[حسين العبدلي]

بخصوص توضيحك حول البكيني لاحظ أني لم أجتزء وإن كان باستطاعتي تقليدك في اجتزائك لبعض كلامي، وقد أوردت ردك كاملًا دون نقص، وإنما علمتُ وكبرتُ ما أود أن أنبهك والقارىء عليه (:

وصدقًا لا أعلم كيف يكون ردي غامضًا لهذه الدرجة مع أني يقينًا لم أستعمل الوحشي والغريب من اللغة ، ولم يكن للمجاز في كلامي نصيب، فكلامي على ظاهره ، ومع كل هذا سأجعل هذا الرد بمثابة الحاشية عليه ، على طريقة القدامى من أسلافنا -غفر الله لهم- ، فأقول :
اعتبرني فيلسوف أحلل ظاهرةً ما تحليلًا فلسفيًا ، وتقديمًا له أقول ، هل تعرف شيئًا عن نظرية"التناصية" ؟
هي باختصار شديد ودون خوص في التفاصيل : تقاطع أو تبادل شىء بشىء آخر ، فقد يكون التناص في الكتابة وفي الحضارة حتى !
قبل أن أشرح علاقة نظرية التناصية-فيما أرى- بإمكانية الحكم ولو جزئيًا على أخلاق الشخص ، وعاداته ، وثقافته من خلال مظهره ، -قبل أن أشرع في هذا يجب أن أؤكد لك مرة أخرى وثانية وثالثة أنني لا أحكم حكمًا قاطعًا على أي شخص من خلال مظهره وشكله، بل أعد هذا من الجهل ، هذا أمر من الأهمية بمكان أن "تعيه" وتحفظه ، برجاء فقد مللت الحديث عن هذه الجزئية ..
نأتي لعلاقة نظرية "التناصية " !
كناقد أستطيع أن أستعمل نظرية التناصية في إعطاء حكم ولو تقريبي عن أسلوب كاتب أو شاعر ومدى تأثره بمدرسة من المدارس الأدبية أو الفكرية على سبيل المثال،
وفي أمر اللباس نجد أن العقل يقول لنا أنك تستطيع أن تحكم على شخصٍ من ظاهره لا حكمًا كليًا على خلقه، وإنما على تصرفه هذا ولخلقه من نصيب يكثر ويقل، وأما باطنه فموكولٌ لخالقه، هذه نقطة أخرى بالغة الأهمية،
وبما أن اللباس فعل يفعله الإنسان باختياره ، فإنه في هذه الحالة سيجبر المحيطين به أن ينطلقوا من منطلقاتهم في إعطاء حكمٍ تقريبي عنه ، وعن خلقه ،
أنا أعترض كثيرًا على تسطيحك لهذه القضية، وإنكار العملية التبادلية في الحكم بين فعل الشخص الظاهري في لبسه وبين خلقه وفي غيره من التصرفات والأفعال،
وحتى يتضح موطن النزاع استبعد أمر اللباس من تفكيرك ، وتخيله أمرًا آخر، حتى يستبين لك أن ثمة علاقة تبادلية في حكمنا على تصرفات أي فلان بما يظهر منه، ولو كان حكمًا تقريبيًا ، يبتعد ويقترب من صحة الحكم بقدر ظهور هذا التصرف،
تحيتي