[هذيان]

إبراهيم طالع الألمعي .. جريدة الوطن ..



الحياة أنثى


أغلب المسميات العامة الرئيسية من الناحية اللغوية مؤنثات اللفظ، فمثلا: اللغة - الأرض- السماء – الشجرة – الجنة – النار – الحياة – الدنيا – الآخرة.. وأغلب أعضاء الجسم مؤنثة اللفظ حقيقة أو مجازا، فمثلا: اللسان – العين – الأنف – الأذن – اليد – الرجل – الرقبة.. أما في المجال الجمالي فنجد منها: الكلمة – الصورة – اللوحة – المسرحية – القصيدة – القصة – الرواية..
ومن حيث ما نعرفه عن أدق وأقدر وأجمل ما يعمل وينتظم في أسلوب العمل وقوانين الطبيعة وهي (النحل)، تلكم المملكة العجيبة التي تصنع ملكتها ونسميها (البِكر) أو (النَّوب)، إذ بعد عملية اللقاح تبدأ معركة التخلص من الذكور القدامى نهائيا بإبادتها أو تشريدها فتضيع بخروجها من مملكتها وينتهي دورها حتى تُستبدلَ من الجيل الجديد ثم يأتي دور الإعدام بعد اللقاح الجديد وخروج ما فيه بما في ذلك الذكور الجدد الجاهزة للإعدام وهكذا، ونسمي هذه الذكور (العِرَنَة) ج: عِرْن، ويضربُ الناس هذا المثل على الرجل الذي لا يستفاد منه فيقولون: (مثل امْعرن، لا عمل له سوى أكل امْعسل).
أما العنكبوت، فكذلك بمجرد تمام اللقاح تلد الأنثى عناكبها الصغيرة، ثم تبدأ في مطاردة الذكر، غير أن الفرق بينها وبين النحل: أن هذه تطارد ذكرها وصغارها، فتأكل من أدركته وينجو من استطاع النجاة، وبهذا تفسَّرُ العلاقة بين المشركين وآلهتهم في آية العنكبوت (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتَّخذتْ بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)، فالمقصود ببيت العنكبوت (أفراد عائلتها وعلاقة بعضهم ببعض)، لأنَّه ثبت علميا أن بيت العنكبوت (السكن) يساوي ثلاثة أضعاف مثيله من الحديد المطاوع قوةً، وبالتالي فليس الأوهى. وحيوان الرجل يتكون من(xy) وبويضة المرأة من(xx)، فنسبة الأنوثة في مجموعهما 3 من 4. وفكرة البحث العلمي الشهير الذي قرأه الجميع في الإعلام الذي اقتنع ذووه بإمكانية الاستغناء عن الذّكر علميا ذات زمن، وعندما قرأناه صاح أحد الشعراء الظرفاء: (الله لا يلحقني بهاكم الزمن) فأمَّناَّ جميعا خوفا من الإعدام.
ولنا التأمل في عملية الاستنساخ التي يرى البعض أن لها علاقة ببدايـة خلـق الإنسـان، من هنا نصل إلى سـعة الهوة بيـن تفكير وعـادات مجتمعاتنا وبيـن حقائق الحيـاة.
ويا خوفي من أن تصبح الحيـاة (x x ) + (x x) فنصبح عِرَنَةً لا داعي لها!.