يعرف الجواب الصحيح ويدلي به.

* أما السؤال الذي لا يعرف جوابه سوى جاري عوضين فكان:
س: قال تعالى: " ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث... " سورة:
1- الأعراف. 2- الأنفال. 3- الدخان.

ونهجت بقية الأسئلة هذا النهج ، ولكن كان المهم لدي أني توصلت لإجاباتها.

عندما كنت طفلا:
كان لدي في مادة القراءة ، مادتي المحبوبة ، التي كان لها الفضل في إثراء قريحتي بالذكاء ، كان يأتي في مواضيعها:
ذهب محمد للحديقة. والسؤال بعدها مباشرة: أين ذهب محمد؟!!

أحمد أخو أسماء وأسماء أخت أحمد والسؤال بعدها: من هي أخت أحمد؟!! ومن هو أخو أسماء؟!!

النجوم تضيء في السماء. والسؤال بعدها: أين تضيء النجوم؟!!

ومع ذلك؛ كنا نرى بأن هذه الأسئلة جدا صعبة ، وكنا نبكي الليل والنهار لأننا لا نستطيع الإجابة عليها.

ومن هنا ، أعتقد أن القائمين على المسابقة أخذوا هذه الطريقة في وضع أسئلتهم حتى نتذكر أيام الطفولة الجميلة ، وكيف أنها كانت صعبة ، وحتى تتنور عقولنا بالمعرفة والعلم فيجب أن يصعبوا الأسئلة ، لنقوم بالبحث والتفكير واستنارة عقولنا لنصل للإجابة!!

أتمنى منكم إخوتي أن تدعموني لأحصل على الجائزة ، ولو حصلت عليها بإذن الله ، سآخكم جميعا معي على متن صاروخي وسأجلسكم في النصف المخصص لي لأن الصيني اشترك معي في النصف الآخر ولا أستطيع أن أجحف حقه.


يارب تكون الفكرة وصلت....

تحياتي لكم جميعا؛؛

بحر الحرية

الأربعاء: 3 / 6 / 2009 م