الواسطة ليست مجرد فيتامين , بل هي أكسجين الحياة !
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ’
ترددت كثيراً في طرح هذا الموضوع , و لكن ما أجبرني على ذلك هو أخي ! نعم هو !
أخي تخرج من الثانوية بنسبة ممتازة , القدرات و التحصيلي لم تكن جيدة كفاية و لكن لا بأس بها ’ المهم بدأ التسجيل في الكليات و الجامعات , كان يحلم بأن يصبح ضابطاً , بصراحة خُلِق ليكون كذلك , فتحت كلية الملك فيصل الجوية أبوابها على مصراعيها للخريجين , و بدأ الطلاب يأتون من كل فجٍ عميق !
بعد تسجيل أخي بإسبوع ظهرت نتائج القبول المبدئي , و كان مرشحاً , فرح كثيراً , بل كانت الدنيا لا تسعه من الفرحة , قال لي بكل شغف ( نوره أخيراً حـ أصير طيار ! ) .. نظرت اليه بإبتسامة تفاؤل و قلت ( ان شاء الله حبيبي ) ..
ذهب أخي في اليوم التالي الى المستوصف ليقيس وزنه و طوله مقياساً صحيحاً .. رجع فطبع الأوراق المطلوبة , و عبأ البيانات , إنطلق الى الرياض حيث الموعد هناك , و كان اليوم :/
دخل لإجراء فحص طبي و انتهى منه , بعد ذلك انتقل لقياس الطول و الوزن , المهم هنا الفاجعة ! الطول لم يكن 168 كما قاسه في المشفى !! لا أعرف ماذا حصل بالضبط و لكنه أمر غريب فعلاً .. عندما قاموا بالقياس تحول من 168 الى 167.8
عندها قالوا له ( مع ألف سلامة ) !! ليس هو فحسب , بل و زميله أيضاً :(
حقيقةً ليس لدي أي فكرة عن مدى براعة الجهاز المُستخدَم للقياس هناك ! و لا أدري كيف تغير طوله هكذا بالرغم من تأكده منه في أحد المستوصفات !؟؟
لا أعرف ما هو حال أخي الآن , بالتأكيد بائس حزين , لقد غطَّ في نوم عميق ’
و لكن قلتُ في نفسي ( الحمدلله’ لعله خير ) ..
أحدهم قد قال لنا ( اذا لم يكن لديكم واسطة فارتاحو و لا تتعبو أنفسكم ! هذي كلية ضباط محد يدخلها بالساهل كذا ! حتى لو كانت الشروط منطبقة تمام على الولد , صدقوني راح يطلعو سبب عشان يرفضوه !! )
فعلاً كلامه صحيح ’ أذكر أحد أقاربي قبل سنوات قدَّم على إحدى الكليات العسكرية و بالرغم من طوله الشاهق و نسبته العالية و تفوقه في كل شيء , لم يقبلوا به أبداً !! و العُذر كان واهياً سخيفاً !
( نأسف لذلك و لكن أسنانك خربانه ) > أٌقسِم بأنهم قالوا ذلك له :/
/
الواسطة هذه الكلمة نسمع بها في كل حين , لكل منا مواقف و حكايات و العجب العجاب , و قصص يشيب لها رأس الوليد ’
نجدها في كل مكان , تجول و تصول هنا و هناك , لا يمكن التخلص منها .. تدخل في الصغيرة و الكبيرة !!
هي داء للبعض و دواء للكثير ’
إحترتُ في تعريفها ! هل هي فساد أو صلاح ؟ خير أم شر ؟ قُبحٌ أم جمال ؟
عندما كنت صغيرة , كانوا يسألونني : ( ماذا لو خرج لكِ المارد ! ماذا ستطلبين منه ؟ ) .. كنت أقول ( لعبة باربي الجديدة , أطير الى باريس ... )
يا للسُخْف !!
كَبُرت اليوم و سأطلب : ( واســـــــــــطـــــــــــــة ) !
آه أفكر أن أخرس =(
/
بصراحة شديدة , أدركتُ بأن الواسطة ليست مجرد فيتامين ! بل هي أكسجين , و من ليس لديه واسطة في هذه الأيام فلينعم بجحيم الحياة :)

|