الحلقة الضائعة انا شفتها في برنامج ماسيطلبه المشاهدون ليلة خميس !!!!
ونشووووفك تاني
|
بعثة «عكاظ»: محمد طالب الأحمدي، خالد الشلاحي، علي الحربي
الأحداث في العيص متسارعة بشكل لم نعتد عليه سابقا، فأي حدث أو حوار أو تصريح نحصل عليه قد لا تكون له أية قيمة بعد دقيقة واحدة فقط، حيث تجدد الأحداث يفرض ذلك، وحدها تبقى القصص الإنسانية، تظل حيوية وديمومتها مستمرة طالما بقيت طلبات الناس في حالة من عدم الاستجابة. قطعنا منذ الجمعة الماضية تقريبا 3 آلاف كيلو متر بين العيص والقرى المحيطة بها، وصولا إلى أملج رصدنا خلالها حالة المواطنين بالكلمة والصورة.
ـ قرية تنام في الخلاء بلا ماء ولا مقبرة
لا نكاد نعود من قرية زرناها إلا ونحمل معنا مفآجات منها، فالجوال في كثير من قرى العيص لا يعمل، ولدى عودتنا؛ يسألنا المواطنون عن آخر الأخبار من أملج والعلا والمدينة وينبع وتبوك، وكأننا قادمون من رحلة لسنوات وجبنا فيها الأرض.
مساء أمس كنا في قرية المجيبرة (التي تبعد 45 كلم عن العيص)، منها 15 كم طريق وعر أهلك الأهالي وأسقط الأطفال من بطون أمهاتهم وقتل أحدهم بعد عملية قسطرة عملها في المدينة حصلت له مضاعفات أثناء عودتهم لقريتهم أدت لوفاته، وآخر توفي قبل بلوغه المستشفى، وغيرها من القصص التي حملونا أهلها نقل معاناتهم بمصداقية.
الماء يبعد عن أهالي القرية أكثر من 35 كلم، وأثقل كاهل السكان، أما المستوصف والجوال وسفلتة الطريق، فهي كالعادة مطالب أساسية لا بد منها.
آخر احتياجاتهم الملحة في أزمة الهزات، خيام تحميهم حرارة الشمس ينامون فيها في الليل، فالسكان في القرية ينامون تحت الشجر بعيدا عن المباني خوفا من الهزات المتكررة التي ضربت آخرها ونحن نصلي العشاء معهم في الركعة الأولى، وشعرنا تحت أقدامنا برهبة الموقف.
القرية المنسية -على حد قول الثمانيني سالم المليحي-، لم يحصل أهلها على الخيام والمستودع الخيري يحيلهم إلى المركز والعكس، كيف لا تكون منسية والمقبرة الوحيدة فيها غير مسورة إلا بالتراب.
ـ إخلاء العيص
تغير الأحداث المفاجئ لم يترك لنا مجالا لسؤال مدير المستودع الخيري عن السبب في ذلك، فقبل توجهنا للقرية الصغيرة كنا نرصد معاناة البعض في العيص من أمام المستودع رغم إغلاقه من قبل القائمين عليه فالجميع مستاء من عدم الصرف.
ولدى سؤالنا مدير المستودع عبدالله معلا عبر الهاتف، أجاب أن هناك اجتماعا بعد المغرب لمناقشة آلية التوزيع الجديدة، لأنهم اكتشفوا أن البعض أخذ أمرا بالإسكان في ينبع، وفي المقابل أخذوا خياما من المستودع الخيري لذلك سيتم التنسيق لمطابقة سجلات المستودع مع سجلات الدفاع المدني لتفادي التداخل.
ولدى عودتنا في تمام الساعة العاشرة تقريبا إلى العيص، وجدنا حركة غير طبيعية، فالتوجيهات صدرت من الدفاع المدني بالإخلاء الاحترازي وأنباء عن أن الهزة الأخيرة بلغت 5,39 وهي أقوى هزة وقتها، في ذلك الحين لم نستطع الاتصال بمدير المستودع لأن الجميع مشغولون بالرحيل المر، وينتظرون حدوث ما لا يتوقعونه خلال دقائق.
مصادرنا وقتها أكدت الإخلاء القسري في العيص، لكن ينتظرون الصباح كي لا يكون هناك هلع وخوف؛ فصوت صافرات الإنذار كما سمعناها وتجولنا معها في شوارع قرية القراصة الأحد الماضي كانت من أكثر لحظات حياتنا رعبا وخوفا باتفاق جميع زملاء تغطية الحدث.
ـ جولة مع رئيس مركز العيص
أثناء جولتنا، نرصد الخارجين من العيص وزميلنا المصور عبدالمجيد الدويني يوثق -بحماس- اللحظات التي قد لا تمر على صحافي إلا نادرا، اتصلنا على رئيس مركز إمارة العيص علي البريكيت، وأخبرنا أن بلاغا باشتباه غازات في أحد أطراف العيص وأنه سيتوجه إلى هناك مع رئيس المجمع القروي مدني محمود، وذهبنا معهم للموقع وفجأة وقبل التحرك، سمعنا أصوات صافرات الإنذار المخيفة من أقصى المدينة تطلق معلنة الإخلاء القسري للعيص.
كان الصمت والخوف والقلق سيد الموقف، وأبلغنا البريكيت أن الدفاع المدني قرر الإخلاء، واتجه لمتابعة أعماله كما ذهبنا نحن نجوب شوارع العيص، حتى وجدنا سيارة الدفاع المدني متوقفة عند مسن يرفض الإخلاء فأقنع الرائد أحمد الزهراني الشيخ رشدان بالإخلاء حفاظا على سلامته وسلامه عائلته.
دار بعدها حوار حول الروائح التي شك البعض بانبعاثها من الأرض، فاذا بأحد خبراء هيئة المساحة الجيولوجية السعودية جمال شوالي يمر في جولة، مؤكدا لنا عدم صحة البلاغ، وطلب منا للتأكد أن نتوجه لأقرب بئر ومشاهدة لون الماء فيها فان كان لون الماء أصفر فالحديث عن الغازات صحيح وإن لم يكن فلا صحة للغازات، وفضولنا الصحافي قادنا للتأكد وشاهدنا الماء بلا لون.
أكملنا جولتنا حتى وصل الوقت إلى الثالثة فجرا متنقلين بين العيص وقراها التي تم إخلاؤها، لرصد الحدث أولا بأول.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0521279170.htm