[عاشق مجنون]

ها قد حل العيد ...
أطل علي بحزن صامت و وحدة قاتلة..
فحتى رفاقي غابوا عن هذا العيد...
فعبثهم كان ينسيني شيئًا من الحزن...
أظل حبيس جدران غرفتي الكئيبة..
أتذكر أيامًا مضت و أعيش على ذكرى ستأتي ..
أحاول أن أخرج من غربتي و لكني لم أجد ملاذًا و لا مفرًا ..
فكلهم بخلوا علي حتى بكلمة تضيء ظلمة شعوري ..
لا تقولوا أني قنطت من رحمة ربي ..
لم أيأس و لن أيأس و لكني هنا أمعن النظر في مأساتي , غربتي , وحدتي..
أحاول الهروب من تلك النافذة الضيقة و لكن كلما حاولت الخروج أعماني نور الشمس..
صرت خفاشًا يسكن كهف وحدته و يمص دم غربته ..
أتمنى أن أجد حضنًا ليشاركني الحب ..
و أذكرها في هذه اللحظة أذكرها تلك الطيبة الحنونة حبيبتي التي قالت لي يومًا
سأهاجر بعيدًا فعلي أجد الراحة في غربتي..
مازلت أذكر صوتها الباكي و هي تقول أخي فلتتركني أرحل فغربة جسدي أهون علي من غربة الروح..
احتنضتها و غادرت لما وراء البحر ..
و لم يعد لي منها إلا ذكرى كلمات أقرأها كل عيد لتكون حلوى عيدي....
أما هم فيأتوا ليسلموا على ظلال عاشق...
أضحك لهم و الدموع تغرق صدري..
و عندما يخرجون أنفجر صارخًا ببكاء مرير كأمٍ فقدت وليدها..
أبكيها و أبكي نفسي ....
أبكي..
أبكي..
أبكي..