رد: أسآطير ..
في وسط التلال وفي ضل تلاقي جيشان من أكبر الجيوش في المنطقة .. وصرخات الخيول والجنود من كل مكان
وقد تبوء القائد مكاناً مرتفعاً في التلال .. ينتظر المعركة النهائية
المعركة الحاسمة .. بين الفريقين
لم تكن حاسمة بالنسبة لـ( نابل ) الى هذا الحد ، فهم في أحسن حال
لكنها بالنسبة لـ( سنواط ) تعتبر معركة تاريخية .. معركة ستحسم الحرب
فهم إن انتصروا فيها ، سينفذ ( هشام ) المخطط اللي وعد به القائد ، ب أغتيال قائد الجيش الآخر
وهذا حسب عرفهم ، ينهي الحرب ! وستُحسم النتيجة لهم
وإن غُلبوا فيها .. فكما أسلفنا أن ( سنواط ) تعاني عدم وجود دفاعات قوية بالاضافة الى ان جنود خط الهجوم لم يعودوا بتلك القوة ، حيث أنهكتهم الحرب الطويلة وفقدوا عزيمتهم وبدأ اليأس يتسلل الى قلوبهم طوال أربعين سنة ..
هذا كله لايساوي شيئاً أمام قطع خط الامداد للجيش والذي جعل من جيش ( سنواط ) في وضع محرج جداً ..
لايترك لهم سوى خيارين : أما النصر .. وإما الهزيمة .... وفي هذه المعركة بالذاااات
،،
في وسط التلال تقابل الجيشان ، وبدأ كل طرف يستعد للقتال .. كانت جيوش ( سنواط ) تتكون من خط هجوم واضح عليه الضعف والوهن ..
وميمنة بقي فيها مئات الرجال والعديد من الخيول مما يوحي بأنه كان هناك عدد هائل من الرجال هناك .. وكذلك الميسرة
وأغلب الرجال عُبوا في الوسط حيث من هناك يجري دعم خط الهجوم الواهن ..
وكان جيش ( نابل ) لايوصف أمام هذا الجيش المتقهقر الواهن .. فقد بدا قوياً عتياً متماسكاً بأسلحتهم الكاملة
مضت لحظة سكوت قبل ان يهتف قائد ( نابل ) : فلتبدأ القوة الراجلة بالتحرك .. لأحد الضباط والذي أمتثل لأوامر سيده على الفور ،، قائلاً : أمرك سيدي .. والتفت ثم صاح ب أعلى صوته : فلتتحرك القوة الراجلة فوراً
وهنا يأتي الصوت لرجل يقف في مقدمة الجيش ، فيلتفت للقوة الراجلة .. ويصيح ب أعلى الصوت ( هجوووم )
في مشهد أشبه مايكون بمشاهد هوليوود أنطلق على الفور الوف مؤلفة من الرجال بسهامهم ورماحهم وسيوفهم رافعي الرؤوس .. لاينوون خيراً بالتأكيد
في الجانب الآخر .. وقف رجال مدينة ( سنواط ) بثبات ثم التفتوا لقائدهم وكأنهم ينتطرون إشارته ..
في حين القائد أومأ برأسه موافقاً أحد ضباطه .. سرعان مالتفت هذا الاخر الى الجيش وصاح .. أطلقوا السهام
جلست الصفوف الامامية من الجيش في ثبات وعزيمة في مشهد عسكري .. وجهزوا سهامهم
برز أحد الضباط للصف الامامي وقال : انتظروا .. أنتظروا ..... انتظرواااا ................... أطلقوووا
هنا انطلقت وابل من السهام في الجو .. وأنطلقت أول اشارات الموت ..و الدمار معاً .. وبدأت تنزل تدريجياً لتلتقي مع جيش ( سنواط ) وكأنهم في موعد مسبق .. وهنا ترى هذا وذاك يسقط على الارض ولا أحد يبالي بالاخر
في مشهد يوحي للمشاهد بأن كل واحد منهم عازم ومصمم على انهاء المعركة .. والكل يجري في عززيمة وثبات رافعي سيوفهم منزلي دروعهم في ايديهم ..
وهنا بدأت اللحظة التي يخشاها اشجع الشجعان .. وافرس الفرسان .. لحظة الاشتباك ....... أشتباك الجيشان
مع لمعان السيوف ،، وارتفاع الرماح .. وتطاير الرؤوس .. وتقطيع الايدي والارجل ..
في وسط هذا المشهد .. بدا للحظة كما لو أن جيش ( سنواط ) بدأ يتقهقر وبدأ يفقد التركيز .. وبدأ التولي .. والهروب
وبدأت أشكال من عمليات المطاردة الجماعية تتم ..
وبدأ بعض الضباط يصطفون حوال القائد لحمايته .. ولم لا وهو أملهم الوحيد !؟
في مشهد يوحي ب اقتراب نهاية أسطورة جيوش ( سنواط ) التي لاتهزم !
هذا الجيش الذي لطالما كانت جميع الجيوش في المنطقه تخشاه وتهابــه .. وتضرب له الف حساب
الآن يحمون القائد .. في منظر مخجل وكأنهم يريدون الحفاظ على ماتبقى من ماء الوجه !!! ويرجون الرحمة من العدو يفك عنهم هذا الكرب الذي لايعلمه الا فاطر السموات !!!
ولكننا قد نسينا شخص .. ( هشام ) الذي لطالما مختفياً طول المعركة !
وكان املهم الوحيد ..
فجأة وفي خيمة القائد المحصة بالدروع والضباط .. والحراسات .. كان القائد يقف في جانب الخيمة بكل ثبات وثقة عمياء
وبالجانب الاخر يقف ( هشام ) بطل قصتنا .. وهو يقول للقائد : الان ايها القائد .. لقد حان الوقت ، جيوش العدو تحاصرنا ، وقائدهم يشعر الان بالامان أكثر من اي وقت مضى .. خاصة وأن جيوش العدو مشتته في التركيز على خط الهجوم ..
أشر القائد له بالموافقة .. وكانت خطة حكيمة ..
،،،،،،
من بين صرخات الجنود .. وقاتل ومقتول .. ومكان أختبار الرجال .. في الخط الامامي وخط الدفاع في نفس الوقت لـ ( سنواط ) والجنود مابين قاتل ومقتول .. وجارح ومجروح .. وغادر ومغدور ..
برز ( هشام ) متلثماً ،، يشق الصفوف ، بكل اصرار وله هدف واحد فقط ..
رأس قائد مدينة ( نابل ) ..
فقط ..
كان يلبس الزي الرسمي لـ أحد ضباط ( سرود ) قائد مدينة ( نابل ) .. وكانت في رأسه خطة محكمة ..
خطة للقضاء على هذا القائد ..
وللقضاء على الحرب برمتها ..
أخترق الصفوف وهو يتحين اللحظة المناسبة لـ الانظمام لصفوف العدو في وسط الاشتباك بين الفريقين .. لان هذه هي الطريقة الوحيدة .. ممثلاً بأنه احد ضباط القائد الشخصيين وأنه أُسر ..
بدأ العزيمة تظهر عليه وهو ينظر للجنود في اقتناص فرصة مناسبة للدخول ..
فجأة بين الصرخات والقتل والتدمير ،، وجد نفسه فجأة يخترق الصف ويصل الى جبهة جنود العدو بحركة احترافيه ..
تنم عن خبرته الكبيرة في الحروب .. مما أدى الى لفت انتباه اثنين من جنود الصف اليه .. في تسأئل : ترى من هذا ؟
رآهم ( هشام ) وهم يشيرون اليه في ارتياب ؟ وتسائل .. ؟؟
لم ينتظرهم يأتون اليه ،
بل بادرهم بكل ثقة ، وهو يفك لثام وجهه ويقول في لهجة صارمة : الضابط الشخصي للقائد العام ( ساد ) ..
ثم عبس في وجوههم وقال : ايها الحمقى كدت أن أُسر من هؤلاء المجانين !! اينكم عني ؟؟
فجأة ، بدأ الجنديان ينظرون له في خوف وخجل ويقولون : سيدي لم نكن نعلم انك هنا ....
نظر لهم وقال في صوت اشبه بالصراخ : الم تعلمان ؟؟ اتعتقدان انني في الحرب اقف في خيمة القائد خائفاً ؟؟
ومالغريب في ضابط يحارب في الحرب ؟؟ أهذا جديد !!!
بدأ الجندي يتلعثم وهو يقول : سيدي .. صحيح .... س س سيدي ولكن .. حقاً سيدي ماتقوله صحيح .. أنا آسف سيدي
انصرف هشام كي لايثير الشكوك حوله اكثر ،، من عند الجنديان وبدأ يخترق صفوف العدو .. وهو غير مصدق لما يجري
كيف أن الحظ حالفه هذه المره ..
فجأة وجد نفسه أمام حلمه ... أمام الهدف الذي تسعى له كل هذه الجيوش .. أمام الشيء الذي لطالما عجز عن تحقيقه القادة والرؤساء طوال 40 سنة !! ( خيمة القائد العام )
كان لديه من الفنون القتالية والخبرة الحربية التي اكتسبها في الحروب الطويلة مايفوق الوصف .. وما يستطيع به الفتك ب عشر رجال اشداء في وقت واحد .. وكان واثقاً من نفسه
بدأ هشام يستعد للحظة الحاسمة .. اللحظة التي ستشهد نقلة كبيرة في حياة المدينتين .. وبدأ يتهيأ ..
بجانب الخيمة المخصصة للقائد في اوقات المعارك .. استخرج هشام مديّة صغيرة من جيبه ودسها في يده تحت كمه ..
ودخل خيمة القائد ..
نظر الى الخيمة ف إذا بها 10 ضباط .. والقائد يقف بينهم وبينهم طاولة عليها مخطط للحرب والمعارك ..
في تساؤل ممزوج بالغضب سأل ( سرود ) الضباط : من هذا ؟؟
خرج هشام خارج الخيمة في سرعة .. وسرعان ما أندفع اليه الرجال ينظرون اليه في خشية ووجل .. وخرج الضباط من الخيمة وهم يقتربون ناحية ( هشام ) في استعداد وتهيؤ .. حين عرفوا انه ليس منهم ..
بدأ الضباط ينظرون لـ ( هشام ) حين قال قائل منهم : من أنت ايها الضابط ؟
قال ( هشام ) وهو ينظر اليهم بثقة : انا ضابط معركة في الخط الامامي .. الضابط ( ساد ) جئت لكي اكلم القائد في أمر هام يخص المعركة .. ثم اردف : وسري وعاجل للغاية
بدا لوهلة على وجيههم انهم مصدقي مايقول .. ولكن ما افسد اللحظة هو صيحة احد الضباط من الخلف وهو يقول في وجل : واين الضابط ( لوشا )؟ أذا ً ...؟ انا الي عينه بنفسي ضابط خط الهجوم !!!!!!!
وسط هدوووء مريب .. وصمت مهيب ..
والكل ينظر لـ ( هشام ) بارتياب
بدا صوت القائد ( سيرود ) وهو يقول من وراء الضباط وهو يخرج من خيمته بكل برود : في الحرب اذا لم تكن صديقي .. فأنت عدوي ..
مرت لحظة صمت قصيرة والكل ينظر الى ( هشام ) بعدها ، ثم بدأ الخوف يغزو قلبه
ثم اردف في خشونة وهيبة وهو يقول : اقبضــــــــــــوا عليــــــــه !!
مر شريط حياة هشام أمامه في تلك اللحظة .. وهو يندفع نحو أحد الضباط بمديتـه .. ويغرزها في قلبه
متجاوزاً اياه .. مستمراً في طريقه الى القائد
( لم يخاطر بحياته بهذا الشكل لكي يخرج من المعركة مأسوراً مكسوراً .. لم يخاطر بحياته ويرجع للحرب بعدما كان في غنى عنها ، لكي يستسلم بهذا الشكل .. في الاصل لم تكن من مبادئه وشيمه الاستسلام .. بل كان من النوع الذي يحارب .. الى اخر قطرة من دمه )
في لحظة قصيرة .. وهو يقترب من القائد ..
شعر بوخزة في بطنه ..
شعر وكان شيئاً يمزق امعائــــــه ..
التفت الى السيف المغروز في داخل بطنــــه من أحد الضباط .. وهو يرتجف
مرت لحظة أخرى قصيرة مر فيها شريط حياته اسرع مما كان ذي قبل ...
ألتفت حوله .. فأذا هو يرى الضباط وسط صمت تام .. يهرعون اليه بسيوفهم ويرفعونها في الهواء لكي يقطعوه الى اشلاء في لحظة ..
أخذ نظرة اخيرة للقائد ..
ثم بعدها أيقن الحقيقــة ..
حقيقــة أن هذه هي ( نهايـتــــه )
بل نهايــة القصــة بأكملها ..
( كانت الغلطة الوحيدة في الخطة الحكيمة .. هي ان القائد ( سيرود ) معروف عنه انه لا يتخذ اكثر من عشرة رجال كضباط شخصيين .. والباقين يخصصهم لقيادة الجيش بأوامره في المعارك )
كانت غلطة .. فقط
وأي غلطــة ..
أنتهت ..
|