[بحر الحرية]

أهلا بكم جميعا..

حتى لا يحتدم النقاش بيننا، وبناء على طلب من يشرف على القسم، سأعقب هذا التعقيب الأخير على موضوعي وسأنسحب من الموضوع، فقد طرحت ما أريد ووضحته فيما سبق من ردود، ومن أراد الاستزادة فعليه القراءة والبحث وتحكيم عقله الذي أعطاه إياه الله عز وجل.

أعلم استياء الكثيرين من هذا الموضوع ووما طرح فيه، كذلك اقتناع آخرين ممن أعرفهم بما طُرح أيضا وتغيرهم عما كانوا عليه، وهذا مما أفرحني كثيرا.

رسالتي في الموضوع كانت الابتعاد عن السب والشتم والظلم من الجميع أيا كانت طوائفهم أو اعتقداتهم أو عاداتهم، وأيضا احترام الآخرين على ما اعتقدوا وآمنوا، ويبقى لكل إنسان أن يبين ما لديه ويختار ما يراه صوابا، وأن يحكم عقله فيما يختار، ولا يجعل نفسه تبعا لأحد، فأجمل شيء في الإسلام أنه ألغى التبعية والواسطة والشراكة، واهتم بالعقل وأخذ به في الحكم، فقال سبحانه:

"أفلا تعقلون"، "إن كنتم تعقلون"، "لعلكم تعقلون"، "إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون"

فيجب على كل إنسان أن يفكر بعقله في كل أمر يراه أو يسمعه، وليبتعد عن العاطفة، وليبتعد عن الحزن، وليجعل من نفسه قوة لا تقهر أمام كل الفتن التي تريد تشكيكه فيما يؤمن به،
وليجعل غضبه حكيما، ولا يثور على غير فائدة، بل يجب أن يفكر فيما تؤول له عواقب الأمور، فإن كانت تؤول لهباء منثور، فليكن أبعد عن هذا الأول.

وليجعل عقله حكما، وليس عقل غيره هو من يحكم له الأمور ويرشده، بل ليجعل نصب عينيه:

"وهديناه النجدين"، "إنّا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا"

وليبتعد عن الشتم والسب وإنزال الآخرين منزل السوء، فهي حيلة العاجز ومن لا يملكون ذرة من أخلاق أو فكر، وليبتعد عن ظلم الجماعة بفعل الواحد، وليبتعد عن الحرب الطائفية اللعينة، ولينشر ما لديه من خير، ويوضح ما يراه خطأ في الآخرين، بأسلوب حسن جميل، وليس بلعن الآخرين ولعن عقولهم وأنه مضحوك عليهم وأنهم أغبياء، ولنجادل الآخرين بالتي هي أحسن كما بين سبحانه لرسوله:

"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين * وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"


ولله در من قال:

أليس نبينا المختار.. حاور من تحداه..

وبالإقناع أرشده.. بحب نحو مولاه..

فلن ننساك قدوتنا.. ولا المنهاج ننساه..

سنجعل هديك الراقي.. دليلا للعلا وشعار..

نعم لا بد من حب.. لتملأ كوننا الأنوار..


اعتذاري لجميع من أسأت إليهم أو كنت قاسيا بردي عليهم أو غضبت من كلامهم عليّ..

وعلى دروب الخير والمحبة والأخوة نلتقي..

أخوكم:

بحر الحرية؛؛