[جرح سرمدي]

الانتظار، ذلك الوقت الذي نقضيه في الترقب .. وقت ضـائع لا يـملك سـوى شفـاعته ُ بأنـّه يـصبح ممـتعا ً عندما يكون ذلك الانتظار هو انتظار شخص ننسـى معه فواصل الوقت .. شخص ٌ أنسى أنا معه فواصل الوقت .. أنسى أثناء انـتظاره بأنـّه ليس هنا .. فأتحد ّث ُ أليه أو أتدرب على الحديث اليه و اعيد و أكرر و أضحك لشغبي الطفولي .. أجهـز قائمه بالأشيـاء التي سـنتحدث بها محاولة ً ألا افسـح مجالا ً للصـمت بأن يراقبني أو يلبكني .. أراقب تفاصيله قبل مجيئيه فأسـمح لنـفسي بأن أدخل الى خزانته و انتقي ألواني و أبدأ برسـمه لوحة ً ذات تفاصيل خاصة و رائحة ٍ خاصـة .. فأتأكـد من ثنيات القميص و انحنائته .. أداعب تسـريحه شـعره بفرشاتي و أترك على عنقه لونا ً ذو رائحة تشـبه عينيه ِ..
أضيـف في بعض الأحيان ربطه عنـق ٍ تطفي على جلسه ِ الانتظار أجواء ً كلاسيكيـة ً و رسميـة ً تجعلني أرتب فسـتاني مرارا ً و اتأكد من تـسريحه شـعري بين الحين و الآخر .. و بذلك في كلّ مرّه يتأخر فيها أضيف لونا ً آخرلانتظاره فيـصبح هنـاك متـعه ٌ أكبـر للتفاصيل بكل ّ مساحاتها و ألوانها وشغبها ويصبح قدومـه كقبلة النهاية بين الأمير و الأميرة في القصص الخياليه ; فأنت لا تعرف ان كان يجب في تلك اللحظه أن تفرح للنهاية السعيده أو تشتاق لمتعة ما لديك من انتظار ..

كم أكرهـ الأنتظار