الموضوع
:
نظرات بريئة
عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
24-04-2012, 03:37 AM
#
22
Aishah AL-farhah
لا إله إلا الله
تاريخ التسجيل
: Jan 2010
التخصص
: لغة القرآن
نوع الدراسة
: إنتظام
المستوى
: متخرج
الجنس
: أنثى
المشاركات
: 2,365
رد: نظرات بريئة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قانع
نظرتنا الى الطفل وعقله الفارغ؟
مدى قابلية الطفل للتعلم التعليم الذي نرجوا فيه بأن يتأسس تأسيسا صحيحا؟
مدى قدرتنا على استغلال الطفل وهو صغير كيف نحببه الى ان يتثقف؟ هل يا ترى سهلة ؟
أقول باديء ذي بدء : الطفل ثروة عظيمة وكنز ثمين ، ولكن ينبغي اكتشافه والتعامل معه بأسلوب حكيم
يقال أن السنين الخمس الأُولى من حياة الطفل هي الأساس الذي تقوم عليه حياة وتوّجهات ومسارات الطفل في مستقبله ، وللأسف أن ثقافة المجتمع لاتهتم بتعليم الطفل في هذا السن ، وتقول بأنه صغير ولا يفهم لذلك سيذهب جهد تعليمنا له هباءًا منثورًا بلا فائدة !!
دعني أضرب لك مثال ، عندما يبدأ الطفل بالنطق -لا أقصد التحدث بكلام مفهوم- بل إصدار أصوات غير مفهومه مقلّدًا بذلك الكبار في الحديث ، يكون تصرف الوالدين أثناء ذلك تصرف فوضوي همجي غير مدروس من وجهة نظري- وهو تبادل تلك إصدار تلك الأصوات مع الطفل ، وغالبًا الطفل يتفاعل في هذه الحالة ويكرر إصدار تلك الأصوات متفاعلا مع أحد والديه
هذا الموقف من وجهة نظري سبب لكثير من المشاكل النطقية غير العضوية لدى الأطفال ، فتجد أن الطفل يعاني من حالة تلعثم وتعتعة في حديثه عندما ينطق ، فما ضرّ الوالدين لو بادلاه -وإن لم يكن يفهم كما يتصوّر الغالبية- الحديث المفهوم فهي بالنسبة له آنذاك مجرد أصوات كتلك التي يصدرها هو ، وذلك بسبب الفكرة الخاطئة بأنه لايفهم إذا لا نعلمه الآن بل ننتظره إلى أن يكبر ويفهم فنعلمه
لو أن الوالدين يتعاملون مع الطفل على أنه إنسان يملك عقل لا حيوان غير عاقل ، فإن الطفل سيكون نبيهًا ذكيًّا لمّاحًا متميّزًا بين أقرانه ، وهناك تجارب حيّة لاحظتها في أطفال الأقربين
"عدم إعارة الطفل وتصرفاته وردات فعله أي اهتمام بحكم أنه يلعب ويلهو فقط ويسبب الإزعاج وحسب" فكرة سلبية جدددا بحق الطفل ، ذلك يُحبطه ويجعله نسخة مكررة لاتفاوت بينها وبين أقرانه
فتاة صغيره تعبر مع أمها الشارع ورأت رجال الإطفاء وغيرهم مجتمعين حول شاحنة حُشِرت في نفق ، قالت لأمها : أنا أعرف طريقة لإخراج الشاحنة ، قالت الأم باستنكار : كل هؤلاء الرجال لم يعرفوا كيف ، ستعرفين أنتِ !
توجهت الفتاة إلى رجل إطفاء وقالت له : أفرغوا إطارات الشاحنة من الهواء وسوف تعبر
وكان ذلك الحلّ هو المثالي ، خرج من ذلك الذهن الصافي ، كُرمت الفتاة وكانت أمها بجوارها وقت التكريم !
الطفل مقلّد بارع للوالدين والكبار عموما ، فلو أردت لطفلك أن يكون قارءًا ، مارس تلك الهواية أمامه و
معه
باهتمام مثير لفضوله ، لا تأمره بذلك أمرًا قوليًّا بقدر لفتك لانتباهه بشكل غير مباشر لأهمية ذلك الأمر ، عقد حلقات يوميّة أو اسبوعية عائلية للمدارسة في التفسير أو القرآن أو الحديث أو أي كتاب أو حتى الأدب -لتنمية الفصاحة- والحرص على ترغيب ذلك الطفل في المشاركة في تلك الحلقات حتى لو كان صغيرا غير مدركا بعد ، ترغيبه بشيء محبب لنفسه يُعطى له بعد انتهاء انعقاد الحلقة
التنويع والتدرّج أمر مهم جدا في أسلوب التعامل مع الطفل
التنويع في أسلوب جذب انتباه الطفل لأمر تريد أن تحببه فيه
مثلا وأنت تقرأ كتاب علميّ أو حتى أدبيّ يحوي بعض الصور أظهِر انبهارك بالصورة حتى لو كانت صورة مألوفة ، وبطبيعة الطفل الفضولية سيأتي لرؤية مايبهر والده أو أخيه قد يكون صغيرا جدا ولم ينطق بعد ، وقد سبق أن نطق هنا سيسأل ويستفسر وأنت تجيبه إجابات تترك في نفسه بعض الفضول وبعض الإثارة ، وبذلك اثرت اهتمامه بالكتب والقراءه ، وكوّنت لديه حالة شعورية ممتازة مرتبطة بالكتب والقراءة والاطلاع ، ناتجة عن المشاركة معك وعن الفضول الذي يبقى في نفسه
وأيضا لو خصص أحد الوالدين أو كلاهما ربع ساعة كل يوم ، يجلسان فيها على جهاز حاسوب ويطّلعان على مستجدات العلوم أو بعض الأخبار أو بعض المعلومات المفيدة مثلا ، ويتناقشان فيها نقاشا هدفه إثارة فضول طفلهما والذي هو بدوره قد يشارك معهما بالأسئلة والحديث ، ذلك برأيي كفيل أن يغرس في نفس الطفل حُب الاطلاع وليس هذا وحسب بل سيتوق إلى مناقشة كل ما اطلع عليه مع شخص آخر
برأيي الطفل لا يتعلّم بالأوامر ومجرد الكلام ، بل يتعلّم بالمواقف وترك المجال له ليخطيء ويكتشف خطأه ، ثم يتعلّم من ذلك الخطأ ، وترك المجال له لاختبار طوارئ الحياة بنفسه دون التدخل المباشر في كل مواقفه وتصرفاته ، أو توجيهه فيها قبل أن يختبرها بنفسه
لو فرضنا أن هناك أم تخاف على طفلها من السقوط من السلالم أو من السيارة أو من أي مكان مرتفع ، ولاتسمح له البتة بأن يقترب من هذه الأماكن بمفرده بل لابد أن تكون هي معه ممسكة بيده ، عندما يغافلها يوما ويصل للسلالم فإنه لامحالة سيسقط لأنه لم يختبر هذا الموقف ولم يجرب الألم الذي يتركه هذا الموقف والذي يكون حاميًا له من السقوط مرة أخرى
إذن الطفل ينبغي أن يترك له مساحة من الحرية ليتعلم من خلالها معتمدًا على نفسه ، ويشاركه الكبار في اهتماماتهم حتى لو كانت أكبر منه سنًا لأنه بذلك سيكون ذو همة عالية وفطنة وذكاء أكبر من سنه
الأطفال وتربيتهم قضيتي الكُبرى في الحياة ، لذلك حديثي هنا غير مرتب ومرتبك قليلا ، لشدة ما تثيره في نفسي هذه القضية من محاور تشتتني بينها
أرجو اني وُفقت في قول جزء مما أود قوله
شكرا لك أستاذ قانع
Aishah AL-farhah
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات Aishah AL-farhah
البحث عن المواضيع التي كتبت بواسطة Aishah AL-farhah