أخي\أختي
هل تفكّرنا يوماً في سعادة خالية من الأكدار ؟!
هل تفكّرنا يوماً في سعادة أصفى من الدموع ! وأنصع من اللبن الضروع ؟!
هل تفكّرنا في حياة لا شقاء فيها؟! ولا سقم! ولا جوع ! ولا حزن! ولا نصب ؟!
حياة لا موت فيها! حياة تحيا فيها روحك ويحيا بدنك!
حياة سعى من أجل تحصيلها الأحياء! أحياء القلوب! لا أموات القلوب! إنها الحياة الأبديّة في دار القرار .. ومنازل الأبرار ..
حياة ينسى صاحِبها الشقاء .. وتُزفُّ إليه السعادة صافية غرّاء ..
أحبتي ..
أتدرون أين هذه السعادة الخالية من الآلام والأحزان ؟!
أتدرون أين هذه السعاة الكاملة ؟!!
( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلّونَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهبٍ وَلُؤلُؤاً وَلِبَاسُهُم فِيْها حَرِيرٌ * وَقَالُوا الحَمْدُ لِلّهِ الذِي أَذْهَبَ عَنّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الذِي أَحَلّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ) [ فاطر]
تالله لو شاقتك جنان النعيم
لطلبتها بـنفـائس الأثـمانِ
يا سِلعة الرحمنِ لستِ رخِيصة
بل أنتِ غالية على الكسلانِ
إنها الجنة..
دار النعيم .. ودارُ المُقامة .. ودارُ السرُور
بأي وصف أصف لكِ الجنّة ؟! وهي النعيم الذي لا يُدرِكُه إلا مالِكُ النِعم تبارك وتعالى ..
أما رأيتِ أُخيّه كيف وصف الله تعالى جنّاته وما فيها من النعيم الكثير ؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( قال الله تعالى : أعددتُ لِعِبادِيَ الصالِحين مالا عين رأت ! ولا أذن سمِعت! ولا خَطَرَ على قلبِ بشر! ) فاقرؤوا إن شئتم : '' فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَآ أُخْفِيَ لَهُم مّن قُرّةِ أَعْـيُن '' ) رواه البُخاري ومُسلم
.. إنها الجنة ..
تلك السِلعة الغالية!
إنها الجنة .. تلك التجارة الرابحة !
إنها الجنة .. بذل الصالِحونَ مهْرَها في دارِ الدُّنيا قبل الرحيل ..
يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام ( من خاف أَدْلَجَ ومن أدْلَجَ بلغ المنزل , ألا إن سِلعَة الله غالِيةٌ ألا إن سِلْعَة اللهِ الجنّة ) رواه الترمذي / السلسلة الصحيحة :2335
إذا كان حُبّ الهائِمِين من الورى
بليلى وسلمى يسلبُ اللبّ و العقلا
فماذا عسى أن يصنعُ الهائِمُ الذي
سرى قلبه شوقاً إلى العالم الأعلى
الجنة ..
لا مثل لها.. إنها فوق ما يخطرُ بالبال .. أو يدور في الخيال .. فليس لنعيمها نظير
نور يتلألأ .. وريحانة تهتز .. و قصر مشيد .. ونهر مُطّرد .. وفاكهة كثيرة .. في مقام أبداً في حبرة ونضرة .. في دور عالية سليمة بهيّة ..
فلله مـا في حشوِها من مسرّة
وأصـنـاف لــذّات بـها يُتنـعّمُ
ولله بـرد العيش بين خِيامِها
وروضاتِها والثغرُ في الروض يبسم
ولله أفـراح المُحِبّين عندما
يُـخـاطِبُهُم من فَوقِـهم ويُسـلِّـمُ
هل خطر ببال أحدٍ منّا فوات الجنّة والحرمان منها ؟
هل يمكن تصوّر ذلك الحال ؟
وقانا الله من ذلك بفضله ورحمته
فقد كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على القبر يبكي حتى يبلل لحيته ويقول ( لو أنني بين الجنة والنار ولا أدري إلى أيهما يُأمر بي لاخترت أن أكون تُراباً قبل أن أعلم!! )
إنها الجنة..
دار الأولياء .. وموطن الأتقياء .. ومنازل السعداء ..
سُئلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بِناء الجنّة فقال ( لَبِنةٌ مِن فضّة ولَبِنة من ذَهَب! ومِلاطُها ( المادة بين اللبنتين ) المِسك الأذفر! وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت! وتُرْبَتُها الزّعْفران! من يدخُلها يَنْعَمُ لا يَبْأس! ويخلُدُ لا يموت! ولا تبلى ثِيابهم! ولا يفنى شبابهم! ) ..رواه الترمذي وأحمد.
إنها الجنة..
أخبرنا الحبيب عليه الصلاة والسلام أن لها ثمانية أبواب ..يقول عليه الصلاة والسلام ( في الجنّة ثمانية أبواب , فيها باب يُسمّى الرّيّان لا يدخله إلا الصائمون ) رواه البخاري ومُسلم
فيا لسعادة الصائمين يوم يدخلون من هذا الباب ثُمّ يُغلق من بعدهم فلا يدخله أحد سواهم! فما أربحها من بضاعة ,, وما أسعدها من ساعة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي في الجنّة : يا عبد الله هذا خير , فمن كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة , ومن كان من أهل الجهاد دُعِيَ من باب الجِهَاد , ومن كان من أهل الصدقة دُعِيَ من باب الصدقة , ومن كان من أهل الصيام دُعِيَ من باب الريّان ) قال أبو بكر الصديق : يا رسول الله ما على أحد يُدْعى من تلك الأبواب من ضرورة! فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كُلّها ؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعم , وأرجو أن تكون منهم ) رواه البُخاري ومُسلم
أُحبتي ..
هنيئاً لتِلك الوجوه يوم أن تُحشر إلى دار السعادة
فتستقبلها الملائكة ( سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) [ الزمر]
فإذا دَخلوا تحقق يومها الوعد الصادِق
( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُرِهِم مّن غِلٍّ إِخْوَانَاً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِين ) [ الحجر]
..
فإذا قرّ القرار بأهل الجنةّ , ورأوا ما فيها من النعيم الذي لا يُحصى! نادى منادٍ ( إن لكم أن تصحّوا فلا تسقموا أبداً! وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً! وإن لكم أن تشُبُّوا فلا تهرموا أبداً! وإن لكم أن تنعموا فلا تبْأسوا أبداً ! ) فذلك قوله عز وجل ( وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الجنّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُم تَعْمَلُونَ ) [الأعراف] .. رواه مسلم
أشجــــــــــار الجنة ..
ما أروف أشجار الجنة ! وما أمتع ظلّها! وما أحسن منظرها! ( إِنَّ لِلمُتَّقِينَ مَفَازَا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابَا ) [النبأ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( ما في الجنة شجرة إلا وساقُها من ذهب ) رواه الترمذي / صحيح الجامع:5647
وقال عليه الصلاة والسلام ( إنّ في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلّها مائة عام لا يقطعها! واقرؤوا إن شئتم ( وَظِلٌّ مَمدُود ) رواه البخاري ومسلم
غُرف الجنة وقصورها..
أخيه .. وأما غُرف الجنة وقصورها فقد فاقت الوصف بِناءً وَجمالاً! ( لَكنِ الذِينَ اتَّقَوا رَبّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِهَا غُرَفٌ مَبنيّةٌ تَجرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ المِيعَادَ ) [الزمر]
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( إنّ في الجنّة لغرفا يُرى ظهورها من بطونها! وبطونها من ظهورها! ) فقام أعرابي فقال : لمن هي يا نبي الله ؟! قال : ( هي لمن أطاب الكلام , وأطعم الطعام , وأدام الصيام , وصلّى لله بالليل والناس نِيام ) رواه الترمذي وأحمد / صحيح الجامع:2119
..
ما أسعد السُعداء وهم يطوفون في تلك الغُرف والقصور .. والكل بنعيم الله مسرور .. قال صلى الله عليه وسلّم:
( إن للمؤمن في الجنّة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوّفة! طولها ستون ميلاً! للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً! ) رواه البخاري ومسلم
..
كيف أنتم في دار الدنيا إذا كنتِ في قصر جميل قد حُفّت به الحدائق الوارفة الجميلة! وجرت جداول الماء تحت أشجاره! وغرّدت عصَافيره! وسرت نسماتٌ ليّنة فلامستِ الأشجار! وهبّت نحوكَ وقد مُزِجت بعبير الأزهار! كيف بكم و أنتم وقتها؟!
ما أظنّكم ستفيقون بنشوتكم مما حولكم إلا على يدٍ تَرْبُتُ على كتفكم!
أخي/ أختي ..
إذا كانت هذه هي جِنان الدنيا الفانية ! فكيف بجنّة الله تعالى ؟! التي أخبركِ الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن فيها ( ما لا عينٌ رأت ! ولا أذنٌ سمِعت ! ولا خطرَ على قَلْبِ بشر! ) رواه البخاري ومسلم
الله أكبر!
ما أسعد أولئك الداخلين جنات الله تعالى!! الفائزين برضوانه الأكبر!!
جعلني الله وإيّاكم في زُمرتِهم بِمنّهِ وعظِيمِ لُطفِهِ وإحسانِه .
أنهــــار الجنة..
يقول الرب تبارك وتعالى ( مَثَلُ الجَنّة التِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أنْهَارٌ مِن مّاءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبنٍ لَمْ يَتَغَيّرْ طَعْمُهُ وَأَنهَارٌ مِن خَمْرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ وَأَنهَارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرةٌ مِن رَبّهِمْ ) [ محمد

]
إنها أنهار ليست كأنهار الدنيا التي نعرِفُها ! فهي أنهارٌ تفيض بأحسَنِ ما تشتهيه الأنفس .. من ماء طيّب! ولبن شَهِي! وخمر ليست كخمر الدنيا! وعسلٍ أكرم به من عسل! لا عسل كعسل الدنيا .. وصفه تعالى بأنه مُصفّى ! إذ أن كُلّ ما في الجنّة لا كَدرَ فيه!
.. واعجبي معي! .. إنّ أنهار الجنة لا تجري على أخدود كأنها الدنيا! – والأخدود : شق مُستطيل في الأرض تجري فيه الأنهار والسيول –
وقد سُئل ابن عبّاس – رضي الله عنهما – عن أنهار الجنة : أهِيَ تجري غفي أُخدود؟! فقال : ( لا ولكنها تفيض على وجه الأرض ! لا تفيض هاهنا ولا هاهنا! )
الله أكبر
تبارك الله الذي أحسن كل شيء خلقه .. جلّت قدرته عن الوصف .. وإذا أراد شيئاً قال له : كُنْ فيكون!
أنهارها في غير أُخدودٍ جرَتْ
سُبحانَ مُمسِكِها عن الفيَضانِ
من تحتهم تجري كما شاؤوا
مُفَجّرة وما للنهر من نُقصانِ
أحبتي..
بقِيَت لذّة لأهل الجنّة لطالما عَمِل لها العامِلون !!.. و ذاب شوقاً لها المتقون !!.. فهي لذّة اللذّات!! وغاية الأمنيات!! .. إذا نالها أهل الجنّة نسوا ما هم فيه من النعيم! فما ألذّها لهم في جنّات النعيم!
إنها اللذة الكبرى ! والنعمة العُظمى ! أجلُّ ما فاز به أهل الجنان! .. وأعظم ما ناله أهل الإيمان!
إنها ..
رؤيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـة الله .. تبارك وتعالى !!
فما أسعد أهل الجنّة يوم يناديهم منادٍ – كما في الحديث - ( يا أهل الجنة إنّ لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه! فيقولون : وما هو ؟! ألم يُثَقّل الله موازِيننا ؟! ويُبيّض وجوهنا ؟! ويُدخِلنا الجنّة ؟! ويُنجِنا من النار؟!
قال : فيكشف الحجاب! فينظرون إليه! فو الله ما أَعطاهم الله شيئاً أحبّ إليهم من النظر – يعني إليه – ولا أقرّ لأعينهم ) رواه مسلم والترمذي وابن ماجه . وفي رواية لمسلم : ثم تلا هذه الآية ( لِلّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) [يونس]
وجاء عن ابن عبّاس – رضي الله عنهما – ( الحسنى) : الجنة , و (الزيادة) : النظر إلى وجهه الكريم .
فما أسعد تلك النفوس يوم القيامة ..
حينما تفوز بالنظر إلى ربها تبارك وتعالى! فتزداد نضرة وبهاءً! ( وُجُوهٌ يَومَئذٍ نَاضِرَة * إِلى رَبِّهَا نَاضِرَةٌ )
..
ألا تستحق تلك الجنة منّا تضحية هي أهون من ذلك؟ !!
من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه ..
ألا تستحق تلك الجنة أن نكف أنفسنا بترك بعض شهواتنا المحرمة رغبة فيما ينتظرنا من النعيم المقيم ؟
ألا تستحق تلك الجنة .. أن نجاهد أنفسنا في طاعة الله ومرضاته ؟!!
الجنة سلعة الله الغالية ..
مهما عمل الإنسان في هذه الدنيا فإن الجنة أغلى وأعلى من أن يبلغها , فليس العمل هو ثمن الجنة فلو لم يكن إلا أن عمل العامل في الدنيا مهما بلغ ينقطع ونعيم الجنة باقٍ أبداً لا يفنى ولا يبيد (( والله لن يدخل أحد الجنة بعمله )) هذا ما قاله المصطفى عليه الصلاة والسلام فقالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )
فأعمالنا الصالحة سبب لنيل رحمة الله التي هي السبب الحقيقي لدخول الجنة قال تعالى ( إنَّ رَحمَتَ اللِه قريبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ ) [لأعراف : 56]
كيف دخل أهل الجنة .. الجنة ؟!
أما أهل الجنة فقد دخلوها برحمة الله ثم بالحرص على الأسباب الموصلة لها , وأعظم تلك الأسباب .. مفتاح الجنة : التوحيد ..
أما أصحاب الحسنى وزيادة فهم الذين بربهم يؤمنون ولا يشركون .
وهم من خشيته مشفقون ..
استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة , وأنفقوا سرّاً وعلانية .. في السراء والضرّاء
على صلاتهم دائمون , وهم في صلاتهم خاشعون .. وهم على صلواتهم يُحافِظون
كانوا يفعلون الخيرات .. وقلوبهم وَجِلة من أن يردهم ربهم ( والذِينَ يُؤتُونَ ما آتوا وقلوبهم وَجِلةٌ ) [ المؤمنون : 60]
( وَالذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثمِ والفَواحِشَ وإذا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) [ الشورى 37]
إنهم ( الذِينَ إذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُم وَإذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُم إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهم يَتَوَكّلُونَ) [ الأنفال:2 ]
ولطالما جاهدُوا أنفُسَهُم على الصيام والقِيام , تَعِبَت أجسادُهُم مِنَ الجوعِ والسهر , ولم يُلهِهم طول الأمل ,عبراتُهُم تجرِي وفي قُلُوبهم مُعتبر
كثُر استِغفارهم فحُطّت خطاياهم .. وكلّما طلبوا من ربهم أعطاهم , فسُبحان من اختارهم واصطفاهم .
إنهم عباد اللهِ المُخلِصون.
إنهم أقوام يقطُرون نزاهة .. أفئدتهم مثل أفئدة الطير من الرقة ..فيهم الذين ( لا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ).
مُتحابّون في جلال الله , فيهم صاحب القرآن يقرأ ويرتل ويرتقي .
فيهم تارك المِراء ولو كان مُحِقّاً , وتارك الكذب ولو كان مازِحاً , وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلُقه .
فيهم من أطعم الطعام , وأفشى السلام , وصلّى بالليل والناس نِيام
خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى .
جًنّة ربي ( لِكُلّ أوّابٍ حَفِيظٍ * مّن خَشِيَ الرّحْمن بالغيبِ وَجَاءَ بِقلْبٍ مُنِيبٍ ) [ ق : 32 – 33 ]
عيونهم تبكي من خشية اللهِ , ولِسانُ حالهم يقول ( إنّا نَخَافُ مِن رَبّنا يَوماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ) [ الإنسان : 10] فتأتي الإجابة ( فوقاهمُ الله شرّ ذلكَ اليومِ ولقّاهم نضرة وسُروراً ) [ الإنسان: 11 ]
فهل من مُشمّر إلى الجنة ؟
لتقولوا أحبتي .. أنا المشمرإن شاء الله ,, واستعينوا بالله , وليس معنى هذا ترك الدنيا , إنما كما أخبر الله تعالى فقال ( وابْتَغِ فِيمَا آتاكَ اللهُ الدارَ الآخِرَة ولا تنسَ نصِيبَكَ مِنَ الدُّنـيا) [ القصص : 77 ]
فالعاقل من جعلَ الدنيا مزرعة للآخرة , وخالف هواه , فما أهلَكنا والله إلا طول الأمل و اتباع الهوى , نعوذ بالله من غلبة الهوى فإنه يصد عن الحق , ومن طول الأمل فإنه يُنسي الآخِرة , فإن الراحة ليست هُنا فالدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء .
سأل عبد الله والده أحمد بن حنبل : يا أبتاه متى نرتاح ؟ فقال : لن ترتاح يا بني إلا مع أول قدم تضعها في الجنة .
نسأل الله النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول , بِمنّة وكرمه وهو خير مسؤول .
المراجع :
كتيب الملك الكبير .. تأليف الأستاذة أسماء بنت راشد الرويشد
كتيب تلك الجنة .. إعداد حسن بن محمد آل شريم
منشورة الجنة منزل السرور ودار الحبور ..إعداد أزهري أحمد محمود
منقول