إن عاندتني الدنيا؛؛
و حاربت خطواتي
لا يهم...!!
إن جف ماء أرضي؛؛
و ذبلت أزهار حقلي..
لا يهم...
لا يهم إن هاجرت عصافيري
و خيم الصمت في زوايا غرفتي المظلمة
لا يهم...
حتى علبة عطري الصغيرة...
غدت فارغة...
و مع ذلك
فلا يهم...!!
قلمي...
باشر بالجفاف
و لكن القدر كسر قيد الحياة...
بمعول الأمل..!!
و أراد أن يكمل القلم ما يجول في خاطري
و أراد القدر أن أقول أن رغم الحزن و المأساة...
رغم السير عكس التيار...
أنا..
ما زلت موجود..!!
و أرسم درب الإنتصار
بريشة الصمود...
ما زلت أحفر نفق النجاة...
بأظافري القصيرة...
في صحراء الحزن
حتى ترتوي الصحراء بماء الحب...
و عبير الحياة...
فهذه ليست أول مرة...
سبق و أن عانيت قسوة الدنيا...
و ألنتها برحيق الجد و العمل...
و حاربت برد الشتاء الجاف...
بدفء الصباح القادم من ذلك الجبل البعيد..
و لا يهم ...
إن كان الجبل بعيداً...
فلا بد من طريق له...
.
.
.
أنرت درب الحياة ...
بعود ثقاب...
أضرم بداخلي نار التحدي
فتحديت و قاومت..
أعترف أنني كنت أكابر
و أدوس على الألم..!!
و أسحق جرحي الدامي العميق
لم أكن أحب الشكوى و التذمر...
و لم أعرف التذلل والتحايل
فقط عرفت فن الكبرياء مغلفاً بحب الحياة...
حاولوا أن يضعفوني...
قال لي الأصدقاء:
استسلم للحياة و الأمر الواقع؛؛ و لا تكابر
قلت : بل استسلم لله وأعاند الحياة
فالحياة مخلوق و أنا مخلوق...
و لي الحق في مقارعتها و معاندتها...
فصرعتها...
و تهشم كبريائها...
أمام صمود كبريائي..
فالفقر... لا يهم
و الجوع... لا يهم
و الحرمان... لا يهم
كل شيء لا يهم
ما دامت نفسي ترفع راية الكبرياء و الأمل
كثيرا ما زرعت بذور الحياة في صحراء الحب...
و سقيتها بدم العز..
و نبتت سنابلها
في أرض قلبي..
التي لم تعرف عن الحب بديلاً سواه...
و سأنبت المزيد.. والمزيد
حتى تخضر المروج..
و يجري نهر الروح
في عروق الأشجار الجافة...!!
فتتمايل و تتراقص...
و تترجل عواطفي
و تصعد لفوق...
و فوق...
و فوق...
و تعلنها للملأ...
يا أيتها الدنيا
ابحثي عن غيري لتكسري شوكته
لتدمي قدميه
أما أنا...
فلا...
و ألف لا...
فهيهات هيهات
أن أركع لغير الله
و لا يهم...!!
لا يهم...
ما دام فيّ قلب ينبض
و عين ترقب النور بعد انقشاع الضباب
و أنامل تنقب في أعماق بحار الحزن
عن إعصار حب
عن بذرة زهرة جديدة...
عن رسول أمل قريب...
و إن لم أجد شيئا...
فلا يهم...!!
سأكابر ... و أتحدى
حتى يبلى جسدي
و تبقى روحي تعاند.
هذه الرائعة
مغلفة بأحاسيس الكبرياء.. نقلتها لكم ؛؛ فقد لا مست في مواطن القلب.. جروحاً.. فسكنت فيه واتخذت لها منه وطن..