[أدارة المسابقات]

المشاركه الرابعه
(((رسالة إلى مهاجر.. )))

لملمت في بُعّدِك أطراف جسدي بكل اتزان ..
بعد أن سئم أملي.. واعترف أنه خَسِرَ الرهان ..

انتظرتك طويلاً.. شوقي مُتَلَهِفٌ أن يأتيني منك بيان..
أكاد أسمع دقات قلبي مـع الثواني كأنهما تؤمان..

منذ الرحيل .. رحل معك القلم والحبر والورق مع الوجدان..
لم أعد أَحّسُبُ الأيام.. فصبحي وليلي متلاحقان فكلاهما سيّان ..

أَدْرَكَ القَلبُ أخيراً أن ابتعادك عني مقصودٌ بإيمان..
ليتني أعرف ماذا فعلت..أي جرمٍ ارتكبت.. لتحكم عليا بالهجران..

الهواجس تجتاح فكري.. رغم عنفوان رفضي.. بأقسى احتضان..
تزورني كل ساعةٍ.. تصارعني لأحاور نفسي وابدأ بالهذيان..

خَدَعَـكِ.. أجل.. لم يستطع أن يجاري حُبَّ قلبكِ الفتّان..
يعرف أنه لا يستحقه أبداً .. فهو يتعاطى الغدر بإدمان..

فمحال أن يتبادل الإخلاص بالغدر .. فالفرق بينهما شتّان..
كيف وأنا أرى وجهه المكسور..يرافقني ويرتقب بإمعان..

مهلاً.. أما للرحمة والسماحِ في جوفِك أَيُّها العقلُ مكان..
أو ربما هذا نداءُ الشفقة لا الحب.. الذي يغيب عن ناظريَّ الآن..

حاولتُ بجهد السجين أن أتحرر من قبضة السجّان..
فلم أستطع أبداً أن أدفن حبي لكَ في طي النسيان..

فتارةً.. أشعر أن ابتعادكَ عني كأنه امتحان..
وتارةً ..أشعر أنه هجرانٌ وقسوةٌ لا حنان..

فمتى تعود .. لتحارب عني الهواجس والأحزان..
وتبين للعالم أننا جسد يحوي روحيَّن متلازمان..

ومشاعري لكَ لا تَخّفِي حُبِيَّ المليء بالأشجان ..
أُحبك .. أعلنتها وحفرتها بدمع عيني على الجدران..

أم سأظل هكذا.. حتى تمحيني الأوراق فلا أعود في الحسبان..
أم أنك ستهجرني حقاً..لتؤكِدَ الأوهام فكري بمرور الدهور والأزمان..!