قبل التطرق للموضوع الذي أود طرحه، سأطرح سؤالين ويجب على كل قارئ التكرم بالإجابة جواباً صحيحاً:
هل يستطيع المرء منا أن يضحك ويبكي في آنٍ واحد؟
هل يستطيع أن يحزن ويفرح في وقتٍ واحد؟
ومن هنا جئت لاستدرج سؤالي ليعطي عن فكرة موضوعي، فهل يستطيع أيضاً أن ينجح ويفشل في وقتٍ واحد؟ بلاشك سيكون الجواب بالنفي.
وكل ما ذكر في الأسطر السابقة مضادات لبعضها البعض، فكما يوجد فرح يوجد مقابله الحزن، وكما وجدت بسمة رسمت بالمقابل الدمعة.. وكذلك الحال بالنسبة للنجاح فقد وجد مضادة وهو الفشل.
ليس معنى حين فشلنا في أمرٍ معين هو انتهاء الحياة أو توقف عقارب الساعات، لكن يجب التيقن بأن هذه سنة وجدت منذ قديم الأزمان، أنه بعد الفشل لابد من نجاحٍ أكيد والعكس صحيح، ولن يطرق النجاح باب الفاشل ويقول له «سعادة الفاشل لقد جئتك فاستقبلني بحضنك الدافئ»، ولكن يجب البحث عن الأسباب التي تعكس لنا فشلنا إلى نجاح، وقبل كل ذلك يجب عدم اليأس فلن نصل لمبتغانا إن وصل اليأس لقلوبنا.
كل منا مر بتجربةٍ في هذه الحياة والحياة تجارب، ولكل منا لحظات فشل ومقابلها نجاح، يجب علينا أن نتذكر أيام الفشل كيف كانت، وكيف أصبحت حياتنا اليوم بعد تلك الرحلة بل وكيف أصبحنا اليوم نحتضن النجاح، فهل بعد الفشل وقفت الحياة؟ لا طبعاً والدليل أننا وصلنا من أعمارنا ما قد وصلنا ونحن نقفز فيها من فشل إلى نجاح، وهكذا هي جميع الأيام تجري وجرت وستجري إن أبينا أم شئنا.
لكل ناجحٍ أقول:
إن النجاح هو بمثابة القمة من الجبل، وهي كلمة تأمليه عظيمه في رأيي، عظيمه في شعورنا بها، وتزداد عظمةً حينما ننتهز اللحظات المناسبة لاقتنائها، فالنجاح لحنُ جميل، نغنيه بنبرةٍ صادقة، ولا يجب الاعتقاد أن تلك النبرة تعتبر في حياتنا فاقده.
ولكل فاشلٍ أقول:
تعمدت أن أكتب عنك الموضوع، بروح تحتقر كل ما هو فيك موجود، من يأس وسوء ظنون، فمزجت مدحي للناجح لا لأزيد فيه الغرور، ولكن لأشجعك لأنك ميئوس، وما قهرني أنك من الحفرة لا تريد الخروج، فالفشل عليه غبار ولن تجد فيه السرور.
نصيحة:
لا يوجد شخص فاشل ولكن يوجد وكما قيل «رجل بدأ من القاع وبقي فيه» فهل ترضى أن تظل في القاع مدى الحياة؟ أرجو أن تنظر للحياة بنظرة تفاؤليه وتعزف لحنها على قيثارة الإرادة والتحدي، ثم انظر ماذا ستجني؟
لحظه:
أعتقد أن هذا الموضوع سيكون كواحة لنستريح فيها من عناء الحياة، ونجد أملنا تحت ظلال أشجارها الخضراء، ثم نمتلك بأيدينا معنى النجاح، ونجعله شعاراً لنا في كل اللحظات.
وعد:
يجب أن نتعاهد على معانقة النجاح قبل أن يعانق الليل الأرض، وقبل أن توزع الشمس أشعتها على القمر، وكذلك قبل أن ترمش أعيننا، ومن هذه اللحظة نعاهد أنفسنا.