واكتسب مهرجان سوق عكاظ حضوراً قوياً من خلال ست دورات اتكأت على جذور تاريخية عميقة ودلالات المكان ومرتاديه عبر قرون عديدة. وتعود السوق تاريخياً إلى ما قبل العصر الإسلامي، حيث كانت قبائل العرب تأتي إليها من أطراف الجزيرة العربية وخارجها، كما تميزت السوق بكونها نقطة التقاء للتجار والمثقفين أيضاً، إذ اشتهرت بكونها ملتقى ثقافياً وشعرياً وأدبياً كبيراً بل الأكبر في جزيرة العرب.
ويقع محل سوق عكاظ حالياً شرق مدينة الطائف قرب العرفاء شمال ضاحية الحوية، ويبعد عن مطارها بنحو عشرة كيلومترات عند ملتقى وادي شرب والأخضر، ويلقى سوق عكاظ اهتماماً بالغاً من الأدباء والعلماء والمؤرخين، وتقام فيه فعاليات أدبية وترفيهية واقتصادية.
أما العرض المسرحي لهذا العام فهو بعنوان "العكاظيون الجدد"، يخرجه السعودي فطي سبقنه ويجمع بين شعراء يمثلون الماضي والحاضر، حيث يمثل الماضي شخصيات منها النابغة الذبياني، والأعشى، والحاضر الراحل غازي القصيبي، ضمن مجال أدبي يعرف بـ"القامات"، ويشارك في العمل قرابة مئة شاب في عمل درامي متكامل.
وعن أبرز المشاركين في العمل، الذي كتب نصه وحواره مسفر الموسى، قال بقنة: سيمثل دور الدكتور غازي القصيبي، رياض الصلحاني، وهو ممثل يمتلك المقومات لتجسيد هذه الشخصية، خصوصاً أن ملامح وجهه قريبة من شخصية القصيبي، فيما سيجسد دور النابغة الذبياني الممثل أسامة خالد، فضلاً عن الشباب الآخرين المشاركين في العمل.
وكشف المخرج لصحيفة "الشرق" عن أن التحضير استغرق أكثر من أربعة أشهر من الجهود المشتركة، خصوصاً من صاحب الفكرة والمعد لها وكاتب النص، الدكتور صالح المحمود.
من جانبه، قال الممثل أسامة خالد، إنه سيؤدي أكثر من دور في تنفيذ هذا العمل، مبيناً أنه سيقدم شخصية النابغة الذبياني، وأنه المخرج المنفذ له.
فيما أكد الممثل رياض الصلحاني أن شخصية الدكتور غازي القصيبي أغرته للمشاركة في "العكاظيون الجدد"، فالقصيبي قامة أدبية تغري بتجسيدها، وبيّن أنه يفخر شخصياً بذلك، فهو يعشقه، ويحفظ أشعاره.
وقال الصلحاني إن تجسيد هذه الشخصية مسؤولية كبيرة، وهو شغب أيضاً، خاصة في محفل كبير كسوق عكاظ. مضيفاً أن الشخصية تتمحور حول شعر الدكتور غازي القصيبي، كممثل للعكاظيين الجدد بأشعارهم.
المصدر