موقف في الجامعة حصل مع احدى الطالبات ..!

[آمال وطموح]

"لكل مقام مقال"

في يوم من الأيام قررت من شدة فضولي أن أدخل إحدى المحاضرات العامة فوجدت الدكتورة قد أصبحت بريطانية قلبا وقالبا ، فهي لا تتحدث بخمس كلمات عربيه حتى تلحقها بمصطلح إنجليزي ولم يكن هذا ما لفت انتباهي إلا أني لاحظت حبها لهم حبا مبالغا فيه حتى أنها تتحدث بنفس أساليبهم وكأني أحضر محاضرة لإنسانة أجنبية عنا للتو تتعلم العربيه كانت قد تقمصت الغرب حتى في أشكالهم ، فأخذت أتحدث بيني وبين نفسي هي ليست فتاة مراهقه حتى يكون كل هذا مجرد تقليد أعمى إنها عجوز كبيرة وهي دكتورة لها صيتها وحجمها ، هل عاشت بالخارج مدة طويلة حتى إكتسبت كل ماهي عليه من الأسلوب وطريقة التحدث والشكل الخارجي عامة أم أنها بقيت مدة بسيطة ولكنها تعبر عن إعجابها بهم بتقليدهم وأخذت أنظر إليها وأنا لا أعي ما تقول لأني لست مهتمه بكلام إنسانه قد ضيعت إعتدادها بذاتها وعروبتها وتقمصت بالغرب فلم أكن أرى سوى فمها يتحرك واترقب حركاتها المضحكه التي بدأت أتعجب منها فتارة تمشي بسرعه للأمام وتارة ترفع قدمها وكأنها تريد إعتلاء منصه غير مرئيه ثم توقف نظري عليها وهي تنظر إلى حذاءها وتتحدث..!
هل تريد إخبارنا عن ماركة الحذاء ؟ أم أنها ستخبرنا عن مغامراتها مع هذا الحذاء فلم أعد أتعجب مما تريد قوله بعد هذا المظهر وتلك الحركات وذلك الأسلوب
وهنا قطعت علي إبحاري في خيالي و التساؤلات التي ظهرت لي بسؤالها العجيب حقيقه..!!

" من منكم تريد أن تكون جزمة ؟ "

هنا ظهرت فوق رؤوس الفتيات اللواتي يحضرن تلك المحاضرة علامة استفهام ضخمه كانت تكبر وتكاد تنفجر في وجه تلك الدكتورة وأنا حقا كنت مذهوله من سؤالها حتى أني وضعت يدي على حقيبتي وهممت بمغادرة تلك المحاضرة التي كان جل هدفها تضييع الوقت وتمنيت أني لم أدخل ذلك المكان واحتقرت فضولي وقد غلا الدم في رأسي وأنا أنتظر بم ستبرر هذا السؤال الغريب العجيب ..
ثم ابتسمت للحاضرات وقالت :
في بريطانيا كنت قد حضرت في محاضرة ببريطانيا لدكتور وقد سألنا هذا السؤال وكان من ضمن الحاضرين فتيات عربيات فبدؤا بشتم ذاك الذي يلقي الدرس وقاموا برميه بأسوأ الألفاظ ومازالوا جالسات ينتظرن أن يخبرهم بالهدف من هذا السؤال (ثم صمتت قليلا وقالت معلقه على الموقف ) أنظروا إلينا نحن العرب إنظروا إلى أسلوبنا وردات فعلنا ثم تابعت فقامت إحدى البريطانيات هناك وقالت أنا أريد أن أكون جزمة ..
فرد عليها الدكتور قائلا : لماذا؟ ..
فأجابته بأن الحذاء شيء مفيد ونستطيع أن نحمي أقدامنا به فلا تتأذى بما قد يوجد على الطريق من زجاج مكسر أو ما شابه ويحملنا في كل مكان نذهب إليه ويساعدنا وبقيت تعدد تلك البريطانيه فوائد الحذاء ..
هنا لم أحتمل أكثر ووقفت وقلت لها (يادكتورة لكل مقام مقال )
شعرت بالحرج ثم عمدت ألا تتناقش في الموضوع لأنه ضدها ولم تدر حوله كثيرا وخرجت منه وتحدثت عن أمر آخر وبسرعه بسرعه أخذت أغراضها وسط ذهول الحاضرات أنهت الكلام بحكمه سخيفه وخرجت وهي تقول ثانكيو ثانكيو ثانيكو تنظر إلى حيث تسير رافعة يدها ملوحة إلينا وكأنها تقول (لا داعي .. لا داعي) ولم تترك فرصة لأحد ليتحدث معها وتظاهرت بالإنشغال وخرجت من القاعه في عجله..!
تحسرت كثيرا عليها فهي ليست سوى ضحية ..
تنظر للغرب نظرة إكبار وحب تراهم ناجحين ماذا يعرفون عن الأخلاق ؟
كيف هو تعاملهم مع رؤسائهم ومن يعزون عليهم ؟
لو لم يكن ذلك الغربي يحتقركم بسؤاله لمَ لم يشبهكم بساعه فالساعه أيضا شيء مفيد ؟
أدركت حينها أنه من أسوء الجرائم التي قد يقوم بها الآباء لأبنائهم هو بالسماح لهم بالدراسه بالخارج في بلاد الفسق بعيدا عن الأخلاق والدين والأدب والإحترام ..
إغرسوا في أبنائكم الإعتداد بالذات .. علموهم كيف ينشرون أفكارهم لا يكونوا متلقين لأفكار الغير قبل أن ترسلوهم إلى الخارج ..!
حديثي مع تلك الدكتورة لم ينته ومهما تظاهرت بالإنشغال ستحين لي الفرصه لأستوقفها ..!