*
أهلًا برغد صاحبة التنسيق الأصعب والأجمل حقيقة
بداية تقولين :
أحقًّا بينَهُمَا شعرًا .,؟! إذًا, هُنَاكَ خطًّا رَفيعًا بيَن مَعرِفة الشَّخص لِـ نفسِه مِن عَدَمِه فَـ هَذَا السُّؤال كَذلِك يشغَلُ تفكِيري كَثيرًا.!
|
عبارتك هذه وسّعت المضمون وفتحت عليه مضامين أُخرى كثيرة
فمسألة معرفة الذات من عدمه ، مشكلة أزلية بالنسبة لي ، ولأنها مسألة معقدة جدًا
فإنني غالبًا أهرب من التفكير فيها ، واتحاشى الصدام معها لأنني أمامها عاجزة
قد يقول البعض بأن هذا جنون ، وأقول : نعم هو جنون من نوع آخر غير الذي عهدنا
وَ أذكُرُ أنَّ كَثيرًا مِن صَدِيقاتِي يغضَبن عِندَمَا أرَى أنَّهُنَّ يَمدَحنَنِي بِـ كثرَة وَ لا أرَنِي اَستِحقُ ذلِك .!
أأكُونُ مِن ضِمنِ الذِّين لا يَثِقُون بِـ أنفُسِهِم أم مِن المُتوَاضِعِين .,؟!
غَالِبًا مَا أرَى أنَواعَ التَّبجِيلَات لِمَا أكتُبُه مَع أنَّهَا بَسيطَة جدًا مُقارنَةً بِـ غيرِي وَ مَن هُم بِـ سِنِّي بَل وَ يُبدِعُون الرَّوائع وَ أكثر!
أأكُونُ ظَلَمتُ نفسِي الآن لأنِّي قارنتُهَا بِـ غيرِي أم لأنِّي أريدُ لهَا التَّميُز أكثر .,؟!
|
هو ذا ، ذات التخبط والتشتت الذي ينتابني كثيرًا
رغد أنتِ أنا فمن أنا

دُعابة هبنّقيّة
نعود لصلب الموضوع ، عندما أتعرض لمواقف مماثلة فإني أرى من أعماقي باني لا أستحق وأن ذلك مجرد مجاملات لاتمتَ للحقيقة بصلة ، وذلك يجعلني مابين أمرين إما التواضع وإما عدم الثقة ، فاعجز تمامًا عن تمييز ما أنا فيه ، هل أنا هنا أم هناك ، أم أنني بينهما
لابد أنك تستوعبين وتدركين إدراك تام كلامي هذا ، لأن حالتينا متطابقتين تقريبًا
أصدُقُكِ القول , ثِقتِي بِـ نفسِي لَم تصِل إلَى الثِّقَة الكَامِلَة؛ لأنِّي مَازِلتُ اَبنِي نفسِي وَ أسعَى لِـ صقلِ شَخصِيتي بِـ شكِل أرقَى وَ أفضَل ,
فَـ هَل أكُون قد دَخلت فِي وَاقع الفَاصِل بين هاتين الصِّفتين _ عدم الثِّقة بِـ النَّفس وَ التَّواضُع _ .,؟!
أعلَم أنَ كلماتي قد تكُون مُحيِّرَة لكِ
|
أولًا : ليس هناك ما يحيرني في كلامك ، بل هو أوضح رد بالنسبة لي هنا ، فهذا التخبط هو بالضبط ما أقصده ، فردك اعتبره داعم وموضح لما يختلج في نفسي
الثقة بالنفس ينبغي أن تكون كاملة ، سواء الإنسان كان ناقصًا أو كاملًا ، هذا برأيي طبعًا
ينبغي أن يكون هناك مرحلة فاصلة ، تقفين فيها بحزم مع نفسك ، وتتقبلين نفسك من سلبيات وإيجابيات ، ثم تتخذين السبل المناسبة وتضعين الخطط الملائمة للتخلّص من تلك السلبيات ، وتبدأين بالتنفيذ ، مرحلة التنفيذ ينبغي أن تكون هي مرحلة الوثوق التام الكامل بنفسك ، وعليك أن تعِدي نفسك بألا تفقدي ثقتك بنفسك منذ ذلك الحين
فالثقة برأيي لاتأتي بدرجات متفاوتة ومراحل متعددة وأجزاء تفتقر لأجزاء أخرى ، بل هي كل متكامل تأتي كلها مرة واحدة ، أو تذهب كلها مرة واحدة !
إنما الذي يأتي على مراحل متعددة هو النهوض بالنفس ، ومعالجة السلبيات ، وذلك لا يكون إلا بثقة كاملة
مجرد رأي
وَ لكِنِّي الآن فِي بُحيرَة مِن التَّسَاؤل بِـ دَاخِلِ عقلِي ,
فَـ عقلي البَاطِن يُجبِرُنِي على رُؤيَة الأمر بِـ بَسَاطَة وَ حِيَادِيَّة وَ يَقُول لِي: "الخَط الفاصِل بينَهُمَا هُو مَدَى مَعرِفة الشَّخص بِـ نفسِه هَل هُو حقًا يتوَاضَع أم غير وَاثِق بِمَا لَدِيه مِن جَمَال .؟!"
أمَّا عقلِي الوَاعِي يُشيرُ إليَّ بِـ أمرٍ وَاحدٍ فقط قائلاً: " لا تنظرِي إلَى هَذَا الخط الوَهمِي وَلا تُؤمِنِي بِـ وُجُودَه بَل اِنظُرِي إلَى مَا يَملِكَهُ الشَّخَص وَ مَاهِيَة شَخصِيَّتِه, فَـ التَّوَاضُع لا يَعنِي ضَيَاع الحُقُوق بَل هُو خفضُ الجَنَاح وَفتحهِ للجَمَيع ".
أما الـ أنا تقول: " إن أُخِذَ التَّوَاضُع بِـ فِكرَة خِدَاع النَّفس فقد أصبَحَ اِهتزازًا فِي الثِّقة بِـ النَّفس .!"
أرَى أنِّي قد ثرثرتُ كَثيرًا لِذِلك اَكتفِي بـِ هَذَا الآن ,
|
بداية يا آنسة ، مااسميته بالثرثرة اختصر عليّ بعض الطريق ، فهو تبيان لما يدور في عقلي
وتلك التساؤلات تراودني كثيرا ، و في نهاية المطاف -كما يقال- اطلع من المولد بلا حمص
بُورِكت أنَامِلُكِ يا أُخيَّة ,
|
وبوركتِ أنتِ
لي عودة لمناقشة مايحتمل النقاش من ردودكم
أعدل في الرد للمرة الثامنة تقريبا ، الشرهة على الجوع
صدق من قال الجوع كافر