اين الانسانيه ؟ اين الضمير ؟ اشعر بالعار ان اكون مع هولاء في مجتمع واحد !!!!
ان تسوقك الاقدار الى ان تكون اول الواصلين الى حيث احدى الفواجع تحت ركام الحديد وبجانب الطريق المشؤم , حيث الجثث والاشلاء البشريه المتناثره على جنبات الطريق . هناك انفسا تحتضر تحت الاطارات وتوانك البانزين او الديزل ( كلاهما خطير ) ,,, فانك حتما لن تمتع ناضريك بمشاهد سياحيه خلابه تستدعيك ان تسابق الزمان والمكان لتجول بكاميرا الجوال تتلتقط المشاهد النادره لتحتفظ بها كذكرى عابره او ترسلها لأصدقائك ... حتما لن تفعل هذا الا في حاله واحده فقط هي حينما يموت الضمير, وتنعدم الانسانيه . وتتلاشى الكرامه .
قادتني الظروف المشؤمه لأن اكون من اوائل الواقفين على احدى كوارث السيارات واحدى النتائج المشؤمه عند اختلال معطيات السلامه على الطريق . قد يكون السائق وقد يكون الطريق وقد تكون المركبه وقد تكون ظروف اخرى , المحتم الوحيد ان هناك خسائر في الارواح وفي الابدان فضلا عن الخسائر الماديه ..
وما ان وصلت حتى وجدت شابا يجول بكاميرا جواله بين هذه المشاهد المؤلمه , عدة اسئله دارة في مخيلتي : هل هذا انسان ام حيوان ؟ هل تنعدم الانسانيه حتى في مثل هذه المواقف ؟ هل اصبحنا شعبا لامكان للعواطف ؟ هل اصبحت ضمائرنا اقسى من الحجر ؟ هل نفرح ونسعد بمثل هذه المواقف المؤلمه ؟
اعتقد انني لا اتحدث عن مشهد شاذ بل للاسف لما رويته للزملاء الكل قال بحرف واحد مشهد مألوف !!!!!
بعد خروجي من المكان تذكرت احد الايميلات التي وصلتني من احد الزملاء قبل فتره قصيره جدا فيه مشاهد مرعبه ( عن عملية قتل بطريقه وحشيه لاشخاص في سياره لاندكروزر فتاتين وشاب ) لم يكن ابشع من عملية القتل سوى الضمير النتن الذي تجراء على تصويرهم وانتهاك حرماتهم وهم ميتون . والاشد من هذا شناعه انه شفع الصور بتفسيرات ورويات غايه في الابتذال انهما اختين وبرفقة حبيبهن ومن قام بقتلهم هو والد الفتاتين ,,
سبحان الله ,, وحتى ان صحت هذه الروايه , هل يجوز له تصوير الحرمات وانتهاكها للاموات والتشهير ,,,, سبحان الله سبحان الله ,,
احينا احس اننا نعيش في عالم غريب جدا ,,
اللهم ياحي ياقيوم يافاطر السموات والارض اسألك بكل اسم هو لك ان تشل يد من صور تلك الفتاتين والشاب في ذاك المشهد الكئيب , وان تذهب بصره الذي فضح عورات الناس وهم اموات ,,
اكتب هذه السطور وانا ارثي ضمائرنا ,,
وتقبلو تحياتي ,,
|