علي سعد الموسى
قاتل أختيه
أكتب اليوم وقد استكملت ما استطعت من قراءة ردود أفعال الجمهور الكريم على الجريمة الإنسانية لقاتل أختيه كي يغسل شرفه. والمبهج في ثنايا هذه المأساة أن مجتمعنا متعاطف مع الضحية وقد لمست هذا عبر مئات التعليقات الإلكترونية التي تداولت القصة. هذه الأسرة الكريمة المكلومة تحتاج من الجميع كل المؤازرة والتكاتف. تحتاج الدعاء للميت واللطف للحي. هؤلاء يجب أن يشعروا منا جميعاً أننا معهم في قلب المأساة وهؤلاء يحتاجون من كل ضمير حي أن يقف معهم بكل الدوافع الإنسانية. هناك أب لن يزول من خياله ولن يمسح ذاكرته من قصة المشهد الأخير لحياة ابنتين، وهناك أم ستأخذها ذكريات الحياة إلى كل خطوة ورائحة وأثر ودمعة وابتسامة كانت لحياة طفلتين وكانت أيضاً لخطأ مراهقتين.
إخواني وأخواتي: من كان منكم بلا خطيئة فليعلن تحت هذا المقال أنه بلا خطيئة. ولو أننا أتبعنا كل خطيئة برصاصة إلى جسد المخطئ لربما كانت حاجتنا إلى الرصاص بأعداد الملايين. ومثلما كانت قصة هذا الإسلام العظيم هي المغفرة والتوبة، مثلما هي قصته الكبرى في العفو والصفح والتسامح، مثلما هو أيضاً منهجه في الستر وحفظ أعراض الناس. بدأ هذا الدين بروحانية الإنسان واكتمل بالتشديد على عصمة الدماء وكان حفظ الأنفس من أجل الحياة أول مقاصد هذه الشريعة. القصاص لولي الأمر ولرأي العلماء وقرار القضاء ولكم أن تتدبروا معنى الحياة التي يريدها هذا الدين العظيم وهو يقرن القصاص بالحياة في آية كريمة واحدة.
وذات مرة دعيت إلى زيارة سجن مدينتي وخرجت منه وحيداً منتصف ذلك المساء وفي الظلام الحالك كانت الأضواء تسلط إشعاعها على الآية الكريمة في قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله". وحين قرأت هذه الآية أيقنت أنه إن لم يكن لي من كل حروف الأوراق على هذه الأرض إلا هذه الآية لكفت. أحياناً أشعر كيف يكون الإنسان أغلظ من رحمة الرب وأقسى من عفوه وصفحه، وأكثر تجافياً منه سبحانه وتعالى وهو الذي قبل توبة جانحة مسلمة قال عنها نبيه الكريم: "إنها تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لكفت". أكتب اليوم وأنا محبط، علّ بعض الحروف تبعث أملاً في هذا المجتمع المخيف.
الوطن
http://www.alwatan.com.sa/news/write...12746&Rname=22
هدا كلام واقعي جدا,,,لمرحلة مابعد الحادثة
اما الخوض في الحادثة فلا يسمن ولايغني من جوع
ونشوووووفكم تاني