1.يكاد يكون رأس الأمر وعموده لديهم هو تشويه حقيقة الإسلام، فقد جاء مطهِّراً ومشرِّفاً لمعتنقيه، وجاء مبلغاً ومبيناً لمعانديه مقيماً عليهم حجة الله، كما قال جل وعلا:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}(16: سورة المائدة)
وقال جل شأنه:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (19: سورة المائدة)
فأبت أهواؤهم إلا تشويهه وازدراءه واحتقاره، وصرف المسميات القبيحة إليه، ونبزه بألفاظ السوء والجور، وإلحاق القسوة والعنف به بصورة غير مرضية لدى السامعين، وإبراز بعض مساوئ المحسوبين عليه؛ ليكون ديناً كسائر الأديان، يفقد معتنقه الشعور بالعزة الكامنة في كلماته، الراسخة في دعاته، السائدة في أتباعه، ولا يفخر أحد بالانتماء إليه رهبةً من سمعة، أو رغبةً في بدعة، وحينها لا تجد الأخذ بأحكامه كما ينبغي، ولا التأثر بما فيه من الأخلاق والآداب، إذا لا علاقة للدين بالدنيا وشؤونها بعد
علمنة أهله
2. والأدهى والأشد من ذلك ضرراً تحريفُ الشريعة، وهو أعظم من سابقه؛ فتشويه الأحكام الشرعية أمر خطير، لكن قد يمكن التعرف الحق والبحث الجاد عن صحة القول بظلمها مثلاً أو جورها وباطلها، بينما تحريفها لا يمكن التراجع عنه بعد تغيير الحقيقة وتزييف الحق، وماذا عسى أن يكون بعد ظهور الحق في ثوب الباطل؟، إنها المصيبة التي غرقت فيها اليهود والنصارى فضلوا وأضلوا، حين حرفت الشريعة، وبدلت الكتب الربانية، لم يجدوا بعدها نوراً قط، فهل يريدون منا أن نحذو حذوهم، ونضل كما ضلوا؟ نعم لو كنا نعقل أو نسمع لكان ذلك يقيناً مسلماً به، فبهذا يعلم الفرق بين التشويه والتحريف.