ماذا عن عتيبة؟
قرأت مقال الزميل والصديق الحبيب لنفسي تركي الدخيل "تتن ونساء في بريدة " وليعذرني تركي إذ لم أقرأ فيه شيئاُ جديداً غير ما اعتدت سماعه منذ زمن بعيد, من أن بريدة مدينة استثنائية خرج منها العباقرة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وأنها جمعت المتناقضات من عبدالله القصيمي وتركي الحمد إلى حمود العقلا وسلمان العودة و أن أول شيخ ظهر في التلفزيون هو الشيخ عبد العزيز المسند – رحمه الله – وأن تلك " المدينة العجيبة " ستبقى حبلى بتلك العبقريات الفذّة و لن تتوقف عن الولادة, وسلسلة أحاديث المجالس التي ما زال أصدقاؤنا يمطروننا بها كلما سرقنا لحظات نجلس فيها مع الأصدقاء هاربين من أسبوع عمل مرهق, وبمنطق ترويجي على طريقة "يا حول ياللي ما له بريدة".
ليس لدي أي موقف عنصري هنا، ولي من بريدة أصدقاء رائعون كثر, مكانتهم في القلب ترفض الاقتحام وتحارب الغزو الخارجي, وأعتز ببريدة كما أعتز بعنيزة والزلفي ونجران وجيزان ورفحاء والحجاز والأحساء وكل شبر في المملكة، فكلها وطني وكلها عشقي وغرامي, لكني أتساءل بصدق عن هذا المنطق وهذا الطريق المسلوك, إذ هو ليس من اختراع تركي, هل يخدم القضية الوطنية أم أنه يضر بها؟ هل سنفتخر في النهاية بأننا سعوديون؟ أم أننا سنتمنى كلنا لو أننا من أهل بريدة؟ مِن الآخـر: أعتقد أن دعوى احتكار العبقرية تضر بكل شبر من هذه المملكة وأعتقد أن العبقري يمكن أن يخرج من أقصى هجرة في الشمال أو من أبعد قرية في الجنوب. ولأنني وأنا أقرأ هذا المقال شعرت أنني في مقام "تفاخر العرب" الذي أعرفه جيداً, والذي هو جزء من نسق التفكير السائد عندنا ويمارسه الناس بطريقة تلقائية، فقد شعرت برغبة في أن أمارس التفاخر والاعتزاز بشيء يخصني أنا, وبما أنني بدوي أنتمي لقبيلة لا لمدينة فقد شعرت برغبة في الافتخار بقبيلتي وأن أدبج مقالة أمتدح فيها " أيام عتيبة " التي يعرفها كل أهل المملكة من حضرهم وبدوهم و كيف حاربوا الإمبراطورية العثمانية وهزموا إبراهيم باشا شر هزيمة لما اجتاح نجد, وكيف حاربوا كل الزعامات التي كان لها اسم في جزيرة العرب وكيف يطرب الناس لذكر قصص شجاعتهم النادرة واستبسالهم المشهود و جميل شعرهم الذي يدون ذلك التاريخ المجيد, لكنني قبل أن أمضي في هذا المشروع, تذكرت كلمة لشاعرنا الكبير الذي يرقد في مستشفى الملك فيصل بجدة، أعني الشاعر أبا يوسف " محمد الثبيتي " حين قال: "لو شئت لكنت شاعر القبيلة بلا منازع, لكنني اخترت أن أكون شاعر الوطن ". تذكرت تلك الكلمة فتركت ذلك القلم.
المصدر
جريدة
الوطن
بالله ايش رايك يا علي وكتاب كبار يكتبو في جرايد رسمية مثل الكلام هدا؟؟؟؟
ونشووووفك تاني