مـاذا سـتـكـتـب للـتـاريـخ طـفـلـتـنـا ؟
شعر
محمد المصيلحي
أواه يا طعنة فـي القلـب سكناهـا ويا دموعا جرت لم تعـزف الآهـا
يا عصر أرصدة أصفارها ازدحمت قارون في بعضها بالغيّ قـد تاهـا
وطفلـة جلسـت والبـرد يلسعهـا تبتاع في جوعها للنـاس حلواهـا
أحاطها البؤس والإصـرار أذهلهـا عن كل ما قد بدا من ضيم دنياهـا
واستجمعت ـوسعها ـما الله فضلها به، وراحت إلى الأحـلام تغشاهـا
ألقت إلى ربهـا .. مـا الله يعلمـه وأشهرت نعلها في وجـه بلواهـا
تخط في دفتر في البؤس شاركهـا والسيف في كفهـا يبكـي لمرآهـا
ووردة خجلت فـي طـي دفترهـا أخفت مدامعهـا والحـزن أبداهـا
ماذا ستكتـب للتاريـخ طفلتنـا ؟ ومن سيقرأ ما خطـت بيمناهـا ؟
الصغيرة العملاقة
لأيام وليال متعددة ظل يطاردها حالما بتصويرها ونشر صورتها على الملأ ليتعلم من درس بطولتها الكبار والصغار. ورغم صغر يديها تخفي هذه الفتاة الصغيرة عمراً وحجماً المخشوشنتين من صعوبة وخشونة الأيام عليها وتخشى عيون الفضول التي ستجرها إليها عين الكاميرا، لدرجة أجبرته على تصويرها عن بعد أكثر من ثلاثين مترا.
الصغيرة التي لم تكمل بالكاد عامها السابع، لم تستسلم لويلات الأيام من عمرها تجلس أمام "بسطة" تبيع عليها بعض الحلويات والبسكويت وتحمل في الوقت نفسه دفترها وكتابها وتحاول تحصيل واجباتها المدرسية أثناء انتظارها للمشترين منها في عرض الطريق، الصورة التي عنونها مصورها الصحافي وسيم خير بك من وكالة الأنباء السورية "العلم والعمل" لتنتزع معانيها جائزة أفضل صورة للعام 2007. في مسابقة اتحاد وكالات الأنباء العربية "علق عليها بقوله أيضا: رغم صعوبة الحياة مازال اليراع يخط دربه نحو مستقبل مشرق"
الصورة تفتح في وجهنا بيتا كبيرا للأفاعي، يشير إلى ان 20% من الأطفال العرب يعملون لإعالة أو للمساعدة في إعالة عائلاتهم الكبيرة.
ومن ملف افاعي الطفولة العربية الكبير أيضا نقرا تقريرا صادما آخر "للمجلس العربي للطفولة والتنمية" يشير إلى ان عدد الأطفال الذين يتسربون من التعليم إلى سوق العمل يسير في تصاعد سنوي بحيث بلغ خلال السنوات الأخيرة نسبة 11 في المائة من قوة العمل الموجودة في السوق. هذا مع الإشارة إلى ان غالبية المنظمات الدولية تشكك في الأرقام العربية حول عمالة الأطفال وتعتبر ان الأعداد تفوق بكثير ما هو مصرّح عنه.
المكافحة الصغيرة، تفتح لنا مصراعي دراسة أخرى لمنظمة العمل العربية في أحد تقاريرها عام 2006 ان 70 % من عمالة الأطفال تتركز في مجال الزراعة والخدمة في المنازل والباعة المتجولين وماسحي الأحذية والتسوّل في الشوارع. اضافة إلى المصانع وحرف الحجارة والبناء وغيرها.
تتقاطع التفسيرات التي دعتنا اليها الصغيرة والمتعلقة بانتشار الظاهرة عند عامل مركزي هو درجة الفقر في المجتمع واضطرار العائلة لإرسال صغارها إلى العمل لتأمين لقمة العيش. وليس بجديد أن أصحاب المؤسسات والمشاريع وأرباب العمل يفضلون هذه العمالة لأسباب تتصل بحجم الأجور المنخفض الذي يدفع لقوة العمل هذه ويقبل الطفل بها.
ترى ألا تستحق مثل هذه الطفلة العملاقة، أن نعلقها جميعا في غرف نوم أطفالنا وعلى أبواب مدارسنا، لكن ماذا ستقول لنا جميعا حين تنظر لنفسها وقد صارت صبية وبأي عين سترانا عندها؟
منقول من الايميل!!!!!