اراده التغير
عندما تتنامى الدعوات إلى التغيير وتهبّ الصيحات من كل صوب إلى ضرورته , تلك دعوات منطقية , لأن الثبات يوازي الجمود .. والتغيير يعني الحياة بمفهوم النماء والتطور والتقدم . والتغيير مطلب فطري للكائنات جميعاً .. إنساني اجتماعي لا يختلف عليه اثنان على أن يكون مدروساً بحيث يصبّ في اتجاه التغيير للأحسن فيكون تغييراً إيجابياً لا ذاك التغيير الذي يهوي بأصحابه إلى الهاوية ويرجع بهم إلى الخلف ويندرج تحت مسمى التغيير السلبي .
الأهم في التغيير هو موضوع الساعة - تغيير القادة .. - إن جازت لي التسمية -
فيما أرى أن التغيير حتى يكون ويؤتي أكله ونحصد ثماره خيراً للشعوب والأفراد , لا بدّ أن يأتي على الهرم بأكمله ... من رأس الهرم ( القمة ) وحتى القاعدة وبنفس الدرجة وفي نفس الوقت , وذلك أننا لن نتمكن من تحقيق التغيير الشامل بمفهومه الذي نريد للمجتمع ومن جميع نواحيه ما لم تكن القاعدة كذلك قد حققت التغيير .. فالهرم لا يصلح بتغيير القمة وبقاء القاعدة على حالها .
لا بدّ أن تقوم عملية تغيير وفي مختلف المجالات تبدأ من الفرد / الذات بـ ثورة حقيقية على العقول والضمائر موازية لعمليات التغيير للقادة وذلك بـ الثورة على كل المسؤولين الجاثمين على صدور شعوبهم منذ قرون والذين أعاقوا عمليات التغيير وجمدوا السبل والدروب نحوها وقطعوا كل الأيادي إلا أيادٍ تصفق لهم وصمّوا كل الآذان إلا آذاناً تنصتُ لهم ..
ثم
اليقين أن التغيير ليس شأن استعجال يتحقق بين عشية وضحاها هو أمر يحتاج وقت وصبر فهو شأن شعوب وأمة تعاود صنع تاريخها من جديد وصناعة التاريخ لن تتم بسواد ليلة طال انتظارها ...
|