[هذيان]

خالد اليامي



الشيخ «مدحت» يظهر مجدداً

على الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في المملكة لمكافحة ظاهرة توظيف الأموال، إلا أن الأدوات المبذولة بهذا الصدد غير مفعلة بل والأدهى أن عشرات الضحايا الجدد باتوا يتجنبون الذهاب للأجهزة القضائية خوفاً من تجميد أموال موظفي الأموال لسنوات قد تتجاوز أصابع اليد العشر دون الوصول لحلول جذرية تعيد الحقوق إلى أصحابها.
ومن منا لا يتذكر شخصية الشيخ «مدحت» التي ابتكرها الزميل الفنان حسن عسيري وتقمصها في أحد المسلسلات الرمضانية، وأعظم مخاوفي أن هناك الآن المئات من المواطنين يتغنون بلزمة زميلنا الشهيرة «زحلطن».
أقول ذلك بعد أن شهدت مؤخراً حالات جديدة ما زالت سيناريوهاتها تدار خلف الستار وضحاياها مهددون بين سندان تعنت المستثمر الموظف ومطرقة بطء الملاحقات القضائية والإجرائية.
وما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع الذي شغل الرأي العام لسنوات هو الخطوات الحثيثة من قبل الجهات المعنية مؤخراً لوضع أطر جديدة لتطويق هذه الظاهرة وتلافي استفحالها في ظل ضيق الأفق الشعبي المتعلق بطرق أبواب الاستثمار واقتحام مختلف قنوات العمل الحر.
وحسناً فعلت وزارة الداخلية حين وعدت الجهات ذات العلاقة كوزارة التجارة وهيئة الاستثمار والغرف التجارية بطرح حلول جدية لفتح قنوات استثمارية جديدة أمام المواطنين أو حتى تذليل العقبات التي تقف أمام توسيع رقعة هواة العمل الحر، وإن كنت أرى أنه من الضرورة إشراك وزارة الاقتصاد والتخطيط كلاعب رئيسي في هذه المنظومة ووضعها أمام واجباتها الحقيقية في رسم السياسات والخطط الاقتصادية والتنموية وأن تقول بشكل شفاف وواضح «من هنا منبع الخلل»، فضلاً عن تصميم برنامج إعلامي توعوي تثقيفي يتوازى مع هذه الجهود لضمان إيصال الرسائل لأكبر شريحة مستهدفة.