
26-08-2011, 07:34 AM
|
 |
يآرب رج ـيتك "حقق" أحلامي
|
|
تاريخ التسجيل: May 2011
التخصص: علم إجتماع
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: السابع
الجنس: أنثى
المشاركات: 211
|
|
!! هل سنفعل بأمهاتنا الأصحاء .. مثلما فعل بأمه المتخلفة عقليـًّا !!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصه شدتني , طبيبه تقول :
دخلت علي في العيادة امرأة في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني ! .. لاحظت
حرصه الزائد عليها ، يمسك يدها ويصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء ..
بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات، سألته عن حالتها العقلية لأنّ
تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي ، فـ قال : إنها متخلفة
عقليا منذ الولادة
تملكني الفضول فـ سألته فـ من يرعاها ؟ قال : أنا ، قلت : والنعم ! ،
ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها ؟ .. قال : أنا أدخلها الحمّام -أكرمكم
الله- وأحضر ملابسها وانتظرها إلى أن تنتهي وأصفف ملابسها في الدولاب و
أضع المتسخ في الغسيل واشتري لها الناقص من الملابس ![
قلت : ولم لا تحضر لها خادمة ؟! قال : [ لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة ]<
اندهشت من كلامه ومقدار برّه وقلت : وهل أنت متزوج ؟ قال : نعم الحمد لله ولدي أطفال ,
قلت : إذن زوجتك ترعى أمك ؟ قال : هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها ,
وقد أحضرت لزوجتي خادمه حتى تعينها ، ولكن أنا أحرص أن آكل معها حتى أطمئن
عشان السكر !
زاد إعجابي ومسكت دمعتي ! اختلست نظرة إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة ، قلت : أظافرها ؟ قال : أنا ، وقال يا دكتورة هي مسكينة !
نظرت الأم لـ ولدها وقالت : متى تشتري لي بطاطس ؟!
قال : سمي ألحين أوديك البقالة [
طارت الأم من الفرح وقالت : ألحين .. ألحين !
التفت الابن وقال : والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار .. " سويت نفسي أكتب في الملف حتى ما يبين أنـّي متأثرة " !
وسألت : ما عندها غيرك ؟ , قال : أنا وحيدها لأن الوالد طلقها بعد شهر ..
قلت : أجل ربـّاك أبوك ؟ .. قال : لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله
يرحمها وعمري عشر سنوات !
قلت : هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر أنها اهتمت فيك ؟ أو فرحت لفرحك أو حزنت
لحزنك ؟ قال : يادكتورة ، أمي مسكينة من عمري عشر سنين وأنا شايل همها
وأخاف عليها وأرعاها ..
كتبت الوصفة وشرحت له الدواء ..
مسك يد أمـّه , وقال : يللا ألحين البقالة ... قالت : لا نروح مكـّة ! .. استغربت ! , قلت : لها ليه تبين مكة ؟ قالت بركب الطيارة !
قلت : له بتوديها لـ مكّة ؟ , قال : إيه.. قلت : هي ما عليها حرج لو لم
تعتمر ، ليه توديها وتضيّق على نفسك ؟ , قال : يمكن الفرحة اللي تفرحها لا
وديتها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها ..
خرجوا من العيادة وأقفلت بابها وقلت للممرضة : أحتاج للرّاحة ، بكيت من كل قلبي وقلت في نفسي هذا وهي لم تكن له أماً .. [
فقط حملت وولدت لم تربي لم تسهر الليالي ولم تُدرسه ولم تتألم لألمه لم تبكي لبكائه لم يجافيها النوم خوفا عليه , لم.. ولم.. !
ومع كل ذلك كل هذا البر!
فـ " هل سنفعل بأمهاتنا الأصحاء .. مثلما فعل بأمه المتخلفة عقليـًّا " ؟!!!!
|