[بحر الحرية]

أخي العزيز حسين العبدلي..
لا أدري ما الذي يضايق شخصك الكريم يا عزيزي، هل لأنك لم تمارس حياتك بحرية، أم لأنك ترى أنه يجب علينا أن نحرق الشباب والفتيات وندمرهم لأنهم سبب الفساد والإفساد؟!!!!

وعدت لكلامي فلم أجد أني حرمتك من حقك في تكوين نظرتك عن الشيء، وإنما ما ليس من حق أي شخص الحكم على الأشخاص وعلى ذات الأشخاص وأخلاقهم من لباسهم وبنظرة!! وكان موضوع حوارنا بقولك:

" أنت ترى أن نوعية اللباس لا تمت للأخلاق بصلة ، على الإطلاق دون تقييد؟!

أنا سأحاورك عن هذه الجزئية بصرف النظر عن كل ما حدث وما سوف يحدث هنا "

على العموم: لكل إنسان نظرته، فليضعها كيفما شاء وحيثما شاء وعلى من شاء..

فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى* فما كل مصقول الحديد يماني

فاحكم على الأشخاص - بنظرتك - واطعن في أخلاق (المكدش، ولابس الأساور...)،(والمتزينة وكاشفة الوجه وصاحبة المخصر...) كما تشاء!! فلك الحق وحدك!! واجعل نظرتك ثاقبة عزيزي ..

ولكن تذكرأن النية مطية!!

لا أخفيك سرا!! اليوم بدأت أنظر- لنفسي أولا- للشباب والفتيات الصيع بأنهم فعلا (كما تنظر إليهم)لارتفاع حرارة الجو اليوم .. وبدأت أفكر:

لم لا نُحرق ونُدمر ونُقتل؟!!! حتى ينعم الطاعنون بالهتان والنسيم العليل!!

وبدأت أردد حينها: زلزل زلزل ..

فلنذهب للجحيم لأنا حرمناكم المطر وهيجنا البحر والنهاية: سيل العرم أتى وأخذ المصلح وأبقى الفاسد!! وأختم بعابرة لوالدي - حفظه الله -:

* كان من أشد المعترضين على ذهاب البنات للتعليم وخروجهم من المنزل ووصف الفاعلات بالسوء!
واليوم أصبح من الداعين لذلك والمؤيدين، ومن يصف من يفعل ذلك بالسخف!!
*كان من أشد المعارضين على إخوتي من لبس الجينز، بل وصل الأمر لضربهم ووصفهم بالمتميعيين!
واليوم.. هو من المدلين برأيه في الألوان وجمالها!!
*كان من أشد المعارضين وكان وكان .. واليوم هو من يصفق ويدعم وينادي!!

وللأسف؛ لا يزال الفلم مستمرا مع الأجيال، والحلقة مستمرة، والدائرة تدور، والحرب مستعرة والنهاية: رب ارجعون رب ارجعون!!

وأعلم أن فرعون قال: " أنا ربكم الأعلى" ، " فأخذه الله نكال الآخرة والأولى"

والحريه لاتعني ذوبان الهويه كما يرتسم في اذهان البعض ولا تتصادم مع الايمان والشرع فالحريه تعني التزام الحدود وعدم التمدد في مساحات الاخرين سواء كان فعليا او معنويا وفي ديننا يحرم التشهير ويحرم الهمز واللمز ( وحتى لو لبس طيحني ) ويحرم الطعن في النيات والتشكيك والتخوين ويحرم اسائة الضن ويحرم الشك ,,

ولو تم السير على هذا المنهج لما تم الحكم المتسرع على شاب امام المول بانه جاء بقصد السوء ولما تم الحكم على فتاه لبست عباية ضيقه من قبل شاب حكم عليها بتسرع انها ( بائعة هوى ) يجوز فورا ترقيمها ومضايقتها واستدراجها ,,

ليس لي إلا أن أرفع قبعتي احتراما وتقديرا لك أخي علي ولفكرك الراقي..
والشكر موصول لصاحبه الراقي على طرحه؛؛

دمتم جميعا بحفظ الرحمن؛؛

بحر الحرية