أهلا أخ فيصل..
إذن الحيلة نوعان : حيلة مشروعة , وحيلة غير مشروعة ...
وذلك إذا فسرنا أن الحيلة هي مصدر من الفعل " حول " وهو تحويل الشيء إلى شيء أخر .
فنقول إذا أن أيوب عليه السلام , حول يمينه من الضرب بالعصا مئة مره إلى الضرب بمئة عصا مرة واحدة , بمعنى آخر أن أيوب عليه السلام أحتال " حيلة حميدة " على يمينه بتيسير وتفهيم من الله ..
أي أن الله شرع له هذه الطريقة كي يخرج من يمينه ولا يقابل إحسان إمرأته بالإساءة ( هكذا تبين لي ) .
وصفك أخي بحر الحرية أن الخداع ليست في كل حال كلمة سيئة ( أو لم تقصد بها في كل المواضع )
فأنت ذكرت هنا إجمالا ولم تفصل
|
جميل كلامك وأتفق معك فيه، وهو في أول رد لي على موضوعك.
العبرة بما ينتج لا التحويل نفسه، فإن كان التحويل مشروعا وهو الأصل كانت حيلة حسنة، وإن كانت غير مشروع كانت سيئة، والأول هو ما انطبق على الآية والحديث التي ذكرتها في الموضوع الأصلي، وأعتقد أنا اتفقنا على ذلك.
وبالنسبة للخداع؛ الخطأ مني أني لم أفصل، لكن لم أكن أر التفصيل، ولذلك قلت لك: أتفق معك أنها تحمل أكثر من معنى بحسب، لكن أنت ذكرت خدعة خديعة مكيدة>> في الرد الأول في الاقتباس.
المحتال يا عزيزي بحر الحرية كلمة متدارجة بين العرب كمصطلح سيء يوصف به الذين يمارسون ذكائهم لتحقيق مصالحهم على حساب المصالح الأخرى , بشكل مطلق فلم أعلم محتالا خيّرا في تاريخ العرب أبدا , إلا إذا كنت تقصد تأبط شرا الذين كان يسرق ليطعم الفقراء والمساكين فذلك لم يكن يمارس الحيلة وإنما يمارس السرقة ..
|
متدارجة بين العوام وليس العرب، العرب تذكرها في مواقع كثيرة، لكن العوام يذكرونها فيما وصفته أنت وأتفق معك في وصف العوام لا في أنها اتفاق العرب.
والعوام لا يغيرون من العربية شيئا.
بالعكس العرب تصف بها دقيق التصرف صاحب الحذق وجودة النظر والقدرة، وإن كان يدخل فيها من يحول الغير مشروع لمشروع، لكن مقطوعا به عند العرب، وإلا لما احتملت الكلمة أكثر من معنى.
بالنسبة للآية:
"وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث" بقوله تعالى:
"إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب"
لا توجد علاقة بين الجزئية الأولى والجزئية الثانية، فعند:
"لا تحنث" تفيد الجملة معنى كاملا لا يتعلق بما بعده لا لفظا ولا معنى.
ولذلك أنت كيف ربطت بين هذا المخرج الذي قاله الله تعالى لأيوب عليه السلام بأنه مكافأة له على صبره؟ والجزئية الأولى تفيد معنى كاملا لا يتعلق بما بعده لا لفظا ولا معنى؟!!!
أعتقد الآن أن الفكرة الرئيسية وصلت للنهاية، أن هذه الحيلة ليست حيلة ممنوعة، بل هي تحول من أمر لأمر آخر، جُمع فيه في الآية بين عدم الحنث وبين عدم الإيلام، ولم يكن في هذه الحيلة أي تعد أو ضرر، ولم تهدم مقصدا من مقاصد الشرع، ولذلك؛ فتسميتها بحيلة لا يسيء للشرع مطلقا، والعبرة بما تعارفت عليه العرب وليس بما تعارف عليه العوام.
وعلى دروب المحبة والأخوة والألفة نلتقي؛؛