كريم العراقي وحضرة القاضي ,,
.
.
.
بعد أن رسى السندباد وختم حياة العزوبية، واقترن بامرأة قال عنها إنها فتاة الأحلام، أما هي فكانت تقول أنا أسعد عاشقة في هذا الكون، تصارحا وذابا في بعضهما، وطال شهر عسلهما سنوات وبعد سنوات العسل
داهمتهما إبر النحل لاسعة جارحة كأنها تطالب بثمن العسل الذي ارتشفاه في عش الحب .
اختلفا تخاصما عَبَر ضجيجهما المنزل إلى الجار والأصحاب .
وتضاعف واشتعل فلم تبرد جمراته ، ومن أخطر النهايات أن يتفق الحبيبان على الذهاب إلى غرفة القاضي رغم أن القاضي مقترن بالعدل والإنصاف وهو الذي يؤمن «بأن أبغض الحلال عند الله الطلاق» وها هو يفتح قلبه ويصغي للحبيبين.
قال الحبيب:
كن منصفاً يا سيدي القاضي
ذنبي أنا رجل له ماضي
تلك التي أمامك الآنَ
كانت لدي أعز إنسانهْ
أحببتها وهي أحبتني
صدقاً جميع الهم أنستني
صارحتها وقلت مولاتي
كثيرة كانت علاقاتي
قالت دع الماضي وقبّلني
فأنا لي الحاضر والآتي
بين ذراعيك أنا الكل .. وأيّنا ليس له ماضي؟
مر الزمان.. تغيرت.. تمردت.. تنمرت واستأسدتْ
وقالت الحبيبة:
كن منصفاً يا سيدي القاضي
تخونني لغتي وألفاظي
هذا الذي أمامك الآن
رجل الرجال بأعيني كانا
أعطيته ثقتي بلا حد
صرت له بيتاً من الورد
صارحني وبصوته جرحٌ : أنا ضائع ممزق البالِ
أستاذتِي أنقذتِني أنتِ
أنتِ حياتي وأنتِ آمالي
فشربتُ أدمعه وقلت له : وأيّنا ليس له ماضي
مر الزمان.. تغير... تمرد... تنمر واستأسد
وقال الحبيب:
صبري تحطم لم يعد صبرَا
كادت تحول بيتنا قبرَا
فان تشم في يدي عطر
تصرخ تلك امرأة أخرَى
غيرتها مرض سيجعلني فعلاً أحن لذلك الماضي
حتى ضياعي صرت أعشقه أطلق يدي سيدي القاضي
سلها تؤكد كل أقوالي وبما ستحكم إنني راضي
ذنبي أنا رجل له ماضي ..
فقالت الحبيبة :
وتكررت سهراته الكبرَى
يوماً أراه ويختفي شهرَا
عذراً يناقض عنده عذرَا
من بيت معجبة
إلى أخرَى
فالشلة الأولى أعادته لضلاله وضياعه الماضي
سله يؤكد كل أقوالي
مخدوعة وآن إيقاظي
كن منصفاً يا سيدي القاضي
كـريـم الـعــراقـي
التعديل الأخير تم بواسطة respect ; 10-08-2008 الساعة 03:48 PM.
|