فلقد كانت لي مخاوفي وشكوكي
فخوفي من ان الفتاة لم يؤخذ برأيها فتعيش معي مرغومة منكوبة
فلا اقدر على اسعادها او عالاقل رسم الابتسامة على شفتيها
وكان خوفي من ان تنظر لي بعين الذل والفقر لأجل منشاتي المتواضعة البسيطة
وهي بنت الاصل والنسب والحسب والجاه
وكان خوفي من قلة زادي ومالي
فما انا الا مجرد صبي اجير عند رجل عزيز
ولا انا بذلك الوسيم صاحب القوام العريض والجسد القويم
فقد كنت عاديا جدا في الشكل والملبس
حتى اني كنت ممتلئ البطن والخدين
لم اكن قبيحا جدا هههههه بمثل قباحة ذلك الرجل
في رواية الجميلة والوحش بتاتا
كنت عاديا جدا
وغيرها وغيرها من المخاوف,,,,,عصفت برأسي وبتفكيري
حتى اتى المخرج
حين بدأ المنادون بالنداء لحج بيت الله الحرام
فقد اشتهت نفسي الرحيل والتقرب الى الله عزوجل
واداء الركن الخامس من اركان الاسلام
فطلبت الاذن من والدتي ومن والدي
فباركلولي الامر
عندها طرقت باب الرجل العزيز
لاسـتأذنه بالرحيل
وكان خوفي ان يرفض طلبي وهو مخرجي
فدعاني الى البيت
وقال لي
يا بني توكل على الله وخذ هدا المال تعين به نفسك
فرفضت رفضا قاطعا
لأن الحج يكون من حر المال وما استطاعت به نفسي
فابتسم وقال
اذا فانفقه لفقراء الحرم,,,,وبارك الله في حجك
ووداعته بحضن,,,,وانطلقت
ومن ربي علي باداء مناسك الحج
وانا في طريقي عائد
كنت لا ازال حائرا في موضوع الزواج من ابنة العزيز
بالجواب بالنفي او بالرضى
وفي احدى الليالي عند عودتي وانا نائم
اذا برؤيا ارى فيها معلم التاريخ يذكر فيها قصة الرسول عليه الصلاوة والسلام
وزواجه من خديجة رضوان االله عليها
وهي سيدة زمانها في المال والجمال
وهو المصطفى عليه الصلاة والسلام مجرد شاب
عرف عنه الصدق والامانة
ومن نسب شريف واصل نبيل
لكن ما فجأني في الامر تذكري لذلك الدرس
في هذا التوقيت وبالشكل الواضح الجليل
فقلت عند صحوتي ماهي الا جواب الاستخارة وقبول العمل
ففرحت واستبشرت خيرا
وعند عودتي الى الديار
استبقلني والدي وكان الرجل العزيز حاضرا
واتى الى منزلنا البسيط
واقاموا العشاء فرحا بوصولنا سالمين غانمين
وكل الدعوات موجهة الينا بقولهم
يا حجي حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور
وسهرنا وتسامرنا الى بلغ الفجر
عندها خلدت الى النوم ولم ابلغ احد عن رؤياي في منامي
فلقد توجهت بعد ظهيرة ذلك اليوم
مباشرة الى الرجل العزيز
وقصصت له من امري
فابيتسم وقال لي
توكل يا بني ودعنا نفرح
فتوكلت على رب العالمين
فلقد كان شوقي يملؤني ولهفتي تغمرني
وتناسيت كل تلك المخاوف ورميتها في محيط النسيان
ووضعت جل همي وتفكيري لها ,,, هيا
وحدث الامر ووقع
وكانت البداية
وتزوجت بها
فكانت في جمالها ,,ياقوتة ومرجانا
وفي خلقها,,,ادبا واستحياء
اذكر ضحكتها,,,,عند محاكاتي لها
واذكر ابتسامتها,,,حين موافقتها عل امر من الامور
واذكر حزنها,,,على غيابي من دون عذر
ذقت معها اجمل اللحظات وعشت معها اروع الليالي
وكما لكل بداية نهاية
ولكل قصة فصول
فقد رزقني الله منها بتوأمين
ذكر وانثى
هما والدك وعمتك
وكبرا الى ان تزوجا
وسافرت عمتك مع زوجها الى مكان ليس بالقريب
واما والدك فقد تزوج وبقي بالقرب مني
يعينني على قضاء حاجاتي
وهذه سنة الحياة
وتلك القصص نداولها بين الناس
لكن كما ان هناك شروق للشمس لابد من غروبها
فغربت شمس الحياة عن جدتك
بعد اصابتها بالتهاب في الصدر
ورحلت
وبقيت وحدي
بعد عشرة عمر من السنين والاعوام
توقف الجد,,,,وانتبه الحفيد الى جده
فقد بدأ بذرف الدمع تباعا
فهذه اول مرة يشاهد فيها الحفيد جده
يذرف الدمع
قام من مكانه مسرعا ومهرولا ,,محضرا كوبا من الماء
ومنديلا
لكن الجد ابى ومسح دموعه بيده المرتجفة وقام من كرسيه
فقال
دعنا نخرج ونشم االقليل من الهواء العليل
وامسك الحفيد بيد جده
واتكأ عليه الجد وبيده الاخرى العصا
خرجا ومشيا مشيا بطيئا
ونفس الحفيد تتساءل عن هذا الحب الوفي
في زمن الغدر والقتل
قال الجد
لعلك تجد في ذرف دمعي عجبا
الحفيد
لاه يا جدي لكنها اول مرة اراك تذرف دمعا
الجد
يا حفيدي ,,ان مسألة الزواج ليست متعة فقط للطرفين
ففهيا سكنى
وملاذ
ووطن
هل لك ان تتخيل غيابها عني بعد ما كانت تملأ قلبي محبة ونورا؟؟؟
هل لك أن تتخيل الوحدة التي خلفتها هيا؟؟؟
هل تستطيع ان تتخلى عن قلبك؟؟؟؟
فلقد سكنت القلب وملأته وكانت دمي التي تجري في عروقي
وكانت انفاسي التي اتنفس بها
وعيني وروحي,,,,,اااااااه
كم افتقدها واشتاق الى رؤياها وهي تضحك امامي
او حين اعود بعد سفر وتستبقلني بحضن حنون
وابتسامة صادقة
هياااا كانت نفسي كلها,,,,,
تعال معي لأريك شيئا
رجع الجد بخفى حنين الى غرفته
وقال لحفيده آتني بذلك الصندوق لأريك شيئا
مرر الحفيد الصندوق لجده
متسائلا عما يريه وعما يخبؤه في هذا الصندوق
وحين فتح الجد الصندوق
انتشرت رائحة عطرة زكية في ارجاء الغرفة
ورأيت كما كبيرا من الرسائل محفوظة بشكل مرتب ومنظم
قال الجد
انظر,,,اني احتفظ بكل رسالة راسلتني بها
ولم ارم بها او اتلفها او احرقها
رغم كل النصائح الموجهة لي بالتخلي عنها
لما تسببه من ذكرى ومن ألم
لكنه الحب والعشق والهوى,,,,!!!
ومرر لي رسالة فيها صورة الجدة رحمها الله
ووردة محفوظة بوسطها
قال لي الجد
هذه منها
كانت اول وردة تهديني هيااااا
ونشووووووووووووووووووفكم تاااااني