رد: الحيلة في الدين الإسلامي ....؟
أهلا فيصل..
وصف الحيلة ليس في معناه أنه الخداع، بل أعتقد أنهه طريق من طرق الأذكياء في تحويل الأمور بطريقة مشروعة،
لكن أعتقد أن الصحيح أن تقسم كما قسمتها في موضوعك لحيلة حسنة وحيلة سيئة ممنوعة، ووجودها في الإسلام لا أعتقد أنه يسيء له أبدا بالعكس؛
هذا ما يبين عظمة الإسلام من خلال إباحته الحيلة لتحقيق مصلحة لا تهدم مقصدا من مقاصده،
لأن الله لم يأمر نبيه أيوب عليه السلام بفعلها عبثا، بل كان لتحقيق مصلحة ليس فيها إضرار بحق الآخرين، والأمر الآخر حتى لا يتم التهاون في اليمين قال له في الآية:
"ولا تحنث"
فحقق الجميع بين حسنين:
الأول: عدم الإساءة ونكران جميل زوجته بما قدمت.
الثاني: عدم إخلاف اليمين (الحنث) وفعل خلاف مضمونها.
أيضا كذلك في الحديث المذكور عنه صلى الله عليه وسلم، لما رأى عليه السلام ما يقع على المحدث من حرج في خروجه من الصلاة، والأمر ليس فيه إضرار على الآخرين ولا يهدم مقصدا من مقاصد الإسلام لا بقليل ولا بكثير، بين طريقة أو كما سميتها في موضوعك حيلة للخروج من هذا الأمر.
هناك أمور ممنوعة في الإسلام كالكذب مثلا، لكن عندما كان الكذب يحقق مصلحة ليس فيها إضرار ولا تجاوز ولا اعتداء، أباح لك الإسلام الكذب في مواضع، كما ورد ذلك في الحديث عن أم كلثوم بنت عقبة قالت أنها سمعت النبي عليه السلام يقول:
" ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرا وينمى خيرا"
وقالت: "ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس كذبا إلا في ثلاث:
الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها"
فمع منع الإسلام للكذب، إلا أنه أباحه في مواضع أيضا لا تهدم مقصدا من مقاصده، ولا تلحق ضررا بأحد لا بقليل ولا بكثير.
لكن؛ عندما يُهدم مقصد من مقاصد الشرع، فنجد حيلة مثلا للتدليس على الآخرين، هنا هدمت هذا الحيلة مقصدا من مقاصده، وصار الاعتداء الذي حرمه الله سبحانه وتعالى، فهنا تكون حيلة محرمة.
هي مثلها مثل وجود الحيلة في بعض صور الطلاق مثلا، فعندما طلق رجل زوجته بقوله لها وهي تأكل لقمة:
إن بلعتيها فأنت طالق، وإن أخرجتيها فأنت طالق!!
ولما كان الطلاق أمره عظيم ويحصل به الضرر الكبير، كانت الحيلة المحلّة لهذا الطلاق أن تبلع نصف اللقة وتخرج النصف الآخر.
ولذلك كما قلت لك في بداية الموضوع:
هي طريقة من طرق الأذكياء، أعتقد أن الإسلام يبيحها لك لتحقيق مصلحة لا تهدم مقصدا من مقاصده الرئيسة.
(وجهة نظر تمثلني فقط)
بالتوفيق للجميع؛؛
|